مصر: حبس أنفاس بانتظار التظاهرات وسط استنفار أمني

مصر: حبس أنفاس بانتظار التظاهرات وسط استنفار أمني

25 يناير 2015
انتشار أمني في المناطق الحيويّة (فرانس برس)
+ الخط -
تحبس مصر أنفاسها، اليوم الأحد، مع استعداد المصريين لإحياء الذكرى الرابعة لثورة الخامس العشرين من يناير، والتي تحلّ اليوم في ظلّ دعوات كبيرة للحشد الشعبي من قبل جماعة "الإخوان المسلمين" وحلفائها من جهة، وجبهة "طريق الثورة"، التي تضم عدداً من الحركات الثوريّة والشبابيّة، من جهة ثانية.

في المقابل، تتوعد أجهزة الأمن على لسان عدد من قادتها بالردّ على أي محاولات للتظاهر، مع صدور تصريحات أبرزها عن مساعد وزير الداخلية المصري، اللواء نجاح فوزي، الذي هدّد بأنّ "الضرب في المليان سيكون من نصيب من يحاول الاقتراب من المؤسّسات". وفي وقت تستعدّ فيه السلطات لوجستياً لمواجهة التظاهرات، المتوقعة اليوم، بحشد قواتها المشتركة من الجيش والشرطة، وتكثيف الإجراءات وتواجدها الأمني في المناطق الحيوية، أعلنت وزارة النقل وقف حركة القطارات الآتية للقاهرة، بدءاً من الساعة الخامسة من مساء أمس السبت وحتى غد الإثنين.

من جهة أخرى، يتخوّف كثيرون من عمليات تنفذها مجموعات تتحرّك في الفترة الأخيرة، وتُعرف بتسمية "المجهولين". وتتباين الآراء بين من يرى أنهم ينتمون للأجهزة الأمنية، ويُستخدمون "فزاعة" لتخويف الجماهير من المشاركة في التظاهرات، ومن يقول إنهم "مجموعة شباب ينتمون إلى حركات شبابية عدّة، بينها جماعة الإخوان، ومن كانوا ينتمون لحركة "حازمون" التي دعمت المرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو إسماعيل، لكنّ أحداً لا يستطيع أن يجزم على وجه اليقين، من يكون هؤلاء.

ويؤكد ناشط سياسي لـ "العربي الجديد"، أنّ "هذه المجموعات تستلهم أسلوب عمل جماعات "البلاك بلوك"، التي نشطت ضد جماعة الإخوان المسلمين، وألحقت بمقارها أضراراً جسيمة قبل الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في الثالث من يوليو عام 2013". ويقول إن هدف "البلاك بلوك" كان "إثارة الفوضى لإفشال مرسي، وهو ما يحاول المجهولون اليوم القيام به".

ومن المقرّر أن تخرج التظاهرات، وفق ما يقول قيادي "إخواني" متواجد داخل مصر لـ "العربي الجديد"، من "الأماكن ذاتها التي تخرج منها كل يوم جمعة، لكنّ الفارق أنّها ستكون مركزية في كل محافظة"، لافتاً إلى "نقاط تجمع رئيسية ستكون مفاجئة للأمن".
ويشير إلى أنّ "هناك مجموعات من شباب الحركات الثورية الأعضاء في "تحالف دعم الشرعية"، مثل "شباب ضد الانقلاب" و"حركة 18"، و"ألتراس نهضاوي"، وغيرها ستتواجد في محيط عدد من ميادين منطقة وسط البلد في القاهرة، وهي المناطق التي تُمثل قيمة رمزية لثوار يناير، مؤكداً أنّ "الهدف اقتحامهم للميدان، وفي حال تعذر ذلك بسبب الحصار الأمني، سيحاول الشباب البحث عن ميدان آخر من بين ميادين طلعت حرب والأوبرا ومحمد فريد".
ولن يقتصر إحياء الذكرى على جماعة "الإخوان" فحسب، إذ تنظّم جبهة "طريق الثورة"، فعاليات "مفاجئة" بشكل منفصل، من دون تحديد مكانها. وتضمّ الجبهة كلاً من حزب "مصر القوية" الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، وحركة "الاشتراكيين الثوريين"، وحركة شباب "6 إبريل"، بالإضافة إلى حركات أخرى.

ويقول عضو الجبهة محمد القصاص، لـ "العربي الجديد"، إن الجبهة "لن تُعلن بشكل مسبق عن أماكن فعاليتها، خشية القمع الأمني بالرصاص الحي للتظاهرات".
وفي حين يوضح عضو المكتب السياسي لحزب "مصر القوية"، محمد عثمان، أنّ الحزب سيشارك في فعاليات الجبهة، التي سيعلن عنها بشكل مفاجئ"، يشير مصدر في حزب الوسط، المنسحب أخيراً من "تحالف دعم الشرعية"، إلى أنّه سيحيي ذكرى الثورة بالتظاهر اليوم في أماكن لم يحددها. ويقول: "لن يرفع الحزب إلا لافتات وشعارات ثورة 25 يناير، التي تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، والتي لم يتحقق شيء منها".

وفي السياق ذاته، دعت حركة شباب "6 أبريل" إلى التظاهر ضدّ نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، معتبرة أنّ "النظام الحالي أثبت أنه أتى ليعيد إحياء نظام المخلوع"، في إشارة إلى مبارك، و"ليخرجه من السجون ويعاقب الشباب الذين ثاروا على فسادهم". وأفادت، في بيان أصدرته، بأنّ مشاركتها ستكون من خلال "التواجد في الشوارع والميادين العامة، بأعلام مصر ورفع مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية". وقال المتحدث باسم الحركة محمد كمال، إنّ سيجري التنسيق مع جبهة "طريق الثورة" بشأن الفعاليات.
وفي موازاة دعوة الأحزاب المنسحبة والتي جمّدت عضويتها أخيراً في تحالف "دعم الشرعية"، وهي الوسط والوطن إلى إحياء ذكرى الثورة، ورفع أعلام مصر وشعاراتها، حمّل حزب الوطن السلفي الأجهزة الأمنيّة مسؤولية أمن وسلامة المتظاهرين، مؤكداً أنّ التظاهر حق مشروع كفله الدستور.

من جهتها، طالبت الجبهة السلفية من وصفتهم بـ "الأحرار"، بالمشاركة في تظاهرات 25 يناير، مشددة في بيان، على أنّها "لن تتنازل عن الهويّة الإسلامية التي تُعدّ المنطلق الأول للجبهة".
وفي السياق ذاته، دعت "الجماعة الإسلامية" أنصار الثورة والمشاركين فيها "للاصطفاف بمناسبة ذكرى 25 يناير وفاء للشهداء"، في وقت اعتبرت فيه أنّ "الثورة تعاني من انقسام وتفرق أبناء الثورة ومن نقض أهدافها".
وأفاد حزب "البناء والتنمية" على لسان رئيسه طارق الزمر، بأنّه "لا بدّ وأن يحمل 25 يناير رسالة الشعب المظلوم إلى ظالمه ورسالة الشعب المقهور إلى جلاده"، لافتاً في بيان، أنّها "رسالة الشعب التي يوجهها لكل من يتآمر على حريته ورزقه".

وعلى المستوى الخارجي، أعلن المجلس الثوري الذي يضم عدداً من الشخصيات العامة الرافضة للانقلاب، وممثلين عن حركات ثورية وشبابية في الخارج، توجيهه خطابات إلى وزراء خارجية 19 دولة كبرى، ورؤساء 4 منظمات دولية، حثّهم فيها على "وقف دعمهم لسلطة الانقلاب العسكري في مصر".
ودعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المصريين في البلدان المختلفة للحشد أمام السفارات المصريّة وقنصليات الدول الداعمة للانقلاب، ومن بينها دولة عربية، بالإضافة إلى التظاهر أمام المنظمات الدوليّة المعنيّة بالحريّات والديمقراطيّة"، وفق ما يوضحه قيادي إخواني في الخارج.

تابعونا ثورات_تتجدد

المساهمون