مصر: إحالة 13 الى محاكمة عاجلة بتهمتي التحرش والاغتصاب

مصر: إحالة 13 الى محاكمة عاجلة بتهمتي التحرش والاغتصاب

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
14 يونيو 2014
+ الخط -

 

أحال النائب العام المصري المستشار هشام بركات، 13 متهماً في قضايا التحرش التي وقعت الأسبوع الماضي في ميدان التحرير في وسط القاهرة، خلال احتفالات تنصيب عبد الفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية في الثالث من يونيو/حزيران الماضي، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.

وحسب نص التحقيقات في القضية، فإن النيابة العامة استمعت إلى أقوال 52 شاهداً، بالإضافة إلى خبراء الطب الشرعي والأدلة الجنائية والجهات الأمنية، وتوصلت إلى أن تلك الجرائم قصدها ترويع المواطنين، وهتك أعراض النساء بالقوة، وسرقتهن بالإكراه، بعدما استغل المتهمون الزحام الذي صادف الاحتفالات، وصنعوا حولهن حلقات، وعضوهن في مناطق حساسة.

وأشارت التحقيقات التي باشرها فريق من المحققين، الى أن المواطنين احتشدوا في ميدان التحرير للاحتفال، وبحث الجناة عن فريسة وحدها في الميدان، وفي تمام الحادية عشرة مساءً وقع اختيارهم على ربة منزل وابنتها تسيران بجوار الجزيرة الوسطى فاتجهوا صوبهما، وقسموا أنفسهم فريقين، اختطف أحدهم الأم البالغة من العمر 42 عاماً، وتوجهوا بها ناحية مسجد عمر مكرم، وهجموا عليها وشلوا حركتها وأسقطوها أرضاً ونزعوا عنها جميع ملابسها ثم تعدّوا عليها بالضرب.

وعندما حاولت الفرار اصطدمت بإناء فيه ماء ساخن خاص بأحد الباعة المتجولين أصابها بحروق شديدة، ورغم ذلك لم يرحمها الجناة، وتبين من التحقيقات أنهم صنعوا حول الضحية حلقة لم تستطع الهرب منها ثم بدأوا في هتك عرضها والإمساك بموطن عفتها في خسة ودناءة حتى أصابوها بقطع فيه بلغ 5 سنتمترات، ثم سرقوا متعلقاتها وفروا هاربين.

وكشفت التحقيقات، أن فريقاً آخر من الجناة هاجم ابنتها بالطريقة ذاتها حتى تمكنت قوات الشرطة بمساعدة الأهالي من إنقاذهما، والقبض على ثلاثة من المتهمين.

وأضافت التحقيقات "أثناء احتفالات المواطنين ليلة الثامن من يونيو/حزيران، عاودت العناصر الإجرامية ذاتها ارتكاب جرائمهم، وتمكنوا بين الساعة العاشرة والنصف والعاشرة و45 دقيقة من اصطياد 6 نساء أعمارهن 17 و19و21 و29 و42 سنة، وزعوهن على بعضهم بعضاً، وتوجهوا بهن إلى أماكن مختلفة عند الجزيرة الوسطى في الميدان، وبجانب مجمع التحرير، اعتدوا عليهن كلهن في الحلقة ذاتها التي يصنعونها، ثم اصطنعوا تظاهرة فرح وتهليل حتى لا ينتبه المواطنون لما يجري داخل الحلقات، وللحيلولة دون سماع صوت صراخ الضحايا.

وأثبتت التحقيقات أن الجناة هددوا إحداهن باختطاف طفلتيها منها إذا لم تسلم نفسها لهم، ثم جردوا المجنيات عليهن من ملابسهن وهتكوا أعراضهن بالقوة وضربوهن بقسوة، وسرقوهن بالإكراه حتى تمكنت قوات الشرطة والمواطنون من إنقاذ النساء الست، والقبض على 7 متهمين.

وأثبتت تقارير الطب الشرعي، أن إصابات المجنيات عليهن تنوعت بين الجروح التهتكية في مواطن العفة والحروق والسحل والعض الآدمي في أثداء المجنيات عليهن، ومؤخراتهن والقبض العنيف بالأيدي والأظافر.

واستعرض فريق النيابة مواجهة بين المتهمين والمجنيات عليهن، فتعرفن عليهم جميعاً، وأكدن بأنهم كانوا ضمن الجناة الذين تعدوا عليهن.

وأظهرت التحقيقات أن أحد المتهمين شارك في الاعتداء على ثلاثة من الضحايا كما شارك ثلاثة متهمين آخرين في الاعتداء على أكثر من ضحية.

وتمكنت النيابة العامة من التوصل إلى مرتكبي الحادث الذي تعرضت له فتاة شاركت في احتفالات ذكرى الثورة في ميدان التحرير ليلة الـ25 من يناير 2013، وتبين أن من تعدوا عليها بالطريقة ذاتها بعد استدراجها داخل الحلقة البشرية، هم ثلاثة أشخاص أحدهم شارك في الاعتداء على ضحايا التحرش ليلة الثامن من يونيو/ حزيران الجاري.

ووجهت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم خطف الضحايا، وهتك أعراضهن بالقوة وتعذيبهن بدنيّاً وسرقتهن بالإكراه والشروع في قتلهن واغتصابهن وتصل العقوبات الجنائية فيها إلى السجن المؤبد.

وأمر النائب العام بنسخ التحقيقات فيما يتعلق بالمتهم الذي لم يصل عمره إلى 15 عاماً عن جريمة تصوير ونشر مقطع الفيديو الذي تضمن مشاهد مخلة بالحياء العام أثناء التعدي على إحدى المجنيات عليهن لاستكمال التحقيقات فيها، وتكليف الجهات الأمنية التوصل الى مرتكبها والقبض عليه وضبط أدوات التصوير والنشر التي استخدمها.

وفي السياق ذاته، أحال النائب العام متهمين آخرين إلى المحاكمة الجنائية بتهمة التحرش بفتاتين في منطقة مصر الجديدة مساء يوم 11 يونيو الجاري أثناء سيرهما في الطريق العام، والتعدي على فرد من الشرطة حاول ضبطهما، وقرر النائب العام حبس جميع المتهمين وإحالتهم الى المحاكمة الجنائية.

قرار الإحالة اليوم السبت، يأتي بعد أقل من أسبوع من تحرش حشود جنسيّاً بمجموعة من النساء خلال احتفالات تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وجاءت واقعة التحرش هذه بعد أقل من ثلاثة أيام من صدور قانون مكافحة التحرش، الذي أصدره الرئيس آنذاك، عدلي منصور، بهدف تغليظ العقوبة للمتحرشين.

وتعكس المحاكمة السريعة مساعي الحكومة الحثيثة لمعالجة هذه المسألة. وتعاني مصر من ظاهرة التحرش منذ وقت طويل، ولكنها أصبحت أكثر تكراراً وبشاعة على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وزار السيسي، إحدى ضحايا التحرش الجنسي في المستشفى، وقدم لها اعتذاراً ووعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد المعتدين.
وكان العشرات نظموا أمام دار الأوبرا المصرية بوسط القاهرة؛ وقفة احتجاجية ضد التحرش الجنسي. وتحول العشرات إلى مئات مع حلول السادسة والنصف بتوقيت القاهرة. بدعوة من مجموعة من المنظمات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني المصري، وشارك بها عدد من النشطاء، بجانب المواطنين.

ورفع شباب وبنات لافتات كتبوا عليها "لا للتحرش الجنسي"، و"من حقي أمشي في الشارع بأمان"، و"لا تتحرش بيا. الشارع ليك وليا"، و"ثوري فالثورة أنثى.. ثوري على كل الذكور"، و"جسمي ملكي"، وغيرها من اللافتات التي طغت على الوقفة التي خلت من الهتاف.

إلا أن اللافت، وخلال الوقفة التي اتخذت من جوانب الميدان المواجهة لدار الأوبرا ساحة للتظاهر، مرور شاب يقود سيارة أجرة "تاكسي"، وألقى بعض التحرشات اللفظية على الفتيات المشاركات في الوقفة، فما كان منهن إلا التجمع حوله، والقبض عليه، وتسليمه لقوات الشرطة التي أحاطت بالوقفة من جميع جوانبها.

"الشاب المتحرش" اقتاده بعض الضباط إلى بوابة حديقة مجاورة لميدان الأوبرا، وتم تحرير محضر تحرش جنسي له.

الجهات المنظمة للوقفة والداعية لها، وزعت بيانا جاء فيه "نظرا لاستمرار حوادث الاعتداءات الجنسية الجماعية بميدان التحرير، الأمر الذي قدرنا أنه لن يحدث نتيجة لتواجد قوات الأمن في الفعاليات السياسية التي تواجدت مؤخرا في ميدان التحرير، وانطلاقا من دورنا المجتمعي والمسئولية الجماعية، قررت المبادرات والحركات الموقعة على البيان، تشكيل اتحاد لمبادرات مكافحة الاعتداءات الجنسية الجماعية والتواجد بميدان التحرير أثناء الفعاليات المقبلة وأولها يوم ٣٠ يونيو/ حزيران الجاري، والتصدي لها".

وكانت سيدة تعرضت لاعتداء جنسي جماعي أثناء الاحتفال بتنصيب عبد الفتاح السيسي رئيساً. وتظهر الصور التي التقطت بهاتف نقال في ميدان التحرير الشابة شبه عارية وجسمها مغطى بالكدمات والدم، ويحيطها شرطيون، وهي تنقل إلى سيارة إسعاف. وتجمع رجال حول سيارة الاسعاف.
ووقعت الأسبوع الماضي تسعة اعتداءات جنسية على الأقل خلال تظاهرات للاحتفال بفوز السيسي، في الانتخابات الرئاسية وفقاً لناشطين.
وأكدت 99 في المئة من المصريات تعرضهن لاعتداء أو تحرش جنسي وفقاً لدراسة للأمم المتحدة نشرت في 2013. 

عايزين حق سميرة ابراهيم 

 


التحرش مصر 

ذات صلة

الصورة
الزراعة في مصر/محمد الشاهد/ فرانس برس

اقتصاد

تقدم نحو ألفي مستثمر مصري باستغاثة جماعية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة،للمطالبة بإلغاء قرار الاستيلاء على الأراضي المملوكة لهم في منطقة غرد القطانية في محافظة الجيزة بعد استصلاحها.
الصورة
نور داود سلمان عراقية تعلم الفتيات الكاراتيه 1 (طيبة صادق/ رويترز)

مجتمع

استلزم الأمر أكثر من عامين قبل أن تتمكّن الشابة العراقية نور داود سلمان من إقناع عائلتها بالسماح لها بتعلّم الكاراتيه، واليوم هي تدرّب الفتيات على الفنون القتالية للدفاع عن أنفسهنّ ضد التحرش.
الصورة
السيسي/مجتمع/فيسبوك

منوعات

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، بتعليقات ساخرة ممزوجة بالتعجب بين المغردين المصريين بسبب عقد اختبارات المتقدمين للالتحاق بوظائف وزارة التربية والتعليم في الكلية الحربية، والتي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً.
الصورة
السباحة السورية سارة مرديني (جون ماكدوغال/ فرانس برس)

مجتمع

أعلنت محكمة يونانية، اليوم الجمعة، إسقاطها تهماً بالتجسّس موجّهة إلى 24 عاملاً إنسانياً يُحاكمون في جزيرة ليسبوس، لتنهي بذلك محاكمة مثيرة للجدل ندّدت بها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية.