مطاعم بغداد الجوالة توفر باب رزق للعاطلين عن العمل

مطاعم بغداد الجوالة توفر باب رزق للعاطلين عن العمل

15 فبراير 2019
انتشار عربات المأكولات في شوارع بغداد (فيسبوك)
+ الخط -

تنتشر على أرصفة الكثير من المناطق الشعبية والتجارية في العاصمة العراقية بغداد، عربات طعام جوالة باتت مصدر رزق لمن يبحث عن فرصة عمل، كما تجذب الزبائن من خلال الأكلات السريعة والرخيصة.

في منطقة "الشورجة" بقلب العاصمة، يلفت النظر تزاحم المتبضعين القادمين من المحافظات العراقية على عربة "مأكولات الشيف علي"، وهم يطلبون لفات الفلافل، أو البيض، أو الباذنجان، لتناولها على أنغام الأغاني الشعبية التي يعلو صوتها من داخل العربة.

ويقول أركان محمد، وهو أحد المتبضعين من محافظة كركوك، لـ"العربي الجديد": "نصل إلى الشورجة في الصباح الباكر للتبضع لمحلنا التجاري بسبب رخص الأسعار هنا، فيستهوينا الأكل من عربة الشيف علي، فمطعمه محط اهتمام المتبضعين من كافة المحافظات لما يقدمه من أكلات سريعة ذات طعم شهي، فضلا عن أسعاره غير المبالغ فيها. أتناول وجبة الإفطار عند وصولي، ووجبة الغداء عندما أنتهي من التبضع قبل العودة إلى كركوك". الشيف علي يهتم بزبائنه الذين لا يقصدون غيره".

في الأعظمية شمالي بغداد، تنتشر قطع الفحم وأسياخ اللحم والكباب التي يمتلكها شبان يمتهنون بيع الطعام هناك للناس على الرصيف، وتشهد أطعمتهم إقبالا كبيرا حسب ما يقول ليث محمد، الذي يعتبرها "رخيصة وشهية المذاق رغم انتشار الذباب حول عربات الأطعمة. معدتنا معتادة على هذا الطعام، بل إنها أدمنت عليه".

يقف العم عبد الله قرب عربة شواء مصنوعة محليا، قائلاً: "أكمل يومي، وأغسل العربة وأركنها على جانب الرصيف، وفي اليوم التالي أعود لأملأها بالفحم وأشعله لأبيع المشاوي المختلفة، وأنا مرتاح لهذا العمل، ومنه تخرجت ابنتي في كلية الطب وابني في كلية الزراعة، وأجريت عملية لعيني زوجتي، كما أدفع إيجار منزلي من ربحه".

ويضيف: "لا أخشى قلة الرزق فهو من عند الله، لكن البلدية تلاحقنا في كل مكان، وندفع رشى لعمال البلدية كي يتركونا نعمل".

ولا تستطيع أن تحصي المطاعم المشابهة في مناطق الكاظمية، والشيخ عمر، وعبد القادر الجيلاني، والنهضة، والعلاوي وغيرها من مناطق بغداد، ويلجأ بعض أصحابها إلى جلب الزبائن من خلال مكبرات صوت صغيرة يروجون من خلالها لأكلاتهم بعبارات منها "تعال على الأكل النظيف"، و"حار وكسّب ورخيص"، و"أكلاتنا الأفضل وأسعارنا الأرخص"، و"تعال يا ولد لا تبقَ جوعان".

ورغم أنّ أمانة بغداد تمنع العربات والمطاعم الجوالة، إلّا أنّها تغض الطرف، مؤكدة أنّ الظرف الراهن يحتم مراعاة رزق المواطنين. ويقول مسؤول في الأمانة لـ"العربي الجديد": "أبلغْنا موظفينا الجوالين أن يتساهلوا مع أصحاب المطاعم الجوالة كونهم يمارسون هذا العمل لحاجتهم إليه". لكنه دعا أصحاب المطاعم والعربات إلى "عدم مخالفة القوانين، حتى لا يتم تطبيقها عليهم بشكل يؤثر على أرزاقهم".

المساهمون