دفع تخوّف الاحتلال من إعلان القوى والفصائل الفلسطينية إطلاق مسيرة نحو القدس المحتلة نصرة لغزة، الى إغلاق حاجز قلنديا، منذ فجر اليوم الخميس، بالمكعبات الإسمنتية. وكانت القوى والفصائل الفلسطينية أعلنت عن مسيرة ليلة القدر، تحت عنوان "مسيرة 48 ألف"، تتجه نحو القدس هذه الليلة نصرة لغزة، ومن المفترض أن تخترق حاجز قلنديا شمال القدس، للوصول إلى القدس.
وقال أحد الشبان القائمين على تنظيم المسيرة، قسام مروان البرغوثي، إن "هذه المسيرة جاءت فكرتها من الشباب لنصرة أهلنا في قطاع غزة". وأكد أن "شيئاً لن يمنعنا من الوصول إلى القدس المحتلة"، ما يعني أن "ليلة من المواجهات العنيفة، تنتظر الفلسطينيين عند حاجز قلنديا هذه الليلة".
وأكد البرغوثي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "أننا نقوم منذ أيام بحشد الشارع للذهاب للصلاة في القدس في ليلة القدر التي تصادف مساء اليوم، ورغم أننا نعرف أن قوات الاحتلال تمنعنا من دخول القدس للصلاة إلا أننا مصرون على الذهاب لأن القدس عاصمة دولة فلسطين، ومن حقنا الصلاة فيها".
وأضاف: "هناك تنسيق مع جميع فصائل منظمة التحرير، ومع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، للخروج بأكبر مسيرة ممكنة لنصرة أهلنا في قطاع غزة، الذين يتعرضون لحرب وحشية إسرائيلية". وأشار إلى "أننا سنرفع في هذه المسيرة علم فلسطين فقط، وسيشارك فيها الرجال والنساء، إذ ستنطلق من أمام مخيم قلنديا بعد أداء صلاة الغائب، إلى حاجز قلنديا العسكري للدخول إلى القدس المحتلة".
ويفصل حاجز قلنديا العسكري القدس المحتلة عن الضفة الغربية، ولا يسمح الاحتلال للفلسطينيين بالدخول إلى القدس إلا بتصاريح خاصة من الصعب الحصول عليها.
وفي خطوة استباقية، أغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا العسكري بالكامل، أمام حركة انتقال المركبات والأفراد بمكعبات الإسمنت، وحوّلته إلى ما يشبه قاعدة عسكرية محصّنة، فجر اليوم.
وكان محيط الحاجز شهد حتى ساعات الفجر الأولى، مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال أوقعت ما لا يقل عن عشر إصابات، وفق مصادر محلية في المخيم.
من جهة أخرى، أصيب خمسة مواطنين بالرصاص المطاطي وكسور بينهم مسنة من بلدة سلوان، جنوب البلدة القديمة من القدس، خلال مواجهات عنيفة وقعت هناك بين مواطني البلدة وجنود الاحتلال ومستوطنيه، وتركزت في حي عين اللوزة من البلدة، كما أصيب العشرات من الأطفال والنساء باختناقات من الغاز المسيل للدموع، الذي أطلق على منازل المواطنين.
وإمعاناً في الإجراءات العسكرية الوحشية، عزلت قوات الاحتلال صباح اليوم، البلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى عن محيطهما بالكامل، ونصبت سلسلة متداخلة من الحواجز العسكرية على تخوم الأحياء المحيطة بها، وصولاً إلى مداخل القدس القديمة، حيث نصبت هناك حواجز تفتيش، ومنعت المواطنين من غير سكانها من الدخول إليها، في وقت دفعت فيه بالمئات من جنودها إلى داخل أزقة وشوارع البلدة القديمة.
وأفاد مسؤول الحراسة في المسجد الأقصى أشرف أبو أرميلة، أن جنود الاحتلال أغلقوا جميع أبواب المسجد الأقصى، ومنعوا من هم أقل من 50 عاماً من الدخول إلى باحاته.
وفي مخيم شعفاط، شمال القدس المحتلة، أُصيب فجر اليوم الخميس، سبعة شبان بالرصاص المطاطي خلال مواجهات عنيفة، قذف خلالها الشبان جنود الاحتلال والأبراج العسكرية في الحاجز بالزجاجات الحارقة.
كما اندلعت مواجهات عنيفة في حي الطور، إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس، استمرت حتى ساعات الفجر، هاجم خلالها الشبان جنود الاحتلال وبؤر الاستيطان في الحي بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وكان جنود الاحتلال اعتدوا بوحشية أمس على الشاب رائد أبو عمر، من سكان البلدة القديمة من القدس، بحجة استماعه لأغنيات مؤيدة للمقاومة. وأفاد أبو عمر لـ"العربي الجديد"، أن "الحادث وقع في منطقة سوق المصرارة، حين كان يستمع لأغنية: زلزل أمن إسرائيل، وتوقفت بالقرب منه دورية لوحدة يسام (وحدة خاصة في شرطة الاحتلال معروفة بوحشيتها)، ونزل منها أفراد الدورية وانهالوا عليه بالضرب".