مصرع 14 يمنياً جراء الأمطار... ومنازل صنعاء العتيقة تواصل الانهيار

مصرع 14 يمنياً جراء الأمطار... ومنازل صنعاء العتيقة تواصل الانهيار

07 اغسطس 2020
انهيار 2 من منازل صنعاء القديمة بشكل كلي(محمد حمود/ الأناضول)
+ الخط -

لقي 14 يمنيا الخميس، مصرعهم جراء المنخفض الجوي الذي يضرب عدد من المدن اليمنية، فيما واصلت المنازل العتيقة بمدينة صنعاء التاريخية انهيارها وسط انطلاق حملات إلكترونية لإنقاذ التراث الحضاري لليمن.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة ريمة، غربي اليمن، أدت إلى مصرع 10 مواطنين وإصابة 6 آخرين، جراء تهدم عدد من المنازل على رؤوس ساكنيها.

كما أشارت المصادر إلى أن سيول الأمطار المتواصلة في محافظة مأرب، شرقي البلاد، أسفرت عن مصرع 4 مواطنين، وتدمير مساحات واسعة من الأراضي والمدرجات الزراعية، وشبكة الطرقات.

في سياق متصل، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، مساء الخميس أمطارا غزيرة أدت إلى فيضان مجرى السيول في صنعاء القديمة إلى الأحياء السكنية المطلة عليه، فضلا عن أضرار كبيرة بالمنازل القديمة.

وقال سكان لـ"العربي الجديد"، إن سيول الأمطار، أدت أيضا إلى قطع الطرقات الرئيسية، ودخول المياه إلى المستودعات التجارية والمنازل، متسببة بأضرار مادية في مناطق شميلة وسعوان وعدد من أحياء صنعاء.

وكشف سكان في صنعاء، عن انهيار 2 من منازل صنعاء القديمة بشكل كلي، فيما انهارت بعض المنازل بشكل جزئي جراء استمرار هطول الأمطار على المنازل الطينية.

وأعلنت السلطات الحوثية الخميس، إجلاء عدد من الأسر من منازل صنعاء الطينية العتيقة التي باتت خطرا على حياتهم مع استمرار الأمطار، وتوفير مساكن مؤقتة لهم.

وكشفت السلطات الحوثية، أنها تكفلت بدفع إيجار ثلاثة أشهر مقدماً لأصحاب المساكن المتضررة لحين إيجاد التمويلات اللازمة لصيانة وترميم المنازل المتضررة، وفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة للجماعة.

ولازالت كارثة الأمطار تشكل تهديدا رئيسيا للسلطات اليمنية، ففي صنعاء، أعلنت وزارة الزراعة الحوثية، استمرار تصريف مياه السدود والحواجز خاصة التي وصل منسوب المياه فيها إلى 75 بالمائة من سعتها التخزينية، وتخفيف ضغط المياه المتدفقة إليها جراء السيول والأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد.

لازالت كارثة الأمطار تشكل تهديدا رئيسيا للسلطات اليمنية

 

وجاء الإجراء الذي اتخذته السلطات الحوثية، في أعقاب انهيار سد الرونة في منطقة حبابة بعمران، وتضرر عدد من السدود الصغيرة في خولان وبني مطر.

وقال وكيل الزراعة عز الدين الجنيد، إن بعض السدود والحواجز مهددة بالانهيار في حال استمرار تدفق السيول وغزارة الأمطار، ما يحتم تكاتف جهود الجميع لمواجهة هذه المشكلة والحد من أضرارها من خلال الاستمرار في تصريف المياه وفتح القنوات أو المحابس أو التدخل بالشفط.

ووفقا للمسؤول الحوثي، فإن سدّي حبابض وشاحك بمحافظة صنعاء بحاجة إلى التدخل العاجل لتخفيف كميات المياه فيهما عن طريق الشفط تفاديا لانهيارهما بحسب تقرير الفرق الميدانية.

ولا يبدو أن الأضرار ستتوقف عند السدود، فالجسور بشوارع صنعاء مهددة هي الأخرى بالانهيار، جراء تكدس مياه الأمطار في جوار أعمدتها الرئيسية، وعدم وجود قنوات تصريف، كما هو الحال في جسر مذبح شمالي العاصمة.

ومع تزايد المناشدات التي أطلقها السكان وملاك البنايات المجاورة، خشية من الانهيارات، قام رئيس حكومة الحوثيين الغير معترف بها دوليا، عبد العزيز بن حبتور، بزيارة إلى الجسر.

ووفقا لوكالة "سبأ" الحوثية، فقد اطلع بن حبتور، على وضع الأعمدة الحاملة للجسر، خاصة العمود الواقع قرب أحد النفقين، واستمع إلى إيضاح من المختصين الذين أكدوا سلامة جميع الأعمدة وصلابتها، والتي صممت عبر غرز الخوازيق الإسمنتية تحت مستوى الأرض بعمق 15 متر.

وحسب المصدر، فقد اطلع المسؤول الحوثي، على أوضاع المنازل المجاورة للنفق ووجه بالعمل على حمايتها من أي مخاطر محتملة نتيجة الأعمال الجارية في النفق.

وتسببت الأمطار، الخميس، بخروج 65 بالمائة من السعات الدولية لخدمة الانترنت، جراء جرف السيول لكابلات الألياف، وفقا لمؤسسة الاتصالات الخاضعة للحوثيين، التي أعلنت في وقت لاحق، إصلاح بعض الأضرار.

وفي المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا، وجّه رئيس الوزراء، معين عبدالملك، بإعطاء جهود الإنقاذ والإغاثة للمواطنين والنازحين المتضررين من سيول الامطار الأولوية القصوى، وتوفير البدائل اللازمة لهم في المناطق الأكثر تضررا، وتنفيذ التدابير العاجلة لتصريف مياه السيول، وتحشيد كل الإمكانات والوسائل المتوافرة لذلك، وفقا لوكالة "سبأ" الحكومية.

وفي محافظة مأرب، التي فاض فيها السد للمرة الأولى منذ أكثر من 3 عقود، كشفت اللجنة الحكومية للإغاثة، عن قيام أحد الوكالات الأممية، ببناء جدار بطول 2 كليو متر في موقع جفينة كأحد الاجراءات للتخفيف من مخاطر الفيضانات التي تهدد 3500 شخص، إضافة الى تقييم الاوضاع في مديريتي صرواح والوادي.

ومن المتوقع أن تستمر حالة عدم استقرار الأجواء باليمن خلال الأيام القادمة، وخصوصا على محافظات صعدة وعمران وحجة وصنعاء والمحويت وريمة وإب، وفقا للمركز اليمني للأرصاد.

 

 

المساهمون