مصر.. ميدان التحرير في الجامعة الألمانية
"غنوا يا ثورجية لفلول الألمانية.. بكرا الدميري حيرحل بالحركة الطلابية".. بهذه الكلمات تغنّى الطلاب المعتصمون داخل ساحات الجامعة الألمانية في القاهرة، لتصبح معركتهم مع إدارة جامعية يتهمونها بالإهمال والفساد، ساحة جديدة لمعركة الثورة وأجيالها الشابة مع دولة الفلول وفسادها وإهمالها.
وأطلقت حادثة دهس حافلة الجامعة للطالبة مساء الإثنين 9 مارس/آذار، وتأخر إسعافها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تنزف، موجة اعتراضات واسعة بين طلاب الجامعة.
وعقب قيام الطلاب بدفن جثمان زميلتهم الفقيدة، أعلنوا عن بدء اعتصام داخل أسوار الجامعة حتى تتحقّق مطالبهم التي ما زالت إدارة الجامعة تقابلها بالتجاهل والحلول التي وصفها الطلاب بـ "الساذجة".
وفي خطوة تصعيدية، قرّر الطلاب الإضراب الكلي عن الدراسة والامتناع عن دخول قاعات الامتحانات، احتجاجاً على عدم تلبية إدارة الجامعة لمطالبهم.
وأصدر كثير من المجموعات الطلابية في سنوات دراسية وتخصصات مختلفة في الجامعة، بيانات تعلن تضامنهم مع مطالب الحركة الطلابية في الجامعة، وامتناعهم عن دخول الامتحانات اعتراضاً على تجاهل الإدارة لمطالبهم.
التحرير في الألمانية
واستدعى الطلاب المعتصمون تراث اعتصام ميدان التحرير إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومعارك الثورة المصرية ضد النظام، وغنوا للشهداء الذين سقطوا في أحداث الثورة المتعاقبة، منددين برموز السلطة الذين تسببوا في الكثير من المآسي للمصريين.
وبعد أن أعلنت اتحادات الطلاب في عدد من الجامعات الخاصة، تضامنهم مع زملائهم في الجامعة الألمانية، احتشد العشرات من طلاب الجامعة البريطانية صباح اليوم السبت أمام بوابة الجامعة الألمانية، معلنين دعمهم لاعتصام الطلاب داخل حرم الجامعة، ومساندتهم في عمليات التصعيد والإضراب عن الدراسة.
دعوات للتضامن
من جهتها، دعت حركة "مقاومة بجامعات مصر" الحركات السياسية والطلابية، إلى التوجه إلى الجامعة الألمانية يوم الإثنين القادم في الساعة 12 ظهراً، لإعلان التضامن مع الطلاب المعتصمين.
وأرسل الطلاب خطابات إلى أولياء الأمور، يطالبونهم بالتدخل بعد أن نفدت الحلول من بين أيديهم، وبمخاطبة الجهات المعنية داخلياً وخارجياً. في الوقت الذي قال أولياء أمور إن إدارة الجامعة تهرّبت منهم ورفضت استقبالهم لمناقشة المشكلات التي يواجهها أبناؤهم.
ويطالب المحتجون بمحاسبة المسؤولين سياسياً أو مباشرة من إدارة الجامعة عن الواقعة، وتغيير جميع السياسات الأمنية للجامعة لتحافظ على أمن وسلامة الطلاب، وتغيير نظام ساحة انتظار "الأوتوبيسات" كلياً، و تجهيز نظام طوارئ آدمي في الجامعة، وتطوير نظام الرعاية الصحية للطلاب، ليتناسب مع مصاريف الجامعة، وأخيراً تغيير سياسة الجامعة في التعامل مع الطلاب، وتفعيل دور اتحاد الطالبة عن طريق وجوده كممثل حقيقي للطلاب في جميع القرارات التي تخصّ الطلبة في مختلف المجالات.
وأعلن اتحاد طلاب الجامعة أنه تواصل مع إدارة الجامعة من أجل تحقيق مطالبهم، لكن الإدارة لم تنظر في تلك المطالب، بحسب ما ذكرت الصفحة الرسمية للاتحاد على موقع فيسبوك، ما أدى إلى تصعيد الطلاب لاعتصامهم والامتناع عن دخول المحاضرات الدراسية وامتحانات منتصف الفصل الدراسي الثاني.
