مسيرات مؤيدة للنظام بطهران و"الحرس" يهدّد "الأعداء" بدفع الثمن

مسيرات مؤيدة للنظام في طهران و"الحرس الثوري" يهدّد "الأعداء" بدفع الثمن

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
25 نوفمبر 2019
+ الخط -
بعد أيام من احتجاجات مطلبية عمّت مختلف أنحاء إيران، على خلفية رفع أسعار البنزين، خرجت، بعد ظهر اليوم الاثنين، مسيرات مؤيدة للنظام في العاصمة طهران، بدعوة من السلطات، وسط مشاركة مسؤولين إيرانيين وقادة "الحرس الثوري" واهتمام إعلامي واسع في البلاد.
ورفع المشاركون شعارات، مندّدين بما وصفوه بـ"الفتنة الجديدة"، في إشارة إلى الاحتجاجات الأخيرة، و"التدخلات الأجنبية"، معلنين دعمهم لنظام الحكم في إيران وقيادته، مع إحراق أعلام إسرائيلية وأميركية، وإطلاق هتافات مناهضة لهما وللسعودية ودول أوروبية.
وفي بيان مكون من 6 بنود، أصدره القائمون على المسيرة، أعلن المشاركون تأييدهم لتصريحات المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الأحد الماضي، حول الاحتجاجات، معتبرين أنها "أفشلت المؤامرة العالمية".
وفي كلمه له بنبرة عالية أمام المشاركين في مسيرات طهران، بثها التلفزيون الإيراني، اعتبر القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أنّ ما جرى في الشوارع الإيرانية خلال الأيام الماضية "كان حرباً وفق سيناريو عالمي"، معلناً أنّ "هذه الحرب انتهت لصالحنا".
ورأى سلامي أنّ الأحداث الأخيرة في إيران كانت "فتنة كحصيلة الهزائم التي مُني بها أعداؤنا على مدى الأربعين سنة الماضية"، متهماً إياهم بأنهم "كانوا ينتظرون فرصة لاستغلالها ضد إيران"، مع التأكيد أن "البنزين كان مجرد ذريعة".
واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"قيادة" الأحداث الأخيرة في بلاده، من خلال القول إنه "امتنع عن الذهاب لجلسة الكونغرس الاستجوابية، وشكّل غرفة قيادة العمليات" للعمل ضد إيران، مضيفاً أن واشنطن "وظفت كافة قدراتها وإمكانياتها" في التطورات الأخيرة "لكنها فشلت".
وقلّل سلامي من قدرات من وصفهم بـ"أعداء" إيران، قائلاً إنهم "فقدوا القدرة على فعل شيء ضدها"، مهدداً في الوقت نفسه بـ"ملاحقتهم أينما كانوا"، مخاطباً إياهم بالقول: "لن نبقي أي فعل من دون ردّ وسنصفّي حساباتنا مع الجميع، ونحن من نقرر اليوم وطبيعة التسوية".
وخاطب قائد "الحرس الثوري" الإيراني قادة الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا والسعودية، قائلاً: "لقد جربتمونا في ساحات المواجهة، وتلقيتم صفعات وعجزتم عن الردّ"، متوعداً إياهم بـ"التدمير إذا ما تجاوزوا الخطوط الحمراء".
ودعا المسؤول العسكري الإيراني السلطات في بلاده إلى حلّ مشاكل الإيرانيين والقيام بمسؤولياتها تجاههم، قائلاً "إن الشعب اليوم قال كلمته وحان دورنا لنقوم بواجبنا".
وحاول سلامي تطمين الشارع الإيراني في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها، من خلال دعوته إلى عدم القلق، واعداً بالسعي إلى حل المشاكل الاقتصادية في البلاد.
وتأتي مسيرات اليوم في طهران، استكمالاً لمسيرات أخرى في مدن إيرانية، على مدى الأيام الماضية، في تدبير تلجأ إليه السلطات منذ عام 2009، بعد احتجاجات "الحركة الخضراء"، لإنهاء ما تعتبره "المؤامرات والفتن".
كما أنّ مسيرات اليوم تأتي بعد اندلاع احتجاجات واسعة في إيران، أقلقت السلطات بعد بدء تطبيق خطة ترشيد استهلاك البنزين في إيران بطريقة مفاجئة، اعتباراً من الخامس عشر من الشهر الجاري، ارتفعت بموجبه أسعار البنزين بنسبة ثلاثة أضعاف، وسرعان ما عمّت الاحتجاجات، في اليوم التالي، أكثر من 100 مدينة في 28 محافظة من أصل 31، بحسب نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي.
وتخللت الاحتجاجات شعارات منددة بالوضع الاقتصادي وأخرى سياسية، كما شهدت أعمال تخريب وعنف واسعة، طاولت، بحسب تقارير رسمية، مئات البنوك والمؤسسات والمتاجر، نسبتها السلطات الإيرانية إلى جهات "عميلة وخارجية".
وسقط كثير من المحتجين بين قتيل وجريح، لكن لا توجد حتى الآن إحصائية رسمية عن عدد الضحايا، وسط تأكيد رسمي لمقتل 5 متظاهرين و5 من قوات الشرطة و"الباسيج"، إلا أن مؤسسات دولية مثل منظمة "العفو" الدولية، تشير إلى أنّ العدد يتجاوز الـ116. كما أنّ تقارير غير مؤكدة تتحدث عن أكثر من 150 قتيلاً.
وبالنسبة لعدد المعتقلين أيضاً، نشرت وكالة "فارس" الإيرانية، الأسبوع الماضي، تقريراً تحدث عن أكثر من ألف معتقل، قال إنهم "مخربون ومثيرو الشغب"، لكن تقارير إعلامية غير مؤكدة تشير إلى اعتقال أكثر من 4 آلاف شخص.
وفي تصريحات له، أمس الأحد، أرجع نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي، قتل المحتجين إلى من وصفهم بـ"الأشرار"، قائلاً إنهم "قاموا بإطلاق النار على المحتجين من مسافة متر أو نصف متر بمسدسات خفيفة وقتلوا عدداً من الناس"، مشيراً إلى أنّ بلاده أنهت الاضطرابات "في 48 ساعة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.
الصورة
بريكس في اختتام اجتماعاتها في جوهانسبرغ أمس (Getty)

اقتصاد

تواجه مجموعة بريكس عبر توسيع عضويتها مجموعة من التحديات على صعيد التوافق حول القرارات التي تتخذ بالإجماع، ولكنها تجني بعض الفوائد، إذ تزيد هيمتنها على سوق الطاقة العالمي، وتحصل على تمويلات من الفوائض البترولية لبنك التنمية الآسيوي.
الصورة
توقيف وكيل عقاري في إيران لبيعه شقة إلى كلب (إكس)

منوعات

أوقفت الشرطة الإيرانية على ما أعلنت، الأحد، مدير وكالة عقارية بتهمة "تقويض القيم الأخلاقية" لبيعه شقة لكلب.