مسح: تراجع تعلق مواطني قطر بدول الخليج بعد الحصار

مسح: تراجع تعلق مواطني قطر بدول الخليج بعد الحصار

04 ديسمبر 2018
الملابس جزء من الهوية الوطنية في قطر (سين غالوب/Getty)
+ الخط -

أظهر مسح الهوية الوطنية انخفاضا في أعداد القطريين الذين عبروا عن تعلقهم بدول الخليج بعد الحصار الذي فرضته على قطر كل من السعودية والإمارات والبحرين، منذ 5 يونيو/حزيران 2017.


وأوضحت نتائج المسح التي كشفت عنها "جامعة قطر"، اليوم الثلاثاء، تأكيد غالبية عينة الدراسة من القطريين تعلقهم بالقبيلة أو العائلة، كما أن نسبة كبيرة منهم يتعلقون بالعالم الإسلامي، أو بالعالم العربي، بينما تراجعت كثيرا نسبة المتعلقين بدول الخليج.
ونفذ "مسح الهوية الوطنية" معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية بهدف تحديد مكونات هذه الهوية في قطر، والتعرف على محدداتها، لدعم صناع القرار في تصميم السياسات الوطنية وفق الحقائق.


وأظهرت الدراسة التي شملت 1226 شخصا من القطريين البالغين، أن أكثر من 99 في المائة من القطريين المستطلعة آراؤهم عبروا عن تعلقهم الشديد بوطنهم. وأوضح مدير إدارة السياسات في المعهد، ماجد الأنصاري، أن "هناك انخفاضاً في نسبة المواطنين الذين عبروا عن تعلقهم بدول الخليج قياسا بدراسات سابقة. في دراسة نفذت في ديسمبر/ كانون الأول 2010، أشار 66 في المائة من المواطنين إلى تعلقهم الشديد بدول الخليج، ثم انخفضت النسبة كثيرا في دراسة نفذت بعد الحصار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 لتصبح 21 في المائة".

وأشار الأنصاري إلى أن "هناك جدلا كبيرا حول مفهوم الهوية الوطنية، وتم في هذا المشروع تحديد سمات الهوية الوطنية الأربع، وهي اللغة: ونعني بها المنطوق والمكتوب بما في ذلك اللهجات المحلية واللغة الرسمية والتراكيب اللغوية، والدين: ونقصد الانتماء الديني والعقيدة الحاكمة والممارسات الدينية المختلفة، والثقافة المحلية: ونعني بها المتوارث من اللباس والعادات بمختلف أشكالها وتجلياتها، وأخيرا التاريخ: ونقصد التاريخ الوطني وامتداداته".

وذكر الأنصاري، وهو الباحث الرئيسي في المسح، أنه بناء على البيانات "تم إنشاء مؤشر الهوية الوطنية 2018، والذي تكمن أهميته في تحديد العوامل التي تؤثر سلبا أو إيجابا على الهوية الوطنية، كما يقيس ما يتضمنه تعريف الهوية الوطنية بالنسبة للمواطن القطري خلال فترة زمنية معينة"، وأوضح أن "هناك فروقا إحصائية حسب الجنس والمستوى التعليمي، حيث يرتفع مؤشر الهوية الوطنية لدى الإناث أكثر من الذكور، كما أن المؤشر ينخفض كلما ارتفع المستوى التعليمي للفرد".

وحول مدى تشابه أو اختلاف الهوية الوطنية عن الهوية الخليجية والعربية والإسلامية، رأى 93 في المائة من المواطنين أن الهوية الوطنية تتشابه مع الهوية الإسلامية، وفي الجانب الاجتماعي، أظهرت النتائج أن 75 في المائة من المواطنين يجتمعون مع العائلة على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، وأشار 55 في المائة من عينة المسح من المواطنين إلى أنهم لا يرتدون الملابس الغربية في الأماكن العامة لغير الرياضة، كما أن 54 في المائة منهم يعارضون ارتداء الشباب القطري للبنطلون والقميص في الأماكن العامة.


وعند سؤال المواطنين عن مدى أهمية الانتماء للقبيلة أو العائلة في اتخاذ القرارات، رأى 40 في المائة أن ذلك مهم في اتخاذ قرار بشأن الزواج، و35 في المائة منهم يرون أهميته بالنسبة لاختيار مكان السكن، و25 في المائة يرون أهميته في اختيار طبيعة العمل.

ومن جهة أهمية اللغة العربية، أشارت الدراسة إلى أن 86 في المائة من المواطنين يفضلون أن يتعلم أبناؤهم باللغة الإنكليزية. وفي المقابل يرى 73 في المائة أن التخلي عن اللغة العربية في أماكن العمل يؤثر سلبا على الهوية الوطنية.

وقال مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المشرف على الدراسة، حسن السيد، إن "المسح نفذ من خلال إجراء مقابلات شخصية باستخدام الحاسب في شهر فبراير/شباط الماضي"، مشيرا إلى أن "مسح الهوية الوطنية 2018، هو جزء من مشروع الهوية الوطنية الذي يتضمن تحليل موضوع الهوية من خلال التشريعات والتعليم واللغة".

وذكر السيد، خلال العرض الذي جرى اليوم بجامعة قطر، أن "أهمية الدراسة تتمثل في تحديد مكونات الهوية الوطنية في قطر، والتعرف على محدداتها، والذي من شأنه دعم صناع القرار في تصميم السياسات الوطنية"، مشيرا إلى أن أهم مخرجات الدراسة هي بناء مؤشر للهوية الوطنية، وسيعقد مؤتمر علمي حول الموضوع خلال ربيع 2019.

المساهمون