مصر: خلافات حادة تُنذر بفشل اجتماع نقابة الصحافيين

مصر: خلافات حادة تُنذر بفشل اجتماع نقابة الصحافيين

30 ديسمبر 2019
من التظاهرات السابقة أمام نقابة الصحافيين المصريين (الأناضول)
+ الخط -
تصاعدت حدة الخلافات بين أعضاء مجلس نقابة الصحافيين المصرية، بالتزامن مع دعوة النقيب ضياء رشوان مجلس النقابة للاجتماع، اليوم الاثنين، والمؤجل منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، للنظر في تحديد موعد لجنة القيد لجدول تحت التمرين، وبحث الاستعداد لعقد الجمعية العمومية العادية لاعتماد الميزانية، ومناقشة شؤون النقابة.

وفشل رشوان في تطبيق شعاره الانتخابي "لم الشمل"، والذي رفعه عقب وصوله إلى منصب النقيب في مارس/ آذار 2019، إذ يشهد مجلس النقابة حالة من عدم التجانس، وانقساماً حاداً بسبب كثرة الخلافات وشدتها، وعدم قدرة الأعضاء على حل مشكلات الصحافيين، لا سيما أن آخر اجتماع عقده المجلس كان في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتسود حالة من السخط العام لدى الجماعة الصحافية، نتيجة غياب نقيب الصحافيين الدائم عن مبنى النقابة، واهتمامه بعمله الحكومي المنتدب إليه كرئيس للهيئة العامة للاستعلامات، والتي تتبع مؤسسة الرئاسة، وترك مشكلات النقابة إلى سكرتير عام النقابة، محمد شبانة، والذي بات لا يحضر كذلك إلى النقابة لانشغاله ببعض الأعمال التجارية الخاصة به.

وتوقعت مصادر نقابية مطلعة غياب عدد من أعضاء مجلس النقابة عن الاجتماع المرتقب، احتجاجاً على عدم تدخل رشوان في حل العديد من الأزمات العالقة في النقابة، ومن بينها أزمة جريدة "الجمهورية" القومية (مملوكة للدولة)، وهجومها المستمر على ثلاثة من أعضاء المجلس، وهم: "هشام يونس، ومحمد سعد عبد الحفيظ، ومحمود كامل".

وبينت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه كان من المفترض أن يُحيل نقيب الصحافيين كلاً من رئيس تحرير الجريدة، عبد الرازق توفيق، ومسؤول البوابة الإلكترونية لها، عبد النبي الشحات، والمحرر في "دار التحرير" الصحافية، هيثم طوالة، إلى لجنة التأديب في النقابة للتحقيق معهم، في اتهام ثلاثة من أعضاء مجلس النقابة بالموالاة للكيان الصهيوني.

وأضافت المصادر في حديث خاص، أن تأجيل اجتماع النقابة السابق جاء بإيعاز من شبانة، الذي أخطر أعضاء المجلس بالقرار عبر تطبيق "واتساب"، رغم أنه اختصاص أصيل للنقيب، بحجة اعتذار خمسة من الأعضاء لظروف خاصة، في الوقت الذي حضر فيه ستة من الأعضاء بالإضافة لرشوان، وهو يعتبر نصاباً قانونياً لانعقاد المجلس.

وحملت المصادر شبانة مسؤولية عدم تحويل مسؤولي جريدة "الجمهورية" إلى لجنة التأديب، بل ومطالبته للصحافيين في مؤسسة "دار التحرير" بالاستمرار في الهجوم على الأعضاء الثلاثة، الذين قد يغيبوا عن اجتماع النقابة، على وقع الخلافات الشديدة بين الطرفين على توزيع مناصب النقابة، منذ إعلان نتائج انتخاباتها المنقضية.

ووفقاً لأحد أعضاء المجلس، فإن اجتماعات مجلس النقابة تستمر لأكثر من 12 ساعة في الجلسة الواحدة، إذ تبدأ في الساعة الثامنة مساءً، وتنتهي في العاشرة من صباح اليوم التالي، وهو أمر لم يسبق حدوثه في تاريخ النقابة، نتيحة كثرة الملفات، وعدم حلها أولاً بأول، وتزايد حدة الانقسامات بين أعضاء المجلس.

ومن المقرر أن يناقش الاجتماع أزمة "سرقة شيكات النقابة"، والتي عُثر عليها بإحدى محطات مترو الأنفاق، إلى جانب تكويد بعض الصحف المصرح لها بالعمل في إطار النقابة، وأزمة سحب وزارة الأوقاف الوحدات السكنية المعروضة على الصحافيين من خلال النقابة، بسبب ضعف الإقبال عليها لارتفاع أسعارها مقارنة بأسعار السوق.

كان عضو المجلس، محمود كامل، قد قال في تدوينة نشرها على موقع "فيسبوك"، إنه "حدثت محاولات إنهاك ممنهجة من البعض خلال الاجتماع الأخير، لعدم مناقشة ملف انتهاك ميثاق الشرف الصحافي"، متهماً نقيب الصحافيين بعدم تنفيذ وعده بإحالة مسؤولي جريدة "الجمهورية" إلى النيابة العامة، لمآرب وخلافات شخصية بين أعضاء المجلس.