مشروع اتفاقية بحرية بين مصر وإسرائيل وعقيلة صالح

مشروع اتفاقية بحرية بين مصر وإسرائيل وعقيلة صالح

08 يوليو 2020
تنسق القاهرة مع صالح لتوقيع الاتفاقية (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر خاصة عن مشاورات تقودها مصر، وبتنسيق كامل مع مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق ويرأسه عقيلة صالح، بشأن توقيع اتفاقية بحرية ثلاثية متعلقة بالحدود الاقتصادية لمصر وليبيا والاحتلال الإسرائيلي، في البحر المتوسط. وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن المشاورات التي تقودها مصر بدأت منذ مارس/آذار الماضي، بهدف قطْع الطريق أمام الاتفاق الذي وقّعته تركيا مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً بشأن ترسيم الحدود البحرية، والتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وهي الاتفاقية التي أثارت غضب عدد من القوى الإقليمية وفي مقدمتها فرنسا، ومصر، واليونان، والحكومة الإسرائيلية، لا سيما أنها تعرقل الاتفاق السداسي بين الإسرائيليين ومصر واليونان وقبرص والأردن والسلطة الفلسطينية، والذي كانت تأمل القاهرة من خلاله التحوّل إلى مركز طاقة إقليمي يتم من خلاله تجميع وإسالة الغاز من الدول الخمس ثم نقله إلى أوروبا من خلالها.

المشاورات جاءت بعد علم القاهرة بمساعي تل أبيب لإبرام اتفاق منفصل مع أنقرة

وبحسب المصادر، فإن المشاورات جاءت بعد علم القاهرة بمساعي تل أبيب لإبرام اتفاق منفصل مع أنقرة بشأن مناطق الغاز في شرق المتوسط، ويعيق الاتفاق التركي مع حكومة الوفاق اتفاقاً ثلاثياً أبرمه الإسرائيليون من قبل مع قبرص واليونان. يذكر أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، وقّعت كل من مصر والحكومة الإسرائيلية، واليونان، وقبرص، والأردن، وفلسطين، وإيطاليا، اتفاقية إنشاء منظمة إقليمية للغاز شرق المتوسط. وفي أعقاب ذلك وقّعت الحكومة الإسرائيلية، مع قبرص واليونان اتفاقية مثيرة للجدل، لمد خط أنابيب تحت البحر المتوسط، لتصدير الغاز إلى أوروبا، ورأت فيه القاهرة تهديداً لحلمها في التحول إلى مركز إقليمي للغاز.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن كلا من الجانبين الإسرائيلي والمصري، كان يعوّل كثيراً على تحركات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، نحو العاصمة طرابلس، والتي انتهت بتكبّده خسارة فادحة وطرده من كافة مناطق غرب ليبيا، موضحة في الوقت ذاته أن الاتفاقية المزمع التباحث بشأنها ربما تكون عِوضاً عن الخسارة التي مني بها حفتر وتسبّبت في خسائر اقتصادية وسياسية كبيرة لداعميه.

ولفتت المصادر إلى أن الدعم الكبير الذي كان يحظى به حفتر من الجانب الإسرائيلي، بتنسيق من الإمارات والأردن، كان الهدف الرئيسي منه محاصرة تركيا في البحر المتوسط، وتنفيذ مشروع تل أبيب الأكبر لتصدير الغاز لأوروبا. وقالت المصادر إن تركيا قد تواجه أزمات خلال الفترة المقبلة، وذلك بسبب التحالفات التي نشأت بين منافسيها وأعدائها في منطقة الشرق الأوسط، على صعيد عدد من الملفات الملتهبة، وفي مقدمتها سورية وليبيا، والمعركة المندلعة بشأن غاز شرق المتوسط.