واشتكى أهالي معتقلي قضيتي "المحافظة" و"حوش عيسى"، بسجن الأبعادية بالبحيرة، من ترحيل ذويهم إلى سجن برج العرب بالإسكندرية، عقب قرار المحكمة العسكرية بتأجيل النطق بالحكم لجلسة 11 أغسطس/آب القادم، دون السماح لهم بالحصول على متعلقاتهم الشخصية أو إخبار ذويهم بذلك.
وأوضح الأهالي أن المعتقلين فوجئوا يوم 28 يوليو/تموز الماضي، عقب انتهاء جلسة المحكمة العسكرية بمدينة العامرية بالاسكندرية، بتغيير خط سير سيارات الترحيلات وقت عودتها لسجن "أبعادية دمنهور" بالبحيرة، ليجدوا أنفسهم أمام بوابة سجن "برج العرب" بالاسكندرية.
وأوضح الأهالي، في بيان، اطلعت "العربي الجديد" عليه، أن قوات الأمن أدخلت المعتقلين السجن باستخدام القوة، بعدما وعدتهم بأنه سيتم نقل متعلقاتهم من سجن "أبعادية دمنهور" إلى داخل عنابرهم الجديدة بسجن "برج العرب، وهو ما لم يحدث، رغم مرور ثلاثة أيام".
واستنكر الأهالي وضع إدارة السجن ذويهم، وعددهم بالمئات، داخل غرفة "الإيراد" التي لا تتعدى مساحتها 9 أمتار، ومنعهم من التريض وشرب الماء النظيف أو التعرض لأشعة الشمس أو توفير إضاءة جيدة داخل الغرفة.
ولفت الأهالي إلى إصابة معظم ذويهم المعتقلين بأمراض جلدية جراء تعفن المكان وانتشار الحشرات الناقلة للعدوى داخله.
كما تتعمد إدارة سجن "برج العرب" التعسف مع أهالي المعتقلين، وإذلالهم خلال زيارتهم لذويهم، عبر منع مرور أي سيارة على بعد مسافة 3 كيلومترات من مبني السجن، مما يضطرهم إلى المشي لمسافة طويلة في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.
اقرأ أيضاً:مصر: سجن العقرب يعذّب أهالي السجناء بمنع الزيارة
وفي تعدٍّ صارخ على مواثيق حقوق السجناء، نُقل المعتقلان إبراهيم العزب، وهو خريج كلية الصيدلة بجامعة المنصورة، وأحمد الوليد الشال، نهائي طب المنصورة، إلى مكان مجهول حتى الآن، مع تناثر أنباء عن احتمال تواجدهما بعنبر الإعدام لتنفيذ الحكم عليهما، قبل صدور حكم نهائي.
واعتقلت قوات الأمن العزب والشال تعسفياً مع آخرين دون تصريح أو أمر قضائي بالاعتقال، في أوائل شهر مارس/آذار 2014 من أماكن متفرقة، حيث تم اقتيادهم إلى أماكن غير معلومة، وتعرضوا للإخفاء القسري لمدد متفاوتة، ثبت فيما بعد تعرضهم فيها للتعذيب الشديد، لإجبارهم على الاعتراف بتهمٍ محددة، ليظهر بعدها عدد من الطلاب في مقاطع فيديو صوّرتها لهم وزارة الداخلية، بوجوه متورّمة، وملابس ممزقة وجروح لم تبرأ بعد، ليدلوا باعترافات صريحة بارتكابهم جرائم عدة، أبرزها قتل رقيب شرطة.
وأحالت محكمة جنايات المنصورة يوم 9 يوليو/تموز الماضي، أوراق 10 أشخاص من بينهم العزب والشال إلى المفتي، في القضية المعروفة إعلامياً بقضية "قتل الحارس".
اقرأ أيضاً:سجون "جهنم" في مصر