مساومة محمد سلطان لوقف إضرابه عن الطعام.. الأطول عالمياً
العربي الجديد ــ القاهرة
320 يوما من الإضراب عن الطعام (العربي الجديد)


خطر داهم يحيق بحياة المعتقل المصري الشاب محمد سلطان، الذي يواصل أطول إضراب عن الطعام في العالم، داخل السجون المصرية، بعد دخوله اليوم 320 في إضرابه الكلي، رغم المحاولات المستميتة من قبل النظام المصري الحالي، لإجباره على التخلي عن إضرابه.
وقال محام بمركز النديم لحقوق السجناء لـ"العربي الجديد": يوم الاثنين ساوم كلٌ من رئيس مباحث المنطقة ورئيس مباحث السجن "سلطان" على فك إضرابه عن الطعام مقابل نقله للإقامة مع والده، لكنه رفض. وعندما رأته قوات الحراسة يكتب شكوى لمساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان ولمأمور السجن، مزقوا الشكوى وسحبوا منه الورق والقلم.
وأضاف المحامي الذي حضر آخر زيارة للمعتقل الشاب في محبسه، وطلب عدم ذكر اسمه: "بعدها كان سلطان على كرسيه المتحرك في ممر في المستشفى، وقامت قوات الأمن باقتياده بالقوة إلى داخل غرفته، وبعد استفزاز رئيس المباحث له، تعرض سلطان لانهيار عصبي وضرب رأسه عدة مرات في الباب الحديدي المؤدي لغرفته".
ورغم عدم اليقين التام بجدوى حملات الإضراب عن الطعام في السجون المصرية، وعدم اهتمام بعض الحكومات بسقوط ضحايا لها؛ إلا أنها تظل ورقة الضغط الوحيدة السلمية التي يمتلكها هؤلاء من أجل رفع الظلم عنهم، على أمل أن تنتصر الأمعاء الخاوية على السلطة وأن يموتوا لنحيا، وفقا لشعار الحملة التي يشارك فيها عدد كبير من المعتقلين حاليا.
وقالت سارة محمد، من أقرباء المعتقل الذي يحمل الجنسية الأميركية: إن "سلطان وصل لمرحلة اللاعودة بإضرابه عن الطعام من أجل حريته، وأصبح الحديث عن فك إضرابه من قبيل العبث، لأنه يخوض معركته من أجل حريته، فإذا خرج يكون انتصر لقضيته، وإذا مات يكون أيضا انتصر لقضيته وهو يدافع عنها، بل يكون قد انتصر لجيله كاملا.. في كل الحالات، سلطان سينتصر".
ويعد الفلسطيني سامر العيساوي، أحد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الذين خاضوا معركة "الأمعاء الخاوية" في فبراير/شباط 2012، من أجل المطالبة بحق الزيارات العائلية للسجناء من غزة، وإنهاء تمديد الحجز الانفرادي، وإطلاق سراح المعتقلين إداريًا، وكان عددهم 1800 أسير فلسطيني، هو صاحب ثاني أطول إضراب عن الطعام في العالم، بعد سلطان، إذ بلغ إضرابه الكلي عن الطعام تسعة أشهر، أو 265 يوما.
وفي المرتبة الثالثة، يأتي إضراب الهندي المهاتما غاندي عن الطعام ، إذ خاض إضراب الجوع لمدة 116 يوما، إبان الاحتلال البريطاني للهند. وبدأ إضرابه الشهير يوم 20 سبتمبر/أيلول 1932 أثناء حبسه في سجن بوما، من أجل الاحتجاج على القانون الذي أعدته الحكومة البريطانية والذي يمنع الطبقة الفقيرة من الحق في الانتخاب.
يذكر أن هناك 141 مُضربا عن الطعام في السجون المصرية، يرفعون شعار "نموت لنحيا"، احتجاجًا على سجنهم على ذمة قضايا سياسية، بخلاف المتضامنين معهم في الإضراب خارج السجون.