مصر الدولة تتبرأ من "اختراع" الجيش

مصر الدولة تتبرأ من "اختراع" الجيش

24 فبراير 2014
عصام حجي المستشا رالعلمي للرئيس المصري المؤقت
+ الخط -

 

أعلن المستشار العلمي لرئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور الدكتور عصام حجي أن الرئيس طالب بعرض إمكانية اكتشاف وعلاج فيروس الإيدز والفيروسات التى تصيب الكبد وخاصة فيروس سي، التى أعلنت عنها القوات المسلحة السبت الماضي على لجان علمية متخصصة، والتواصل مع مؤسسات ومراكز البحث العلمية في عواصم للعالم للتأكد من اكتمال وسلامة البحث وصحة النتائج قبل أي تطبيق له.

المستشار العلمي لرئيس الجمهورية يبرئ ساحته من الاكتشاف العلمي للقوات المسلحة ويؤكد: الأمر تحت الدراسة

وقال في بيان له أن الرئاسة تؤكد على وجوب التزام المؤسسات العلمية المصرية بالمعايير الدولية للبحث العلمي والنشر والإنتاج، قبل الإعلان عن النتائج المتوصل إليها، وتشدد على الثوابت التاريخية للمدرسة العلمية المصرية الراسخة في حتمية مراعاة القواعد العلمية ومناهج البحث الحديثة والمستويات العالمية المعاصرة في الإجازة والجودة.

وكان الرئيس المؤقت عدلي منصور افتتح السبت الماضي كلية الطب بالقوات المسلحة واستمع لشرح بشأن إمكانية اكتشاف وعلاج فيروس الإيدز والفيروسات التي تصيب الكبد وخاصة فيروس سي.

ومن جانبهم رفض عدد من أساتذة الطب والعلوم بالجامعات المصرية إدخال الرأي العام المصري في موضوعات علمية، واستغلال الحالة العامة من الإحباط، نتيجة الحالة الاقتصادية والعلمية المتراجعة في الدعاية لاكتشاف وعلاج الفيروسات، التي أعيت المصريين.

وذكر أستاذ كبد شهير -رفض ذكر اسمه - أن ما وصف بالاكتشاف والاختراع لم يسجل براءة اختراع عالمية كما تجرى العادة، وأنه بعيد كل البعد عن الأسس العلمية المتعارف عليها عالميا، حيث يتطلب الاكتشاف أو العلاج تحكيمه ونشره في مجلة علمية دولية تحظى بقبول علمي جيد قبل الإعلان عنه، ووصفوا توقيت ظهوره بالدعاية السياسية للمرشح المحتمل وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، وأن سمعة مصر العلمية ستخسر كثيرا، بما له بالغ الأثر على مؤسساتها العلمية والباحثين.

وأضافت عبير بركات أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة عين شمس أن الجهاز الذي تم ابتكاره وتصمميه في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة يعتمد على رصد بروتين الفيروس (وأي بروتين) وبالتالي ممكن استخدامه في مكافحة العدوى، قائلة "إذا أشار الجهاز على "بالطو" غير معقم فإنه سيعطي إشارة، لكنه لا يعتبر تشخيصا نهائيا، وليس له علاقة بالعلاج، وأن الفكرة موجودة منذ فترة".

وأضافت: "أحيي جهد الباحث الذي صممه لكن من منظور اقتصاد وسياسة الصحة، لا أوصي بالتعامل به إلا في حدود مكافحة العدوى، لأن التشخيص المبكر للكبد بهذه الدرجة بدون حسم ضار بالمواطن لما يحدثه من فزع وتوتر لدى المواطن وأسرته، خاصة في غياب إمكانات العلاج لدى الحكومة"، محذرة من إدخال الرأي العام والمرضى في هذا الأمر قبل دراسته خوفا من تكرار أزمة طوابير العلاج على نفقة الدولة لمرضى الفيروس الكبدي، والذى ثبت عجز الدولة عن مواجهته، موضحة أن الأمر يحتاج لبرنامج قومي ودراسة بشكل علمي قبل عرضه على الرأي العام.

المساهمون