مصر تتوصل لاتفاق تثبيت التهدئة مع فصائل غزة

مصر تتوصل لاتفاق تثبيت التهدئة مع فصائل غزة بطلب إسرائيلي

31 أكتوبر 2019
تشديدات ميدانية للفصائل لمنع أي خروقات أمنية(سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية وفلسطينية عن اتصالات على مدار الأسبوع الماضي قادها مسؤولون في جهاز المخابرات العامة، مع قيادات الفصائل، للحفاظ على التهدئة في قطاع غزة، ومنع أي عمليات عسكرية أو إطلاق صواريخ صوب المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، خلال الفترة الراهنة التي تجري فيها مشاورات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وقالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن الاتصالات المصرية جاءت بناء على مطالبات إسرائيلية للقيادة المصرية، باعتبارها وسيطَ مفاوضات التهدئة، بضرورة منع أي عمليات عدائية ضد مستوطنات غلاف غزة في الوقت الراهن، في ظل تعقُّد مشاورات تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد فشل بنيامين نتنياهو في مفاوضاته.

وأوضحت المصادر أن مسؤولي جهاز المخابرات العامة توصلوا إلى تفاهمات مع قيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي بضرورة ضبط الوضع الأمني في القطاع، وعدم السماح بأي أعمال ضد الاحتلال، لكون حدوث ذلك قد يؤدي إلى انفجار سيصعب على القاهرة السيطرة عليه أو العودة لاتفاق التهدئة القديم. وبحسب المصادر فإن "اتفاق التهدئة القديم، على الرغم من هشاشته وعدم رضا الفصائل عن نتائجه حتى الآن، إلا أنه أفضل الخيارات المتاحة في الوقت الراهن للحفاظ على الحد الأدنى لوضع مستقر، بعيداً عن الانزلاق إلى حرب شاملة، ستكون ساحة حرب مفتوحة لأطراف إقليمية تدور على الحدود الشرقية المصرية".

وبحسب مصادر فلسطينية في قطاع غزة فإن قيادات الفصائل مشغولون حالياً بمشاورات سياسية داخلية بهدف ترتيب الأوضاع، لحثّ السلطة الفلسطينية على إجراء الاستحقاقات الانتخابية. وأشارت المصادر إلى أن تشديدات ميدانية صدرت إلى مقاتلي "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة حماس، و"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بضبط الأداء الأمني في القطاع، ومنع أي خروق أمنية، سواء من جانب أعضائهم، أو من جانب أي عناصر متشددة.


من جهتها، أكدت المصادر المصرية أن اتفاقاً واضحاً تم بين القاهرة وقيادة "الجهاد"، قائلة "دائماً ما كانت تخشى القاهرة من موقف الحركة، نظراً إلى تشعُّب علاقاتها الإقليمية وسعيها للموازنة بين تلك العلاقات، ما كان يتسبب في متاعب لمصر، في وقت كانت تتعلل حماس بخروج الجهاد عن سيطرتها" بحد تعبير المصادر في مواقف سابقة. وكانت السلطات المصرية قد أطلقت سراح عدد من أعضاء "الجهاد"، بينهم أبناء وأقارب قيادات رفيعة المستوى بالحركة في قطاع غزة، منتصف الشهر الحالي، بعد زيارة لوفد من الحركة، ضم الأمين العام للحركة زياد نخالة وقائد كتائب "سرايا القدس" بهاء أبو العطا.

يأتي هذا في الوقت الذي وجّه فيه رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، مساء الاثنين الماضي، دعوة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل القدوم إلى القطاع. وقال السنوار، في تصريح صحافي، "رسالتنا للأخ أبو مازن (عباس) أن يأتي إلينا في قطاع غزة، لنجلس سوياً على طاولة واحدة، لنضع حلولاً لكل قضايانا ومشاكلنا". وأضاف "متأكدون أنه إذا جلسنا على طاولة واحدة سنجد الحلول لكل قضايانا". يذكر أن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين سلّم زعيم تحالف "كاحول لفان" بني غانتس، قبل نحو أسبوع، التفويض لتشكيل الحكومة الجديدة، إثر فشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في تكوين ائتلاف حكومي في غضون الفترة القانونية المحددة لذلك. كما التقى نتنياهو وغانتس بمستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس جاريد كوشنر، في القدس الاثنين الماضي، حيث تناولت الاجتماعات أزمة تشكيل الحكومة وملف مواجهة إيران، وأمورا متعلقة بالخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".

المساهمون