معاناة كبيرة لنازحي مخيم الركبان في رمضان

معاناة كبيرة لنازحي مخيم الركبان في رمضان

18 مايو 2018
تتفاقم معاناة اللاجئين في رمضان (Getty)
+ الخط -
يستقبل النازحون في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية رمضان بمآسٍ وآلام كبيرة، إذ ترتفع الأسعار خلال هذا الشهر بشكل ملحوظ، وتتضاعف معاناتهم أكثر مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات عالية، وتغير الظروف البيئية وهبوب الريح الرملية.

وللوقوف على معاناة الأهالي في المخيم، يتحدث ليث العبد الله أحد النازحين من مدينة تدمر،  يعيل خمسة من أشقائه بعد وفاة والده لـ "العربي الجديد" عن الغلاء الكبير في الأسعار التي هي في الأصل مرتفعة، "في الوقت الحالي وصلت إلى عشرة أضعاف في أسواق النظام، وهناك حالة من النزوح للشباب لهذا السبب، ما اضطر البعض إلى التوجه لحواجز النظام وتسليم أنفسهم للتسوية".

ويتابع المتحدث أن درجات الحرارة مرتفعة جدا، وقاربت الأربعين درجة مئوية، و"الناس تستخدم طرقا بدائية للتبريد والتعامل مع درجات الحرارة خاصة في رمضان"، إذ يبللون قطعة قماش بالماء ويغطون بها أنفسهم، بانتظار هبوب نسمات الهواء الحار كي يبردوا أنفسهم، وهناك من يعيش في الخيم التي لا تحتمل فيها درجات الحرارة، و"البعض يعيش بمنازل بنيت من الطين لتخفف من وطأة الحر".

وعن الأجواء في رمضان، يضيف: "رمضان في المخيم فقد البهجة والروحانية والألفة التي كان الأهالي يشعرون بها في تدمر، كون أغلب العائلات إما رحل أحد أفرادها بحثا عن عمل، أو قتل بغارات للنظام، أو أنه مغيب في السجون ولا يعرفون عنه شيئا".

ويوضح العبد الله أن السوق وسط المخيم هو المشهد الوحيد الذي يضفي جوا من أجواء رمضان على النازحين في المخيم، فهناك ازدحام عصرا وقبيل المغرب، كون "الناس تشتري بعض الحاجيات للإفطار". أما المساجد فإنها متباعدة عن بعضها داخل المخيم وهناك مسجد كبير يسمى "خالد ابن الوليد" يؤذن للمغرب لا يصل صوت أذانه إلى أحياء في المخيم، فتتكلف مساجد صغيرة بهذه المهمة.

أما رقية مطلق، فلا تخفي مشاق طهو الطعام الكبيرة عليها وعلى كثير من الأمهات في مخيم الركبان، كونهن لا يملكن المال لشراء "زيت الكاز" الوقود اللازم لتشغل "البابور"، وهو أداة الطبخ القديمة والوحيدة المتوفرة لديهم، فيجمعن الأوراق وكل ما يساعد على إشعال النار لطهو الطعام، ولا يستطعن الطهو إلا في أماكن مغلقة لصعوبة إشعال النار في الخارج، ما يتسبب في معاناة كبيرة لهنّ.


فيما تؤكد قريبتها علياء المطلق، وهي أمّ لثلاثة أطفال لـ"العربي الجديد" أن الحصول على المياه هو من أشد المهام صعوبة خاصة في رمضان، لبعد مكان الحصول عليها وعدم توفر سيارة أو عربة لنقله، ما يضطرها مع بعض النساء لحمل المياه مسافة طويلة على الكتف وهو أمر شاق وله معاناة كبيرة جدا في رمضان.

وتشير علياء إلى أن العديد من الأهالي هم في حالة صوم قبل رمضان لكميات الطعام القليلة لديهم، وعدم القدرة على شراء المواد الغذائية اللازمة.

المساهمون