مصر: اعتصامات عمالية في ظل كورونا

12 يوليو 2020
+ الخط -

واصل عمال مصنع "ساسكو" للأدوات المكتبية بالعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية بدلتا مصر، اعتصامهم بالتناوب لليوم الرابع على التوالي، احتجاجًا على غلق المصنع، ومطالبة صاحبه لهم بتقديم استقالات دون منحهم مستحقاتهم عن سنوات العمل السابقة.

وفي أول أيام الاعتصام، نظم عدد من عمال مصنع "ساسكو" وقفة احتجاجية أمام المصنع، اعتراضًا على غلقه، واحتجاجًا على دفع صاحب المصنع، العمال، نحو تقديم استقالات دون إعطائهم مستحقاتهم عن سنوات العمل السابقة، وذلك بعدما قررت الإدارة الاستغناء عن 20 عاملًا في أعقاب أزمة جائحة فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19"، بدعوى تقليل العمالة لضعف الإيرادات وتأثير أزمة كورونا على حركة البيع والشراء سلبًا. 

يشار إلى أن عدد العمال الذين يعملون بعقود والمؤمّن عليهم نحو 15 عاملًا، بينما يوجد نحو 30 عاملًا آخرين يعملون بنظام اليومية.

وفق السياق ذاته، يستمر اعتصام عمال شركة "بيتونيل- شركة النيل للمواد العازلة" بالإسكندرية لليوم السابع على التوالي، منذ أن بدأوه في 4 يوليو/تموز الجاري، احتجاجًا على عدم صرف الأرباح السنوية، ومماطلة الإدارة في تعيين وتثبيت العاملين بعقود مؤقتة بعد مرور عامين من التعاقد، وتعسُّف الإدارة في التأمين الصحي لجميع العاملين، وإصابة عدد كبير من العاملين بأمراض القلب والربو لاختلاطهم بمواد كيميائية وغياب منظومة للصحة في الشركة. 

ودخل العاملون بشركة "بيتونيل" بالإسكندرية في اعتصام مفتوح منذ يوم السبت الماضي الموافق 4 يوليو/تموز 2020 احتجاجا على تجاهل إدارة الشركة لتفاوض حقيقي وجاد حول مطالبهم، التي لا تجد آذاناً صاغية أو حدا أدنى من الاهتمام بها. 

وكان العاملون بالشركة قد طالبوا مراراً وتكراراً بردود على مطالبهم بالأرباح التي تصرفها الإدارة لهم كل ثلاث سنوات تقريبا ولم تصرفها رغم تخطي موعدها، وكذلك عدم تضمين عدد من العاملين الجُدد الذين يعملون بالشركة منذ عام تقريبا في منظومة الرعاية الصحية وهُم عمال الإنتاج، مع ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الدوالي والغضاريف، بالإضافة إلى المخاطر الشديدة التي يتعرض لها العمال جرَّاء التعامل مع مشتقات المواد البترولية المسرطنة، ومنها الأبخرة الكيماوية التي هي جزء من عملية الإنتاج.

كما شملت قائمة مطالب العاملين أيضًا وضع موعد محدد للزيادة السنوية التي لا تُصرف في العادة في موعدها من كل عام، وضرورة رفع الأجور التي وصفها العمال بالضعيفة والتي تأتي في متوسطها بما يقارب الثلاثة آلاف وخمسمائة جنيه، والمطالبة بصرف العلاوة الاجتماعية التي لم تتطرق إليها الإدارة حتى الآن، وكذا ضرورة تثبيت وصرف منح المناسبات (رمضان والعيدان ودخول المدارس).

وأشار العاملون بالشركة إلى أن متوسط الإنتاج السنوي بالشركة يصل إلى عشرة ملايين متر مربع من شرائح المواد العازلة، وهو رقم كبير ويتم تصدير أغلبه إلى الخارج.

يذكر أن شركة النيل للمواد العازلة هي شركة مساهمة مصرية يديرها رجل الأعمال هشام البنهاوي، وهي أحد القطاعات الاستثمارية التابعة لشركة الاسكندرية للمواد البترولية المتخصصة ويعمل بها ما يقارب الـ200 عامل.

ويشار إلى أن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان -منظمة مجتمع مدني مصرية- رصدت في تقريرها ربع السنوي عن المسار الديمقراطي في مصر،  في إبريل/نيسان، ومايو/أيار، ويونيو/حزيران 2020، نحو 76 فعالية احتجاجية للقوى السياسية المختلفة، وجاءت الاحتجاجات العمالية والاجتماعية في المرتبة الأولى بعدد 41 فعالية، بينما يليها احتجاجات جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية بـ 30 فعالية احتجاجية. 

المساهمون