معركة نقابة الصحافيين المصرية: طعون ضد ترشح ضياء رشوان

معركة نقابة الصحافيين المصرية: طعون ضد ترشح ضياء رشوان

19 فبراير 2019
تُجرى الانتخابات في الأول من مارس/آذار المقبل (أحمد إسماعيل/الأناضول)
+ الخط -

يعقد مجلس نقابة الصحافيين في مصر اجتماعه الأخير، مساء اليوم الثلاثاء، برئاسة نقيب الصحافيين الحالي المنتهية ولايته، عبد المحسن سلامة، بحضور كل أعضاء المجلس الـ12. وتعد مناقشة الاستعداد لانتخابات التجديد النصفي على 6 مقاعد لعضوية المجلس إضافة إلى منصب النقيب أهم بنود هذا الاجتماع.

كما تناقش الطعون، ظهر اليوم الثلاثاء، حسب البرنامج الموضوع للانتخابات. وكان من المقرر إعلان الأسماء النهائية عند الساعة الواحدة ظهراً، إلا أن اللجنة تأخرت في الإعلان عنها لمدة تقترب من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وفق ما صرّح عضو المجلس، عمرو بدر، لـ"العربي الجديد".

وأفاد بدر بوجود 3 طعون على مرشح منصب النقيب، ضياء رشوان، من قبل عدد من أعضاء الجمعية العمومية، والبتّ فيها سيتم خلال الساعات المقبلة، نافياً وجود أي تنازلات، سواء على منصب النقيب أو أعضاء المجلس.

ولأول مرة في تاريخ النقابة المصرية يصل عدد المرشحين لمنصب النقيب إلى 11 مرشحاً مقابل 7 مرشحين خلال الدورة الماضية. وبلغ إجمالي المرشحين للمقاعد الـ6 لعضوية مجلس النقابة 52 مرشحاً مقابل 70 مرشحاً في الدورة الماضية.

وكانت اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة الصحافيين، برئاسة وكيل النقابة جمال عبد الرحيم، قد فتحت باب الترشح لعضوية مجلس النقابة والنقيب خلال انتخابات التجديد النصفي. وبدأت بتلقي طلبات الترشح يوم 10 فبراير/شباط الحالي حتى يوم 14 منه، بينما فُتح باب الطعون من 15 فبراير، على أن تعلن النتائج النهائية لكافة كشوف المرشحين اليوم الثلاثاء.

وتقام الانتخابات في الأول من مارس/آذار المقبل، وفي حالة عدم اكتمال النصاب القانوني لانعقاد الجمعية العمومية، أي النصف زائد واحد، تؤجل ليوم 15 مارس/آذار بحضور ربع الأعضاء (25 في المائة).


وتجرى الانتخابات على المقاعد التي يشغلها حالياً محمود كامل، وخالد ميري، وحاتم زكريا، ومحمد شبانة، وإبراهيم أبو كيلة، وأبو السعود محمد، بعد قضائهم فترة 4 سنوات في المجلس الحالي. وأعلنوا كلهم عن إعادة ترشحهم، إلا أبو كيلة ومحمد، فيما أعلن النقيب الحالي، عبد المحسن سلامة، عن عدم ترشحه لمنصب النقيب ليتفرغ لمسؤولياته في مؤسسة "الأهرام" التي يرأس مجلس إدارتها، وفق بيان أصدره في 7 فبراير/شباط الحالي.

وفي حال إبعاد رشوان عن منصب النقيب، يكون المرشح الأقوى للمنصب هو رفعت رشاد.

وكانت مصادر صحافية مطّلعة قد كشفت أن جهاز الأمن الوطني في مصر يمارس ضغوطاً واسعة على نقيب الصحافيين الحالي عبد المحسن سلامة، لدفعه لعدم الترشح إلى منصب نقيب الصحافيين في مواجهة رئيس "الهيئة العامّة للاستعلامات"، ضياء رشوان، الذي تولى المنصب بين عامي 2013 و2015. وهكذا، يعدّ رشوان "مرشح الدولة" أمام رفعت رشاد، بعد انسحاب سلامة، علماً أن كليهما من محافظة الصعيد.

وهناك رهان بين الصحافيين في مصر على أن منصب النقيب يحكمه "اللوبي الصعيدي" الذي أصبح مؤثراً، إذ يؤكد أبناء محافظة سوهاج (صعيد مصر)، الذين يمتلكون 1200 صوت، على نجاح رشاد ابن المحافظة. في المقابل، يحاول أبناء محافظتي قنا والأقصر إنجاح رشوان الذي بدأ يواجه انتقادات كونه "مرشح الدولة"، ولم يحقق لجموع الصحافيين ما وعد به خلال ولايته السابقة، وفشل في حل مشاكل الصحف المتوقفة وحل مشاكل التأمين، وحوّل مجلس النقابة في عهده إلى "شللية"، ما أدى إلى حدوث اختلافات بين أعضاء المجلس.

كما أن هناك من يرى وجود انقسامات خطيرة داخل المؤسسات الصحافية القومية، أي "الأهرام" و"الأخبار" و"الجمهورية".  

"الأهرام" تملك أكثر الأصوات الانتخابية عدداً (1800 صوت)، وتعارض رشوان إما لتسببه في عدم ترشح سلامة مجدداً أو عدم تقديمه خدمات تذكر خلال توليه المنصب سابقاً. "الأخبار" تضم ما يقارب 900 صوت، وأكثر من 75 في المائة من موظفيها يؤيدون رشاد الذي عمل في المؤسسة نفسها. "الجمهورية" ناقمة على انتخابات النقيب لعدم ترشح أحد من صحافييها على منصب النقيب، بعد يحيى قلاش. كما أن مؤسسة روز اليوسف الحكومية منقسمة على ترشح المتنافسين على منصب النقيب.

وهناك طرف آخر من الصراع الدائر في انتخابات نقابة الصحافيين في مصر يرى أن انقسام النقابة وتحويلها إلى صراعات قبلية سيؤدي إلى ضياع دورها التنويري باعتبارها "قلعة حريات" وليست حلبة صراعات.

المساهمون