مصير سفيان ونذير يُعيد الجدل في تونس

مصير سفيان ونذير يُعيد الجدل في تونس

09 يناير 2017
الجدل والغموض يتصدران القضية مجددا (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال أصداء الاعتراف الذي أدلى به ليبي محجوز من قبل قوات اللواء خليفة حفتر على شاشة "الحدث الليبية" حول قتل الصحافيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري يثير جدلاً في تونس. 

 بثّت القناة، أول من أمس السبت، اعتراف الإرهابي عبد الرزاق ناصر بمقتل الصحافيين التونسيين الشورابي والقطاري المختفيين في ليبيا منذ 8 سبتمبر/ أيلول 2014، في غابة في منطقة درنة الليبية، إلا أن هذا الاعتراف تحوم حوله الكثير من الشكوك.

صرّح مسؤول في الجيش الليبي بأن الفيديو الذي عرضته القناة، قديم وليس بالجديد، مشيراً إلى أنّ التحريات أثبتت أنه "لا وجود لجثث في المكان الذي ادعى الإرهابي أن سفيان ونذير تمّ دفنهما فيه، وهو ما ينفي فرضية عملية قتلهما".

من ناحية أخرى، أعلن سفيان السليطي، المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية التونسية (وات)، أن التصريحات التي وردت في قناة "الحدث الليبية" ليست بجديدة وتتضمن نفس المعلومات التي كان أدلى بها شاهدان مصريان سابقا في ذات الموضوع".


كما أشار الناشط الحقوقي والمكلف بإدارة ملف اختفاء سفيان ونذير، مصطفى عبد الكبير، إلى أنه توجد أدلة ومؤشرات تؤكد أن سفيان ونذير لا يزالان على قيد الحياة وهو الرأي الذي تشاركه إياه والدة الإعلامي نذير القطاري، سنية رجب.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية التونسية أنها ستتخذ الإجراءات القانونية الضرورية لمزيد التحري فيما تعرضه على القناة الليبية، دون أن تقدم رأياً جازماً بمصير الصحافيين المختفيين.

الجدل حول تلك التصريحات، تجاوز المسائل السياسية والقانونية والعلاقات الدبلوماسية إلى تحميل الإعلام التونسي جزءًا من المسؤولية عن مصير سفيان ونذير، خصوصاً فيما يتعلق بالحجج التي قال الإرهابي إنه تمّ استعمالها للحكم عليهما من قبل المجموعة الإرهابية.

فقد تداول البعض فيديو قيل إنه تمّ الاعتماد عليه في الحكم على سفيان ونذير، ويظهر فيه الصحافي سفيان الشورابي فى برنامج "لاباس" على قناة "الحوار التونسي" وهو يتحدث عن قضية عدم صومه لرمضان.


وكتب الإعلامي الحبيب الأسود "اعترافات الإرهابي الليبي حول مقتل سفيان ونذير، يجب أن يكون دافعا لفتح ملف حول الأطراف التونسية المشاركة في الجريمة، سواء من التي كانت في بنغازي أم التي أمدّتها من تونس، بوثائق مكتوبة ومصورة ضد سفيان الشورابي بعد القضية التي تعلقت به في تونس في سنة 2012 وكانت وراء صدور حكم عليه بتهمة القصاص".

وأضاف "إن اهتمام الإعلام بالحياة الشخصية للأفراد، يمكن أن يتحول إلى دافع لقتل هؤلاء، مثلما حدث في قضية الشورابي، فالإرهابيون يمكن أن يستعملوا أي تصريح أو موقف أو حتى صورة لملاحقة من يرونه مخالفا لعقيدتهم".

أما رئيس تحرير صحيفة "الصباح" التونسية اليومية، حافظ الغريبي، فذهب إلى أن "عرض هذه الاعترافات الآن وعلى قناة مقربة من اللواء خليفة حفتر، الغاية منه ممارسة ضغوط على الحكومة التونسية بعد مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لتجاوز الخلاف الليبي - الليبي من خلال تدعيم حكومة فايز السراج"، مضيفاً أن عرض هذا الفيديو الآن رغم أنه قديم يراد من خلاله ممارسة ضغوط إضافية على الحكومة التونسية، كطرف من الأطراف الأساسية في حلّ الأزمة الليبية.

 

المساهمون