مصر... موجة نزوح جماعي من خراب الشيخ زويد

مصر... موجة نزوح جماعي من خراب الشيخ زويد

07 يوليو 2015
ينزح أهالي الشيخ زويد تخوفاً من تجدد الاشتباكات(الأناضول)
+ الخط -
في ظلّ ظروف اقتصادية وأمنية صعبة، ينزح عدد من سكان مدينة الشيخ زويد، وتحديداً سكان قريتي أبو زرعي وأبو طويلة في محافظة شمال سيناء، على الحدود الشرقية لمصر، إلى مدن العريش وبئر العبد، غرب الشيخ زويد. وقد أشار المرصد السيناوي إلى نزوح أكثر من 30 عائلة، أغلبها من قرية أبو طويلة.

فبعد هجمات الأربعاء الدامي، الأسبوع الماضي، في مدينة الشيخ زويد، التي نفّذها تنظيم "ولاية سيناء" ضد الجيش المصري، بدأت حركة نزوح جماعية بسبب القصف العشوائي لطائرات من نوع "إف 16" التابعة لسلاح الجو المصري التي ردّت على المسلحين. وخوفاً من تجدد الاشتباكات بينهما، زادت بصورة ملحوظة حدة النزوح، وتضاعفت بعد أن تكرّر القصف يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين في اليومين الأخيرين إلى أكثر من 20 قتيلاً.

وما زاد الأمور تعقيداً، أنّ الأهالي لم يجدوا أي اهتمام من المسؤولين في المحافظة، ولم يتم توجيه أي دعم لهم، ولا حتى الحديث عن سبل للبحث عن حلول، ما دفع بالأهالي إلى ترك منازلهم ومصادر دخلهم، خوفاً من تجدد الاشتباكات.

اقرأ أيضاً: ترويج لمخطط تهجير أهالي الشيخ زويد

ميدانيّاً، رصدت "العربي الجديد" صوراً متعددة من معاناة أهالي الشيخ زويد، إذ ارتفعت أسعار المواصلات إلى مدينة العريش من 6 جنيهات (أقل من دولار واحد)، إلى 100 جنيه للفرد، فضلاً عمن يريد نقل أثاث بيته، فيضطر إلى دفع 1000 جنيه، علماً أنّ المسافة بين مدينة العريش والشيخ زويد، تبلغ 35 كيلومتراً فقط. ولم يكف الأهالي استغلال سائقي الأجرة لوضعهم الحالي، ليصطدموا بأسعار الإيجارات في مدينة العريش، فقد ارتفعت أسعار إيجارات المنازل في العريش بشكل خيالي نتيجة الأزمة.

يوضح أبو يوسف، أحد النازحين، لـ"العربي الجديد" أنّه ترك المدينة خشية القصف العشوائي من الطائرات الحربية، إذ سقط صاروخ على بيت جاره، ما أسفر عن إصابة فتاة وتدمير المنزل بالكامل. ويضيف، أنّه على الرغم من صعوبة ترك عمله ومصدر رزقه الوحيد، إلّا أنه فضّل الرحيل خوفاً على أطفاله الثلاثة.

وتقول أحلام، من سكان مدينة الشيخ زويد، أنها اضطرت لترك المدينة بعد تعرض منزلها للقصف الجوي، "أصبحت المدينة كالخراب، ولم تعد تتوفّر فيها الخدمات المعيشية، ولا أمان للبقاء فيها"، مضيفة أنّها وزوجها بنيا البيت بتعبهما، ولكن ما حصل، أجبرهما على الانتقال إلى العريش ليسكنا مع أولادهما في شقة صغيرة غير جاهزة، اشترياها منذ فترة قصيرة تحسباً لأي طارئ. وقد أبدت أحلام حزنها الشديد على مكان عاشت فيه أكثر من عشرين عاماً.

في المقابل، رفض العديد من أهالي الشيخ زويد الرحيل على الرغم من ظروف الحياة الصعبة بدءاً بانقطاع الكهرباء والمياه، والاتصالات وصولاً إلى الحالة الأمنية الصعبة. فضّل أهالي المدينة البقاء في منازلهم، معرّضين حياتهم للخطر، على أن يتهجّروا ويتشّتتوا في المدن المجاورة. ويعتبر أهالي المدينة النزوح أمراً صعباً، نظراً لتعلّقهم بها، لكنهم أمام خيارين أحلاهما مرّ، في ظل غياب تام لدور الدولة في تخفيف المعاناة عنهم.​

وكان تنظيم "ولاية سيناء" قد نفّذ عمليات نوعية صباح الأربعاء الماضي، على مقرات عسكرية وأمنية وكمائن (حواجز)، مستخدمين سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وصواريخ كورنيت موجهة والهاون ومضادات طائرات، فضلاً عن أنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة. ذهب ضحية هذه الهجمات عدد كبير من قوات الجيش وصل إلى 80 قتيلاً، بحسب مصادر خاصة لـ"العربي الجديد". فيما أكّد المتحدث الرسمي العسكري محمد سمير، أن عدد القتلى في صفوف الجيش 17 قتيلاً فقط، مقابل 100 من المسلحين.

اقرأ أيضاً: اتهامات للجيش المصري بتصفية طفلين ومدرّس في سيناء

المساهمون