مظاهرات 25 إبريل تحوّل المحافظات المصرية إلى "ثكنة عسكرية"

مظاهرات 25 إبريل تحوّل المحافظات المصرية إلى "ثكنة عسكرية"

24 ابريل 2016
استنفار أمني بمصر لتطويق تظاهرات 25 إبريل (فرانس برس)
+ الخط -

حوّلت الإجراءات الأمنية الاحترازية المشددة، مدناً ومحافظات مصرية عدة، إلى ما يشبه ثكنات عسكرية، قبل ساعات من الدعوات المطالبة بالمظاهرات غداً الاثنين في كافة الميادين، رفضاً "للتنازل" عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، بعد ترسيم الحدود مع مصر، للمطالبة بالتراجع عن اتفاقية ترسيم الحدود وعدم التنازل عن الجزيرتين.

ويستعد عدد من القوى الثورية والأحزاب المصرية، لتقديم عريضة كبيرة شعارها "لا لبيع مصر"، للتوقيع عليها من قبل المواطنين غداً، بالتزامن مع المظاهرات في المحافظات، كما قرر عدد من الأحزاب المصرية فتح كافة مقراتها في المحافظات، لتكون ورشة عمل لمناقشة أخطار "التنازل" عن الجزيرتين على الأمن المصري، وذلك من خلال استضافة مجموعة من الخبراء والنشطاء، وعرض عدد من الخرائط التي تؤكد أن الجزيرتين مصريتان وليستا سعوديتين كما تدعي السلطة المصرية.

وأمام هذا التحدي، شهدت وزارة الداخلية المصرية، اليوم الأحد، عدة اجتماعات أمنية مكثفة مع عدد كبير من رؤساء القطاعات بالوزارة والقيادات الأمنية بكافة المحافظات، لوضع الخطط الأمنية اللازمة لمواجهة تلك التظاهرات، خاصة في ظل تأكيد كافة القوى السياسية والحزبية والقوى الثورية على المشاركة فيها.

إلى ذلك، يظهر تخوّف أمني من المظاهرات، إذ تحولت وزارة الداخلية خلال الساعات الماضية إلى "خلية عمل"، ومنعت كافة الإجازات والراحات لكافة الضباط والعناصر الأمن.

من جهته، أكد مصدر أمني متقاعد، وجود حالة من القلق الشديد داخل وزارة الداخلية، خوفاً من نجاح تلك التظاهرة، خاصة في "ظل حالة السخط بين الشعب المصري الرافض لتسليم الجزيرتين، والتي تأتي بالتزامن مع حالة التخبط الاقتصادي الذي تعيشه مصر في الوقت الحالي، من ارتفاع في الأسعار وغلاء المعيشة، وسخط عام ضد النظام والحكومة، لفشلها في ضبط سعر الدولار"، مشيراً إلى أن هناك تعليمات أمنية بنزول كافة القيادات الأمنية والضباط إلى الشارع، وزيادة التفتيش للمارة وسائقي الميكروباص. 

وتحولت القاهرة إلى ميدان عمل لعدد كبير من الضباط بالزي المدني، وتوسيع دائرة الاشتباه، إذ تم القبض على عدد كبير من المواطنين، بينهم كبار في السن، لكونهم ملتحين فقط وفتيات وسيدات بالنقاب.

كما تشهد القاهرة الكبرى (القاهرة – الجيزة – القليوبية)، حالة تطويق أمني مشدد، إذ تم التنبيه على أصحاب المحلات التجارية والمقاهي بغلق محلاتهم في وقت مبكر، خاصة منطقة وسط القاهرة، والمحلات والشركات الموجودة بميدان التحرير، ما أغضب أصحابها. كما طوّقت قوات الأمن الميادين المهمة والمنشآت الحيوية ومحطات القطارات ومترو الأنفاق، فضلاً عن أقسام الشرطة ومديريات الأمن، وأصبح التجول في شوارع العاصمة المصرية قبل نحو ساعات من مظاهرات غداً، أشبه بالسير في ثكنة عسكرية بسبب كثرة التفتيش. ووصل الذعر بين أجهزة الأمن المصرية إلى دخول الكلاب البوليسية داخل سيارات المترو، الأمر الذي أزعج الركاب، إذ ترى أجهزة الأمن أن أي طارئ بالمترو يصيب القاهرة الكبرى بالشلل.

إلى ذلك، قامت قوات الأمن بتشديد الإجراءات الأمنية حول مقر نقابة الصحافيين بشارع عبد الخالق ثروت، حيث وضعت المتاريس حول مقر النقابة، رغم أن اليوم إجازة رسمية بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، وطلبت من النقابة إخلاء المبنى، وترك عناصر أمنها فقط داخله.

ويرى مراقبون أن مصر على أبواب أزمة شديدة بسبب إخفاق الحكومة وعدم قدرتها على حل مشاكل الشعب التي تراكمت، وبات الشعب غير قادر على تحمّل المزيد من الفشل، وأن مظاهرات 25 أبريل تنادي بإسقاط النظام لفشله في حل كافة الأزمات، وأن غيرة المصريين على الأرض دفعتهم للغضب، مؤكدين أن هذا الغضب مستمر ولا يتوقف بوقفات احتجاجية أو مظاهرات لحين عودة الجزيرتين.

 

المساهمون