مصائب الدراما السورية عند الدوبلاج فوائد

مصائب الدراما السورية عند الدوبلاج فوائد

06 يونيو 2015
استديو الدوبلاج تعايش مع الأزمات (Getty)
+ الخط -
بدأت فكرة الدوبلاج في سورية في سبعينيات القرن 20، على يد المخرج خلدون المالح، الذي أهتمّ كثيراً بنقل الأعمال الوثائقية إلى العربية عن طريق الدوبلاج وليس الترجمة، تلاه اهتمام خاص من التلفزيون السوري بدبلجة الرسوم المتحركة والبرامج الوثائقية. ورغم احتكار القطاع الحكومي لتلك الصناعة حينها، فإن الفنانين السوريين تركوا بصمتهم في الأعمال المدبلجة التي أنتجتها مؤسسة الإنتاج الخليجي، مثل مسلسل الكرتون "حكايات عالمية".

نهضة فضائية

في التسعينيات، نشط الدوبلاج في القطاع السوري الخاص، وبخاصة بعد سنّ قوانين تشجّع على خوض تلك التجربة. فأسّس منّاع حجازي شركة "الزهرة للإنتاج الفني"، التي استثمرت بشكل ذكي خريجي قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، الذين لم يكفهم المسرح كمورد رزق، ولم تفتح الدراما التلفزيونية أبوابها لهم.
دبلجت "الزهرة" الرسوم المتحركة للإعلام العربي، الذي كان في بداياته الفضائية، ومن أشهرها: كابتن ماجد، ماوكلي، سلاحف النينجا... لاحقاً بدأت الشركة تغذّي وبشكل شبه كامل قناة "سبايس تون" للأطفال، ومع توسّع سوق الفضائيات، ظهرت شركات أخرى للدبلجة مثل إلسيار، إيبلا، شركة نبيل دقاق، abc، وتنوير...
وفي وقت تزامن نسبياً مع نهضة الدراما التلفزيونية السورية، بدأ الاهتمام بدبلجة المسلسلات البرازيلية والإسبانية والايطالية وغيرها، لكنّ الشهرة الكبرى كانت في التجربة السورية مع الدراما التركية، التي أدخلها إلى الوطن العربي المرحوم أديب خير، صاحب شركة "سامه للإنتاج الفني".

سرّ الخلطة السورية

ورغم أنّ معظم الأعمال التركية التي دُبلجت للعربية كانت بسيطة في المضمون، وربما سطحية، وتدور في معظمها حول الحبّ والخيانة، ولا تدخل في لبّ المجتمع التركي أو قضاياه، باستثناءات قليلة، فإنها عرفت نجاحاً جماهيرياً، لافتاً في العالم العربي، ليس فقط بسبب جمال الطبيعة التركية والملابس وقصص الحبّ ووسامة الأبطال، بل أيضاً للإتقان الكبير في إعدادها من ترجمة وصياغة وإعداد.

إقرأ أيضاً: صناعة السينما العربية تتشح بالسواد


وعن هذا الإعداد، تحدّثت سعاد الخطيب، التي تعمل منذ التسعينيات في مجال الدوبلاج، وانتقلت تدريجياً لتؤسّس، برفقة زوجها سامي الخوص، مركز "محاكاة" لإعداد كوادر محترفين في هذه الصناعة. تقول الخطيب إنّ عملية إعداد النص إلى العربية تستوجب التطابق مع نطق اللغة الأصلية: "علينا مراعاة مخارج الحروف بحيث يطابق الكلام العربي حركة شفاه الممثل التركي، بخاصة في أحرف المدّ والإطباق، وهي عملية صعبة جداً. كانت تضطرني أحياناً للعمل 24 ساعة متواصلة، إضافة إلى صعوبات لوجستية من حيث ضغط الوقت ومواعيد التسليم القياسية التي فرضتها التلفزيونات، ولكن بعد تأهيل كوادرنا في مركز "محاكاة" توفّرت طاقة انتاجية كبيرة، إلى جانب الجودة العالية".
عملت الخطيب في دوبلاج أعمال من مختلف البلدان، بينها الصيني والإيراني والروسي... وتقول إنّ الفرق بينها ينحصر في البيئة، وكيفية التعامل معها بما يتناسب مع ذائقة المشاهد العربي.
تحوّل الدوبلاج السوري إلى صناعة رائجة ومربحة، دفعت بعض شركات الانتاج التركية إلى تنفيذ الدوبلاج في سورية لصالحها، كما دفعت محطات فضائية إلى شراء حقوق تلك الأعمال، وتنفيذ عمليّاتها الفنية فقط في شركات دوبلاج سورية.
ومنذ 2011، ومع تراجع الأعمال الدرامية داخل سورية للأسباب الأمنية، بات الدوبلاج مورد رزق مهماً وبديلاً قوياً، فقد كان انتقال شركات الدوبلاج السورية إلى بلدان مجاورة أسهل من انتقال شركات الإنتاج الدرامي، وكانت شراكتها في البلدان المضيفة مثل مصر ولبنان والإمارات أسهل، كذلك ساعدها تواجد كمّ كبير من الممثلين السوريين في تلك البلدان.

المساهمون