مطربون عرب يغنّون بالمغربية ويخطئون بحقّها

مطربون عرب يغنّون بالمغربية ويخطئون بحقّها

24 مايو 2014
ميريام فارس غنت "تلاح" بالمغربية الدارجة
+ الخط -
صارت اللهجة المحلية المغربية "موضة" جديدة يتهافت نجوم الطرب في العالم العربي على غنائها خلال الأشهر الأخيرة، بعدما كانت اللهجات المصرية واللبنانية والخليجية تجتاح سوق الأغنية العربية طيلة سنوات عديدة.

فقد أطلق المطرب اللبناني، عاصي الحلاني، أغنية باللهجة المغربية بعنوان "الساطة"، أثارت جدلاً واسعاً في البلاد، وقبله أصالة نصري، وصابر الرباعي، وميريام فارس، وديانا حداد، وعبد الله الرويشد، وحسين الجسمي، ويارا، وغيرهم..

وانقسم المغاربة إزاء إقبال نجوم ونجمات الغناء العربي على الغناء بالدارجة المغربية في ألبوماتهم الجديدة، بين مرحّبين بهذه "الظاهرة" الفنية، كونها تعرّف باللهجة المحلية، وبين رافضين لها على اعتبار أنّ معظمها أغنيات تتضمّن أحيانا ألفاظاً "غير ملائمة"، تنمّ عن جهل المغنّين بما يقولونه وبوقعه على أذن المجتمع المغربي.

لاقت تلك الأغنيات إقبالاً في الشارع المغربي، ونجحت أغنية اللبناني عاصي الحلاني باستقطاب إعجاب الشباب المغربي، في ألبومه الأخير "الساطة"، والتي تعني الفتاة الجميلة باللغة المتداولة. وقبل الحلاني غنّى المطرب عبد الله الرويشد باللهجة المغربية، ولم يُخفِ إعجابه الكبير بها، معتبراً ذلك "عنصر جذب للجمهور العربي الذي ملّ من تلقّي الأغنيات باللهجات المعروفة في الوطن العربي".
وحقّقت أغنية المطربة ميريام فارس باللهجة المغربية "تلاح" نجاحاً لافتاً، وتعني كلمة "تلاح" في معجم الشباب المغربي "اذهب" أو "حلّ عني"، فضلاً عن المطربة ديانا حداد التي غنت "كنت حاسبك"، و"اللي ناوي" من التراث الشعبي المحلي.
الإقبال على الغناء باللهجة المغربية، رغم وعورة النطق بألفاظها، عزاه الكثيرون إلى عوامل فنية وتجارية، تتمثل في رغبة نجوم الطرب العربي بتجريب أغان جديدة بلهجات غير مألوفة على أذن الجمهور، بهدف تحقيق الانتشار.

وأشاد بعض الجمهور والمهتمين في المغرب بكون هذا "يُقرّب اللهجة المغربية -صعبة النطق- إلى آذان الجمهور العربي الواسع، ويجعلها مستعملة بشكل كثيف في الغناء العربي". فقد أكد الباحث الموسيقي محمد فنيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذا أمر مُرحّب به، كونه يعود بالنفع على الأغنية المغربية، كما ستحتدم المنافسة بين المطربين المغاربة والمشارقة على تطوير إنتاجاتهم لتحقيق النجاح". وتابع فنيدي أنّ "غناء مشاهير الطرب العربي باللهجة المغربية يتيح لها الانتشار، باعتبار أنّها لهجة عانت من الإقصاء والتهميش في المشرق العربي بدعوى أنّها غير مفهومة، ما جعل مطربي المغرب يلجأون إلى الغناء بلهجات مشرقية للتقرّب من الجمهور الواسع".
لكنّ قسماً آخر من المغربيين يحمل وجهة نظر مختلفة، ويعيب على المغنّين العرب اختيار كلمات مغربية تنتمي إلى القاموس الشبابي، الذي يدور غالباً في "الشارع السفلي"، وقد عبّر عن هذا الرأي عدد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي. واستدلّ الرافضون بأغنية "تلاح" لميريام فارس و"الساطة" لعاصي الحلاني، حيث إنّ الأولى لغة شبابية "غير راقية"، والثانية تفيد وصف الفتاة الجميلة عند اللغة الشبابية "السوقية"، على حدّ تعبير الرافضين.
وفي هذا الصدد قال المطرب المغربي عبد العالي الغاوي إنّ "الجرأة في الغناء مقبولة في حدود عدم المسّ بالذوق العام للمغاربة"، مستدلاً بلفظة "الساطة" التي تعتبر "معيبة عند المغاربة، ولا يليق التغنّي بها أو تشجيعها".

المساهمون