مسيرة حاشدة بموسكو في ذكرى اغتيال المعارض بوريس نيمتسوف

مسيرة حاشدة بموسكو في ذكرى اغتيال المعارض بوريس نيمتسوف

29 فبراير 2020
شارك آلاف المتظاهرين بإحياء الذكرى الخامسة لاغتيال نيمتسوف(العربي الجديد)
+ الخط -
في أول فعالية حاشدة للمعارضة الروسية هذا العام، شارك آلاف المتظاهرين في مسيرة وسط موسكو، اليوم السبت، لإحياء الذكرى الخامسة لاغتيال أحد أبرز رموز المعارضة "غير النظامية" الروسية بوريس نيمتسوف، الذي قُتل ببضع طلقات في ظهره على بعد أمتار من الكرملين في 27 فبراير/شباط 2015.

وفي الوقت الذي أشارت البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية إلى مشاركة أكثر من 10 آلاف شخص في المسيرة، أفادت منظمة "العداد الأبيض"، المعنية بحصر أعداد المتظاهرين، بأن أكثر من 22 ألف شخص مروا عبر أجهزة كشف المعادن، بالإضافة إلى 200 آخرين مُنعوا من الدخول.

كما شارك في المسيرة عدد من أبرز وجوه المعارضة "غير النظامية" الروسية، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق، زعيم حزب "بارناس" الليبرالي ميخائيل كاسيانوف، والمرشح المستبعد من سباق الانتخابات الرئاسية أليكسي نافالني، الذي توسط أنصاره مرتديا زيا أسود.

لكن، على عكس التظاهرات المماثلة في السنوات السابقة، كان لافتا اليوم أن المسيرة غلبت عليها مطالب سياسية عامة أكثر منها إحياء ذكرى نيمتسوف، والمطالبة بمساءلة المحرضين على قتله، خصوصا أن هذه أول فعالية احتجاجية بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في يناير/كانون الثاني الماضي، عن حزمة من التعديلات الدستورية تشتبه المعارضة الروسية في أنها تهدف إلى تثبيت مشاركته في حكم روسيا بعد انتهاء ولايته الرابعة عام 2024.

وإلى جانب الشعارات المعتادة، مثل "روسيا ستكون حرة" و"اسمنا بوريس نيمتسوف" و"يسقط حكم الاستخبارات" و"بوتين لص" و"روسيا بلا بوتين"، رفع متقدمو المسيرة شعار "تغيير السلطة لا الدستور"، كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وآخرين مدانين في قضايا تخللت التحقيقات فيها وقائع التعذيب، مثل قضية منظمة "الشبكة" اليسارية الراديكالية.

ورغم مرور خمس سنوات على اغتيال نيمتسوف، إلا أن المحرض على قتله لا يزال مجهولاً، بل صدرت في منتصف عام 2017 أحكام بالسجن بين 11 و20 عاماً بحق المنفذين فقط، وعلى رأسهم المنفذ الرئيسي الذي أطلق النار، وهو الملازم السابق في الكتيبة الشيشانية "سيفير" ("الشمال") التابعة للقوات الداخلية الروسية زاور دادايف.

يذكر أن نيمتسوف (1959 -2015) شغل مناصب رفيعة في الدولة الروسية في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين، وتردد اسمه كمرشح محتمل للرئاسة، إلى أن تم تعيين بوتين رئيساً للوزراء في نهاية المطاف عام 1999، تمهيدا لتوليه زمام الرئاسة عام 2000.

ورغم أن نيمتسوف أيّد ترشيح بوتين لرئاسة روسيا أولاً، إلا أنه تحوّل إلى أحد أبرز رموز المعارضة بعد سنوات، وتولّى منصب الرئيس المشارك لحزب "بارناس" المعارض حتى اغتياله.