وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد اعتذر للمحامين في يونيو/ حزيران 2015، عن اعتداء ضابط شرطة على أحدهم، وحكم على الضابط المتهم بالسجن ثلاثة أشهر. وقال السيسي: "أنا باقول للمحامين كلهم حقكم علي وأنا أعتذر لكم، وأقول لكل أجهزة الدولة من فضلكم لازم نخلي بالنا من كل حاجة رغم الظروف الصعبة اللي إحنا فيها"، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
هذا هو الموقف الذي يستند إليه أنصار عاشور، من أجل إجهاض الجمعية العمومية التي تستهدف طرح الثقة به وبمجلسه، في إشارة يفهم منها أن "عاشور رجل مقرب من السيسي شخصياً ولا يمكن التضحية به".
وشهدت نقابة المحامين المصريين، اليوم الأحد، حالة من الهرج والمرج، والاعتداءات اللفظية والجسدية بين المحامين، واعتداء بعضهم على عدد من الصحافيين المكلفين بتغطية وقائع الجمعية العمومية.
وبدأت أعمال الجمعية العمومية عند العاشرة صباحاً، على أن تستمر حتى الخامسة مساءً لحين اكتمال النصاب القانوني المقدر بحضور 1500 محامٍ.
ونظم عدد من أعضاء ما تعرف بـ"تنسيقية سحب الثقة من عاشور ومجلسه" وقفة احتجاجية على سلالم نقابة المحامين، مع فتح باب التصويت، ورددوا هتافات "إرحل إرحل يا عاشور"، و"إرحل بقى يا عم، خلي عندك دم".
وكانت التنسيقية المذكورة قد عقدت الخميس الماضي مؤتمراً صحافياً لمناقشة الاستعدادات النهائية لعقد الجمعية العمومية لسحب الثقة، وشرح الأسباب الداعية لفقدان الثقة بالنقيب الحالي، إضافة إلى شرح وجهة نظر الأطراف الداعية للجمعية العمومية.
وشارك في المؤتمر المرشح السابق على منصب نقيب المحاميين منتصر الزيات، ونقيب الإسكندرية السابق عبد الحليم علام، ونقيب شمال القاهرة السابق محمد عثمان، وعضو مجلس النقابة السابق إبراهيم إلياس.
في المقابل، كانت أغنية "بشرة خير"، والتي غناها الفنان الخليجي حسين الجسمي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية المصرية التي فاز فيها السيسي، تشعل حماس أعداد من المحامين المؤيدين لعاشور، ما أسفر عن وقوع مشادات بين كلا الطرفين.
يذكر أن محكمة القضاء الإداري المصرية تنظر في دعويين؛ الأولى تطالب بسحب الثقة من النقيب دون مجلسه، والأخرى هي التي تحدد بناءً عليها الجمعية العمومية اليوم لسحب الثقة تحت إشراف قضائي.
إلا أن عاشور رفض التعليق على الاتهامات التي يكيلها له المنافسون ومقيمو الدعاوى القضائية لسحب الثقة منه. وقال في بيان سابق له "كلامهم ينقصه أدب الحوار والخلاف، ولا يستحق جملة وتفصيلاً الرد... وأعضاء الجمعية العمومية للنقابة سيردون بحسم على كل تلك المزاعم، الأحد المقبل، خلال انعقاد الجمعية العمومية الطارئة التي تبحث تجديد الثقة بالمجلس".
وأفاد محامون حضروا الجمعية العمومية بأن أنصار عاشور يمارسون أشكالاً للبلطجة، لإفشال الجمعية العمومية.
وشهد محيط مقر نقابة المحامين بوسط القاهرة، تواجداً أمنياً مكثفاً تزامناً مع انعقاد الجمعية العمومية. وانتشرت مجموعة كبيرة من رجال الأمن في النقابة، عند الأبواب، وأمام العديد من اللجان.
وكانت نقابة المحامين قد استعدت للجمعية العمومية بتشكيل 60 لجنة، وأخطرت وزارة الداخلية وكل الجهات المعنية لتأمين أعمالها، فيما قرر أعضاء المكتب التنفيذي للجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين تشكيل غرفة عمليات لمتابعة ومراقبة فعاليات الجمعية.