معجبو الفنانين على وسائل التواصل... عقبة أمام التطوّر الفني؟

معجبو الفنانين على وسائل التواصل... عقبة أمام التطوّر الفني؟

09 مارس 2020
تسجيل لنادين يطلب من "الفانز" عدم الانجرار وراء الإساءة(Getty)
+ الخط -
ما الذي سيغيّره الموسم الرمضاني القادم في ذهنية المشاهد العربي، إذا ما تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى مساحة لتمجيد الفنان، دون وجود أي تركيز على قوة الممثل في أداء الدور الجديد وإتقانه للشخصية المقدمة، ومدى تطور الأدوات عن تلك التي استخدمها في مسلسل سابق. 

قبيل انطلاق "البوسترات الترويجية" والإعلانات التمهيدية لأعمال شهر رمضان، والتي من شأنها أن تزيد من حدة المنافسة بين النجوم عن طريق "الفانز" المتسلحين خلف شاشات هواتفهم، وذلك للهجوم مجدداً للدفاع عن فنانهم، لمجرد تواجده في هذا العمل أو ذاك، تحوَّلت صفحات مجموعة من الفنانين لساحة تفاعل بين المغردين المستبسلين في الدفاع الأعمى عن نجمهم، أمام أي انتقاد يتعرض له.

هذا ما حدث مع الفنانة اللبنانية نادين نجيم، باسمها الشخصي المباشر في مواقع التواصل كفنانة مثيرة للجدل عبر معجبيها، وربما أكثر من نفوذ أدوارها الفنية نفسها، وقدرتها في التأثير بالأعمال التي تقدمها. وبعد جدال واسع أعاد الخلاف القديم مع الفنانة سيرين عبد النور، خرجت نادين في تسجيل صوتي لتطلب من "الفانز" عدم الانجرار وراء إساءة الآخرين، وعبرت عن مدى ثقتها بتربيتهم وأخلاقهم العالية. من جهة ثانية، كان اسم نجيم يتردد بكثرة لدى "فانز" الفنان السوري تيم حسن، ضمن حرب تعليقات لم تنته مذ غادرت نجيم "الهيبة" في نهاية الجزء الأول. في حين يتعرض تيم لهجوم من قبل مغردين عرب، يجدونه منفذاً لرؤية الشركة التي تحتكر أعماله وتؤطره في أدوارٍ ذات طابع تجاري، بمستوى أقل مما قدمه تيم سابقاً. وهنا يظهر اهتمام "فانز" الفنان بنجومية من يحبونه سواء كان محقاً في ما يقدمه أو لا. وهذا ليس بخطأ في إظهار المحبة والتعبير عنها، لكن المبالغة إلى حد التطرف في الدفاع، تخرج النجم من كينونة حضوره كمؤثر في الرأي العام عبر أعماله.

وبهذا تمارس مواقع التواصل رقابةً ثانية، ولكن مع تحيُّز، فالمعجبون لا يجدون في نجمهم إلا مصيباً، وهم مستعدّون لشن حرب على كل من يخالفهم بالرأي، ينشرون صوره على صفحاتهم الشخصية، ويطلقون عشرات "الهاشتاغات" والمقاطع المركبة. فضلاً عن أن النجم نفسه بات يجد فيهم المحرك الأساسي لشهرته، فيشارك تغريداتهم ويعبّر عن مدى محبته لهم، وقد يحتفل بعيد ميلاده بحضورهم! إذا ما كانت الدراما تؤطر نفسها بعمل حكائي يمتد لثلاثين حلقة، يخرج فيها الممثل من شخصيته الحقيقية إلى شخصية مفترضة يؤديها في سياق المسلسل، فكيف يمكن إقناع "الفانز" أن يشاهدوا نجمهم المفضل في المسلسل كشخصية ثانية لا يعرفونها، لأنهم إن حاولوا وفعلوا ذلك، قد يجدون بطريقة نقدية أخطاء أو تراجعاً في الأداء، فإذا تحدثوا عنه بصفحاتهم بدوا أكثر منطقية، وشكلوا ضغطاً على نجمهم ليجتهد ويقدم أفضل، ولكن التأييد الأعمى ليس له أي علاقة بالنقد الفني.

المساهمون