مصر: "مستقبل وطن" يرشح رجال مبارك بقائمة النظام للانتخابات

مصر: "مستقبل وطن" يرشح رجال مبارك بقائمة النظام للانتخابات

11 سبتمبر 2020
من المتوقع أن يهيمن "مستقبل وطن" على الانتخابات البرلمانية (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر برلمانية مصرية أن المسؤولين عن تشكيل قائمة حزب "مستقبل وطن" لانتخابات مجلس النواب المقبل المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قرروا الاستعانة بعدد من رموز نظام الرئيس الراحل حسني مبارك، في القائمة المدعومة من النظام المصري، والذين قد تواروا عن المشهد السياسي في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وذلك بغرض الاستفادة من نفوذهم في بعض الدوائر الانتخابية. ونوهّت المصادر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن قائمة "من أجل مصر" بقيادة "مستقبل وطن"، استقرت على ترشيح عضو البرلمان عن الحزب الوطني (المنحل)، وزير الإنتاج الحربي السابق سيد مشعل، على مقاعد القائمة عن دائرة شمال ووسط وجنوب الصعيد. كما دفعت القائمة بترشيح رجل الأعمال البارز محمد أبو العينين عن الدائرة نفسها، الذي سبق أن شغل منصب رئيس لجنة الصناعة في مجلس الشعب السابق (البرلمان). وبعد وفاة النائب محمد بدوي دسوقي، شارك أبو العينين في الانتخابات الفرعية عن دائرة الجيزة في فبراير/شباط الماضي، وفاز على نجل الراحل، هشام محمد بدوي دسوقي، الذي اتهمه بشراء أصوات الناخبين في الدائرة مقابل الحصول على مبالغ مالية. وعلى إثر ذلك أصدر حزب "مستقبل وطن" قراراً بتعيين أبو العينين نائباً لرئيس الحزب لشؤون المجالس النيابية.


سيد مشعل ومحمد أبو العينين على رأس ترشيحات "مستقبل وطن"

وأضافت المصادر أن القائمة ستضم العديد من رموز نظام مبارك ممن وافقوا على شروط الانضمام إليها، وأهمها سداد مبلغ 5 ملايين جنيه (317 ألف دولار) لصالح حزب "مستقبل وطن"، فضلاً عن تحمّل حصة مساوية للمقعد في تكلفة الدعاية الانتخابية للقائمة. ومن أبرز المرشحين رئيس نادي سموحة الرياضي، رجل الأعمال الآتي من الاسكندرية، محمد فرج عامر، ورئيس لجنة الشؤون العربية في آخر دورتين لبرلمان مبارك، اللواء سعد الجمال.

وذكرت المصادر أن من أبرز الأسماء المطروحة على القائمة أيضاً، نائب الحزب الوطني عن دائرة المراغة في سوهاج همام العادلي، والقيادي العمالي في حزب مبارك السابق جبالي المراغي، والنائب السابق عن الحزب في قنا معتز محمود، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس حزب "الحرية المصري"، علاوة على رئيس ائتلاف "دعم مصر" الحالي عبد الهادي القصبي، المعين من مبارك في مجلس الشورى السابق.

وأفادت المصادر بأن التحالف الذي يقوده حزب "مستقبل وطن"، استحوذ على مقاعد الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) التي جرت الشهر الماضي، بإجمالي 11 حزباً. وسينضم إليه ثلاثة أحزاب في انتخابات مجلس النواب، وهي: "المصريين الأحرار"، و"الغد"، و"العدل". ما يُنذر بتفكك ما يُعرف بـ"الحركة المدنية الديمقراطية"، وهي حركة معارضة للرئيس عبد الفتاح السيسي من بعض الأحزاب اليسارية والليبرالية، بعد موافقة ثلاثة أحزاب منها على الانضمام للتحالف الانتخابي للنظام.

ووفقاً لرئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" مدحت الزاهد، فإن الحركة استبعدت من عضويتها الأحزاب التي شاركت في انتخابات الشيوخ ضمن قائمة حزب "مستقبل وطن" خلافاً لقرار الحركة بمقاطعتها، ممثلة في حزبي "المصري الديمقراطي"، و"الإصلاح والتنمية"، بالإضافة إلى حزب "العدل"، نظراً لاستناد الانتخابات إلى قانون يقضي بأن يكون نصف المقاعد بنظام القوائم المغلقة المطلقة.

وشدّدت المصادر على أن جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية يسيطر بشكل كامل على المشهد الانتخابي في الوقت الراهن، وقياداته تلتقي بالمرشحين المحتملين لمقاعد قائمة "من أجل مصر" في جميع المحافظات، وتعقد الاتفاقات في مكاتبهم حول المبالغ المالية المقرر سدادها، باعتبار أن من سيتم اختيارهم سيكون فوزهم مضموناً بمقعد مجلس النواب.

وحسب المصادر نفسها، فقد قرر المسؤولون عن إدارة المشهد الانتخابي استبعاد جميع أعضاء مجلس النواب الحالي من المنضمين لتكتل (25-30)، والذين سجلوا العديد من المواقف المعارضة للسلطة الحاكمة، لا سيما عند تمرير اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، والتعديلات الدستورية الهادفة إلى استمرار السيسي في الحكم حتى عام 2030، من خلال تضييق الخناق عليهم في دوائرهم لحملهم على عدم الترشح، أو إسقاطهم عبر صناديق الاقتراع أمام مرشحين بارزين لحزب "مستقبل وطن".

وكشفت المصادر أن التصعيد ضد أعضاء التكتل لن يتوقف على إسقاطهم في الانتخابات المقبلة، بل سيمتد إلى مطاردة النائبين أحمد الطنطاوي وهيثم الحريري أمنياً، على خلفية توجيه العديد من الاتهامات إليهما في بلاغات مقدمة إلى النائب العام، وهي تهم تتعلق بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار كاذبة"، و"استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التحريض ضد الدولة".

 

وقسّم قانون الدوائر الانتخابية في مصر الجمهورية إلى 143 دائرة تخصص للانتخاب بالنظام الفردي، و4 دوائر تخصص للانتخاب بنظام القوائم المغلقة، وهو النظام الذي يُهدر نحو 49 في المائة من أصوات الناخبين، بإعلان فوز قائمة واحدة بجميع المقاعد في حالة حصولها على 50 في المائة +1 من الأصوات، بما يقطع الطريق أمام الأحزاب غير المتحالفة مع "مستقبل وطن" في الحصول على أية مقاعد في البرلمان.

وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، أمس الخميس، تلقي أوراق المرشحين لانتخابات مجلس النواب الجديد، خلال الفترة من 17 سبتمبر/ أيلول الحالي وحتى 26 من الشهر نفسه، بدءاً من الساعة التاسعة صباحاً، وحتى الخامسة مساءً، باستثناء اليوم الأخير (حتى الثانية ظهراً).

وقال رئيس الهيئة، المستشار لاشين إبراهيم، في كلمة مكتوبة تلاها عبر التلفزيون الرسمي، إن "الجولة الأولى لانتخابات مجلس النواب ستجرى أيام 21 و22 و23 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بالنسبة للمصريين المقيمين في الخارج، ويومي 24 و25 أكتوبر في الداخل، على أن تجرى جولة الإعادة أيام 21 و22 و23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 في الخارج، ويومي 23 و24 نوفمبر في الداخل".

وذكرت المصادر أن انتخابات مجلس النواب ستكون نسخة مكررة من انتخابات مجلس الشيوخ، لجهة استحواذ قائمة "من أجل مصر" المشكلة بمعرفة الأجهزة الأمنية على الغالبية الكاسحة من المقاعد، من دون اعتبار لأحزاب المعارضة التي أُقصيت تماماً من المشهد السياسي بطريقة خشنة، أو حتى لأحزاب الموالاة، مثل "النور" السلفي و"المحافظين" و"السلام الديمقراطي" و"مصر بلدي"، التي لفظها النظام الحاكم من تحالفه الانتخابي.


"الحركة المدنية الديمقراطية" بدأت بالتفكك على خلفية انتخابات مجلس الشيوخ

ومن المقرر أن ينعقد مجلس النواب الجديد قبل حلول العاشر من يناير/كانون الثاني 2021، التزاماً بأحكام المادة 106 من الدستور، والتي قيدت مدة عضوية المجلس بخمس سنوات، تبدأ من تاريخ أول اجتماع له، وإجراء انتخابات المجلس الجديد خلال الـ60 يوماً السابقة لانتهاء مدته.

ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشيوخ في 16 سبتمبر/أيلول الحالي، عقب الانتهاء من عملية التصويت في جولة الإعادة على 26 مقعداً في 14 محافظة، على إثر حسم 174 مقعداً في الجولة الأولى لانتخابات الغرفة الثانية للبرلمان، استحوذ منها تحالف "من أجل مصر" الانتخابي على 173 مقعداً بنسبة 99.4 في المائة من المقاعد.

وفاز حزب "مستقبل وطن" بـ127 مقعداً في مجلس الشيوخ من الجولة الأولى للانتخابات، مقابل 16 مقعداً لحزب "الشعب الجمهوري"، و6 مقاعد لحزب "الوفد الجديد"، و4 مقاعد لكل من حزبي "المؤتمر" و"حُماة الوطن"، و3 مقاعد لأحزاب "التجمع" و"المصري الديمقراطي" و"الإصلاح والتنمية" و"الحركة الوطنية" و"مصر الحديثة"، ومقعد وحيد لحزب "الحرية المصري"، والمرشح المستقل هادي لويس مرجان عن دائرة محافظة القاهرة.

كما فازت قائمة "مستقبل وطن" بجميع مقاعد القائمة المغلقة في انتخابات مجلس الشيوخ، نتيجة عدم وجود قوائم منافسة لها، وذلك بنسبة مشاركة لا تتجاوز 14.23 في المائة من عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، بإجمالي 8 ملايين و959 ألفاً و35 ناخباً، من مجموع 62 مليوناً و940 ألفاً و165 ناخباً مقيداً بقاعدة بيانات الناخبين.