مسلمون أميركيون "من أجل ترامب" رغم عنصريته

مسلمون أميركيون "من أجل ترامب" رغم عنصريته

31 أكتوبر 2016
11 % من المسلمين أيدوا ترامب (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -

أثارت تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، بحق المسلمين والمهاجرين، استياء الكثيرين. لكن اللافت أن هناك بعض الأفراد من هذه المجتمعات يدعمون المرشح الجمهوري المثير للجدل.

كان ترامب دعا إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية ومراقبة المساجد، معتبراً أن المسلمين يكرهون الأميركيين، ما يشكل خطراً على البلاد، وفقاً له.

على الرغم من ذلك، يملك ترامب عدداً من المعجبين به في المجتمع الأميركي المسلم الذي يقدّر عدد أفراده بـ3.3 ملايين شخص، أي حوالي 1% من إجمالي سكان الولايات المتحدة الأميركية.

ووجد استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، في مارس/آذار الماضي، شمل 2000 ناخب مسلم في ست ولايات، أن ترامب احتل المرتبة الثالثة بعد المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، وعضو مجلس الشيوخ الأميركي، بيرني ساندرز. وأشار الاستطلاع إلى أن ترامب حصل على تأييد 11 في المائة من المشاركين، وفقاً لصحيفة "تايم" الأميركية.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ يملك مؤيدو ترامب المسلمون حساباً على موقعي "فيسبوك" و"تويتر" باسم "مسلمون من أجل ترامب" Muslims for Trump، وتضم الصفحة 846 معجباً على "فيسبوك"، و1538 على "تويتر".

عرّف مؤسس صفحة "مسلمون من أجل ترامب" عنها على "فيسبوك" بـ"نحن أشخاص أمرنا إيماننا بالامتناع عن أشكال النفاق كلها (استخدمت كلمة نفاق باللغة العربية والإنكليزية)... بالقناعة نفسها التي نعارض بها الإرث الاستعماري في العالم الإسلامي، نقف إلى جانب حق أميركا في أن تحافظ على نفسها كما كانت دائماً".

وتابعت "إن مبادئنا مهمة لهوية الولايات المتحدة الأميركية القومية، تماماً كأهمية الإرث المسيحي الذي لا يتزعزع فيها. لم يكن هذا الأمر أداة للتعصب أبداً من قبل، كما تحاول بعض وسائل الإعلام الليبرالية وأجندتها الإلحادية الترويج له. على العكس من ذلك، شكّل الأمر مصدر وحي للملايين الذين عاشوا وفقاً لضمائرهم الحية. وكأميركيين، نحن نحتفل بطابع أمتنا المميز وأصولها".

كما لفت التعريف إلى أن "رفض الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تسمية الإرهاب الإسلامي باسمه أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن، ولم يساهم في القضاء على التطرف الديني الذي ابتلي به مجتمعنا".

وختم بالقول: "نحن أميركيون في المقام الأول. فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، في إشارة إلى شعار حملة ترامب الانتخابية.

وكان مؤسس الصفحة، ساجد تارار، الأميركي من أصل باكستاني، اعتبر أن ردّات الفعل تجاه تصريحات ترامب المسيئة للمسلمين "مبالغ فيها للغاية، ويتم استغلالها خارج سياقها"، في تصريحات لشبكة "بي بي سي" البريطانية، في مارس/آذار الماضي.

وأشار تارار إلى أنه يؤيد مقترحات ترامب بشأن إيجاد آلية فحص قوية للاجئين القادمين من بلدان مثل سورية. وأضاف: "أنا أميركي، وأعتقد أنه يتعين أن نضع المصلحة الأميركية في المقدمة. ولا أؤيد قدوم أحد إلى هنا والقيام بأعمال ضد مصالح أميركا".

كما يدعو حساب المجموعة على "تويتر" كلّ المسلمين إلى التصويت لترامب، لأنه "سيحقق أهدافهم وتطلعاتهم" التي يعرضها كالتالي: إنهاء الحرب في الشرق الأوسط، تدمير تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إضعاف الديكتاتوريات، وتأمين أمن الولايات المتحدة الأميركية.

يذكر أن سيدة محجبة مسلمة طُردت من مؤتمر انتخابي للمرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في ولاية كارولينا الجنوبية، في يونيو/حزيران الماضي. إذ كانت روز حميد (56 عاماً) تجلس خلف ترامب مباشرة، حين قال إن "اللاجئين السوريين الذين يهربون من الحرب في سورية كانوا ينتمون في الأصل لتنظيم داعش"، فوقفت حميد في احتجاج صامت على تصريحاته.

وكانت حميد ترتدي حجاباً أبيض وكنزة زرقاء مكتوبا عليها "سلام.. لقد أتيت في سلام"، لكن أنصار ترامب المحيطين بها بدؤوا في الهتاف، مشيرين إليها وإلى رجل كان يقف بجوارها، مطالبين بإخراجهما من القاعة، وفقاً لشبكة "سي أن أن" الأميركية.




وفي تصريحات لـ"العربي الجديد"، يعلق مايكل منير، وهو ناشط سياسي ورجل أعمال مصري أميركي، وأحد أعضاء حملة ترامب، على كلام ترامب العنصري بحق أكثر من عرق ومجتمع وطائفة، بالقول إنه يرفض هذه التصريحات "لكن عدم انتماء الرجل إلى عالم السياسة أفقده الحصافة واللباقة السياسية"، مضيفاً أن تصريحات ترامب ليست بالخطر الذي يصوّر على الأميركيين المسلمين.