مصر: حكم بإعدام آشعياء والمؤبد لفلتاؤس بقضية "دير الأنبا مقار"

مصر: حكم نهائي بإعدام آشعياء والمؤبد لفلتاؤس في قضية "دير الأنبا مقار"

02 يوليو 2020
اتهما بقتل الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار (فيسبوك)
+ الخط -

أيّدت محكمة النقض بمصر، يوم الأربعاء، حكم الإعدام على الراهب وائل سعد تواضروس واسمه الكنسي (آشعياء المقاري)، وتخفيف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد للراهب ريمون رسمي واسمه الكنسي (فلتاؤس المقاري).
جاء ذلك على خلفية اتهامهما بقتل الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"دير الأنبا مقار".
وكانت محكمة جنايات دمنهور حكمت، في 24 إبريل/نيسان 2019، بالإعدام على المتهمين بتهمة قتل رئيس دير الأنبا أبو مقار. وفي 19 أغسطس/آب 2018، أحال النائب العام السابق المستشار نبيل صادق، القضية للمحاكمة الجنائية.
ووفقا لأوراق القضية التي كشفت عنها نيابة استئناف إسكندرية، فإن المتهم (آشعياء المقاري) اعترف بجريمته وأرشد إلى سلاح الجريمة (ماسورة حديدية) سدد له الضربات على مؤخرة رأسه، فيما كان المتهم الثاني يراقب له الطريق.
 وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 29 يوليو/تموز 2018، عن مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير الأنبا أبو مقار، وأبلغت الشرطة عن جثته ليتم بعد ذلك التحقيق في القضية.
وأكدت حملة "أوقفوا الإعدام" على موقفها المطالب بوقف عقوبة الإعدام واستبدالها بعقوبات أخرى، في ظل اتجاه العالم في الوقت الحالي لإلغائها.
وفي 30 يوليو/تموز 2018، تم تشريح جثمان الأنبا أبيفانيوس في مستشفى دمنهور بعد موافقة البابا تواضروس، حيث تبين استخدام مرتكب الجريمة أداة حادة لقتل الضحية.
وفي 5 أغسطس/آب، اعتقلت قوات الأمن 6 رهبان، من بينهم الراهب وائل سعد واسمه الكنسي (الأب آشعياء المقاري)، والراهب ريمون رسمي واسمه الكنسي (الأب فلتاؤس المقاري) - والذي تعرض لاعتداء من قبل مجهول دخل على أثره مستشفى قصر العيني.
بعد ذلك تم إطلاق سراح 4 رهبان، بينما ظل الأب آشعياء والأب فلتاؤس رهن الاعتقال، فيما كان تاريخ القبض الفعلي 5 أغسطس/آب، بينما كانا رهن الإقامة الجبرية داخل الدير قبل ذلك. وحرمتهما الكنيسة القبطية من رتبتيهما الرهبانية، بمعنى أنهما لم يعودا يخضعان لأي حماية أو تمثيل من الكنيسة.
وفي 8 أغسطس/آب قررت نيابة وادي النطرون التحفظ على الراهب آشعياء المقاري على ذمة التحقيقات بعد محاولته الانتحار إثر قرار تجريده من رهبنته وعودته لاسمه العلماني وائل سعد تواضروس، وإحالته للطب الشرعي لبيان ما به من إصابات.
وفي 10 أغسطس/آب 2018، قرر المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، إحالة قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون لنيابة استئناف الإسكندرية لاستكمال التحقيقات فيها وكانت النيابة العامة بالبحيرة قد انتهت من الاستماع إلى أقوال 145 راهبًا وأسقفًا بالدير.
وفي 11 أغسطس/آب 2018، قررت نيابة استئناف الإسكندرية حبس الراهب  آشعياء المقاري 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت النيابة العامة له تهمة قتل الأنبا أبيفانيوس. ووفقاً لأوراق القضية، اعترف المتهم أمام فريق البحث الجنائي بجريمته وأرشد إلى مكان أداة الجريمة وهو قضيب حديدي "ماسورة" الذي تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، حيث كانت عملية القتل بضربة واحدة في الرأس.
وفي 19 أغسطس/آب 2018، أحيلت القضية إلى محكمة الجنايات، ووُجه الاتهام لكل من الأب آشعياء المقاري والأب فلتاؤس المقاري.
وفي 23 سبتمبر/أيلول 2018 نظرت محكمة جنايات دمنهور أولى جلسات المحاكمة وقررت تأجيل الجلسة لتعذر إحضار الأب فلتاؤس من المستشفى، وبعد ذلك أجلت المحكمة نظر القضية لجلسة الأول من نوفمبر/تشرين الأول، والسماح للمحامين بالاطلاع على التحقيقات وتصوير بعض الأوراق في القضية.
وفي 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، فضّت المحكمة أحراز القضية، ومنها أداة الجريمة، وهي عبارة عن أسطوانة حديدية، وكذلك هواتف محمولة خاصة بالرهبان المتهمين. وخلال الجلسة تواجد الراهب فلتاؤس المقاري على سرير متحرك داخل قاعة المحاكمة لظروف مرضه، بالإضافة إلى المتهم الأول. ونفى الراهب آشعياء المقاري المتهم الأول في القضية علاقته بأداة الجريمة المحرزة، واتهم ضباط المباحث بدسّها عليه بغير علمه.
وفي 31 يناير/كانون الثاني 2019، طالب محامي الأب آشعياء المقاري ببراءته من الاتهام الموجه إليه من النيابة العامة، بارتكاب الجريمة بالاشتراك مع المتهم الثاني الراهب فلتاؤس المقاري. ودفع المحامي خلال مرافعته ببطلان التحريات الواردة بأوراق القضية وإذن النيابة العامة، وقائمة الثبوت المقدمة، إضافة إلى بطلان تحقيقات النيابة، وتناقُض اعتراف المتهم مع أدلة الدعوى، وتناقض تقرير الصفة التشريحية مع نفسه ومع الأداة المستخدمة في الواقعة.

وفي 23 فبراير/شباط 2019، قضت المحكمة وبإجماع الآراء بإحالة القضية لأخذ الرأي الشرعي لمفتي الديار المصرية.
ثم في 24 إبريل/نيسان 2019، أصدرت هيئة المحكمة حكمها وبإجماع الآراء بمعاقبة كل من الأب آشعياء المقاري والأب فلتاؤس المقاري بالإعدام شنقاً لما أسند إليهما من اتهامات بقتل الأنبا أبيفانيوس. وفي يونيو/حزيران 2019، أودع المحامون الموكلون مذكرات الأسباب بالطعن بالنقض على حكم الإدانة الصادر من محكمة جنايات دمنهور.
ثم في 20 يناير/كانون الثاني 2020، أودعت نيابة النقض الجنائي مذكرتها بالرأي القانوني الاستشاري في الطعون المقدمة من دفاع الراهبين حيث ارتأت بقبول الطعن المقدم من الطاعنين شكلاً ورفضه موضوعاً. وقبول عرض النيابة العامة للقضية، وبإقرار الحكم الصادر بإعدام المحكوم عليهما أو بتصحيح الحكم المطعون فيه بتعديل العقوبة المقضي بها على المتهم الثاني دون الأول ألا وهو "ريمون رسمي منصور فرج".
وفي 1 إبريل/نيسان 2020، نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة النقض ليوم الأربعاء  طعون المحكوم عليهما، إضافة إلى عرض النيابة العامة وقررت التأجيل لجلسة الأول من يوليو/تموز بسبب تفشي فيروس كورونا بالبلاد.

المساهمون