مصر بلا روس.. غائبون عن المنتجعات رغم انتظام الطيران

مصر بلا روس.. غائبون عن المنتجعات رغم انتظام الطيران

02 يونيو 2018
السياحة المصرية خسرت إيرادات كبيرة لغياب الروس (فرانس برس)
+ الخط -
بعد مرور نحو شهرين على استئناف رحلات الطيران المباشر بين موسكو والقاهرة، لا يزال السياح الروس غائبين عن المنتجعات المصرية في ظل استمرار تعليق الرحلات إلى الغردقة وشرم الشيخ، الوجهتين الرئيسيتين للسياحة الشاطئية الروسية في مصر.

وفي هذا الإطار، يوضح موظف استقبال بأحد الفنادق من فئة 5 نجوم بطريق القرى، جنوبي الغردقة (محافظة البحر الأحمر)، أن حالات وصول السياح الروس لا تزال فردية، وأن أغلبهم قادمون من روسيا عبر إسطنبول وليس القاهرة.

ويظهر البحث على مواقع حجز تذاكر الطيران أن تذاكر السفر من موسكو إلى الغردقة عبر إسطنبول أقل كلفة من السفر عبر القاهرة في ظل غلاء أسعار الطيران الداخلي في مصر والتي تصل إلى 3 آلاف جنيه مصري (حوالي 170 دولاراً) للتذكرة الواحدة من القاهرة إلى الغردقة ذهابا وإيابا رغم أن المسافة لا تزيد عن 500 كيلومتر.

ويقول الموظف الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "بعد أكثر من عامين من المتاعب وبقاء نسبة الإشغال دون الـ50 في المائة، تمكّنّا في الأشهر الماضية من رفعها إلى 70 في المائة، وحتى قاربت 100 في المائة في بعض الأوقات".



وحول توزع ضيوف الفندق بين الجنسيات، يضيف: "لا تزال حالات وصول الروس فردية، وأصبح أغلب السياح قادمين من بريطانيا وألمانيا والتشيك وبعض بلدان أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفييتية السابقة، مثل بيلاروسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى السياحة الداخلية، ولكنها انحسرت تماماً مع حلول شهر رمضان".

ويعتبر حال الغردقة أفضل كثيراً من شرم الشيخ التي واجهت ضربة مزدوجة بوقف الرحلات من روسيا وبريطانيا على حد سواء، بينما يستقبل مطار الغردقة عدداً من الرحلات القادمة من مختلف المدن البريطانية يومياً، ما يساعدها في تعويض غياب الروس بعض الشيء.

ورغم مرور نحو شهرين على استئناف حركة الطيران بين موسكو والقاهرة بعد انقطاع دام عامين ونصف العام تقريبا، إلا أن روسيا لم تعلن حتى الآن عن أي موعد محتمل لعودة الرحلات إلى الغردقة وشرم الشيخ، إذ ربطتها وزارة النقل الروسية باستيفاء مطاري المنتجعين لجميع المتطلبات الأمنية.

وفي تلك الأثناء، عادت رحلات الطيران المنتظمة بين موسكو والقاهرة إلى طبيعتها بواقع ثلاث رحلات أسبوعياً لكل من شركتي "مصر للطيران" و"أيروفلوت". وباتت عودة هذه الرحلات ممكنة إثر إصدار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوماً برفع الحظر مطلع العام الجاري، بعد استيفاء مبنى الركاب 2 بمطار القاهرة الدولي لجميع الشروط الروسية، بما فيها السماح بوجود خبراء أمنيين روس.

وبحسب بيانات مطار "دوموديدوفو" في ضواحي موسكو، والذي تنفذ "مصر للطيران" رحلاتها إليه، فإن أكثر من 1200 راكب سافروا إلى القاهرة منذ استئناف الطيران وحتى 22 مايو/ أيار الماضي.

وعلى مدى أشهر طويلة، ظلت مسألة وجود أفراد أمن روس بالمطارات المصرية موضع خلاف عرقل استئناف الرحلات، إلى أن تمت تسوية المسألة عن طريق الاستعانة بشركة "شيريميتييفو الأمن" والتعاقد معها على تقديمها خدمات أمنية بمطار القاهرة ومراقبة عملية التفتيش، بما لا يمس السيادة المصرية.



وكانت روسيا قد علقت جميع رحلات الطيران إلى مصر على خلفية تحطم طائرة "إيرباص- 321" التابعة لشركة "كوغاليم آفيا"، واسمها التجاري "مترو جت"، في سيناء ومقتل 224 شخصاً كانوا موجودين على متنها في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، في ما يعتبر أسوأ كارثة في تاريخ الطيران الروسي والسوفييتي.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته، أعلن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، عن اكتشاف آثار لمادة متفجرة في حطام الطائرة المنكوبة، مؤكداً رواية انفجار قنبلة زرعت على متنها.

وقبل حظر حركة النقل الجوي بين البلدين، كانت مصر تعتبر الوجهة الثانية للسياحة الخارجية الروسية بعد تركيا، وتمكنت من جذب نحو ثلاثة ملايين سائح روسي في عام 2014، وذلك بفضل مناخها المعتدل في أغلب أوقات السنة، والأسعار التنافسية للخدمات، والقرب الجغرافي النسبي.

وكانت الغردقة تستقبل نحو 60 في المائة من السياحة الروسية الوافدة إلى مصر، بالإضافة إلى 40 في المائة إلى شرم الشيخ، وكان متوسط سعر الرحلة يبلغ 500 - 600 دولار فقط للفرد بفضل نقل السياح على متن رحلات الطيران العارض (تشارتر) منخفضة التكاليف.

المساهمون