03 مارس 2019
مسار الثورة السوريّة

هادي ردايدة (الأردن)
تدخل الثورة السورية هذا العام سنة جديدة من عمرها، لتشهد تحولاً كبيراً في طريقها ومسارها، لمصلحة نظام الفرد والطائفة، والذي، وللأسف الشديد، ونتيجة تراخي رئيسة العالم، عن قصد وتعمّد، في دعم مطلقي هذه الثورة الباسلة، ظنّاً منها أن ذلك النظام السادي الذي توافقت أقواله وأفعاله مع فتنة هذه المنطقة إسرائيل، هو الأنسب في الوقت الحالي، لضمان مصلحتها في المنطقة، باعتباره أوفى بوعده السري لها بمنع أي سوري حر شريف، في فترة حكمه سورية، من التعبير عمّا يخالجه من عبارات الرفض الكامل لسيطرة إسرائيل على الجولان الندي وفلسطين الأبية.
ونتيجة ذلك، تحوّل مسار هذه الثورة، الآن، إلى مسلك جديد، خطّط له هذا النظام الطائفي وأعوانه، لتبدو هذه الثورة، في عيون القارئ بعجالة لسيرتها وقصتها، طريقاً لعصابات ومافيات ساعية لضرب استقرار شام العز وقلعتها الحصينة، ولا يتوفر إلا أسد واحد يحمي عرينها. لكن هذا النظام، ومَن "التوى" تحت لوائه، نسوا وتناسوا أن مَن قام بثورة الجوعى والعطشى لكرامة وعزة نفس أهدرت بسببه كنظام سادي، هو صاحب حق، ولا يضيع حق وراءه مُطالِب، طالما صوته صادح ينادي به في أرجاء عالم دائم التغيير.