مسار إبراهيم الخليل: وسائل جديدة للتعريف بالتراث في فلسطين

مسار إبراهيم الخليل: وسائل جديدة للتعريف بالتراث في فلسطين

29 نوفمبر 2017
سبسطية، أحد أبرز المعالم على مسار الخليل (نضال إشتية/الأناضول)
+ الخط -
يمشي مرتادو مسار إبراهيم الخليل من الفلسطينيين والسائحين الأجانب لمسافات طويلة على الأقدام، ضمن مسارات منظمة، بغرض التعرف إلى الطبيعة الفلسطينية، واكتشاف ما حولها من تراث ومعالم تاريخية، فضلاً عن المعاناة التي يخلفها الاحتلال الإسرائيلي للحياة العامة في فلسطين.

ومسار إبراهيم الخليل، هو فكرة ولدت من اتحاد ثلاث جمعيات فلسطينية وهي الروزانا، ومركز سيراج للدراسات، وجمعية الحياة البرية، تهدف إلى تطوير السياحة في فلسطين وبالتحديد في الضفة الغربية المحتلة من أقصى شمالها إلى جنوبها، وهي المناطق التي يستطيع الفلسطينيون التحرك فيها كون الاحتلال يسيطر على ما تبقى.

يرغب العاملون في الاتحاد تطوير هذا النوع الجديد من السياحة، والذي يعرف بالسياحة المجتمعية، التي تفتقر لها الأراضي الفلسطينية، من خلال استقطاب السائحين الأجانب وخلطهم مع المجتمعات المحلية بغرض تحقيق المنفعة العامة.
ويقول منسق المسار في شمال الضفة الغربية المحتلة زيد أزهري لـ"العربي الجديد" نهدف إلى "استقطاب السائحين الأجانب بغرض الحديث عن فلسطين كشعب محلي، عن الناس الذين يعيشون فيها، وعن الثقافة، والفعاليات، والتراث المحلي للشعب الفلسطيني".

ويريد القائمون على المسار فتح باب جديد من أنواع السياحة الفلسطينية، له تأثير وفائدة على المجتمع الفلسطيني، وبالأخص المنفعة الاقتصادية بكافة أشكالها، وليس فقط الاكتفاء ببرنامج السياحة الذي تحدده شروط سلطات الاحتلال، على أساس زيارة أماكن دينية فقط في الضفة الغربية المحتلة.

يشارك في المسارات بحسب أزهري سائحون أجانب، ومحليون فلسطينيون، والفكرة العامة هي خلط الأجانب مع الناس المحليين، والمبيت في منازلهم، والتناول من طعامهم، كي تخلق الفرصة والمنفعة الاقتصادية للناس.
ينظم مسار إبراهيم الخليل، عدة مسارات مشي، لكن لديهم في العام الواحد نظامين للمشي المتواصل، إحداهما يمتد لـ21 يوما، بمسافة 330 كيلومترا، ويبدأ من قرية رمانة أقصى شمال الضفة الغربية المحتلة وينتهي بقرية بيت مرسم جنوب الخليل، ولديهم مسار مماثل انطلق في الرابع من الشهر الحالي ويستمر حتى يصل إلى أقصى جنوب مدينة الخليل.

على غرار تشجيع السياحة في فلسطين، وتطويرها، يمكن لكل المشاركين في المسار، خصوصا السائحين الأجانب، أن يلمسوا المعاناة الفلسطينية من خلال زيارة عدة مناطق وقرى وشوارع، وغيرها من الطبيعة الفلسطينية، والتعرف إلى ما يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من معاناة على الفلسطينيين، وقتل الحياة هناك من خلال الحواجز، وجدار الفصل العنصري، والمستوطنات، والطرق الالتفافية، وغيرها من مقومات الحياة الأساسية الفقيرة بفعل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

ويشرح أزهري أن السائح الأجنبي عندما يزور الضفة الغربية المحتلة، ويشارك في المسارات المقصودة، ولا سيما مسار المشي المتواصل، سيتعرف إلى الضفة الغربية المحتلة من أقصى شمالها وحتى جنوبها، كما يعيش فيها الناس، مع وجود الاحتلال الإسرائيلي وهي الرسالة التي من الممكن أن تصل إليهم ويحملوها إلى مجتمعاتهم كما هي وبذات الواقع والحقيقة الكاملة.
يشار إلى أن اتحاد مسار إبراهيم الخليل تأسس عام 2008 ببداية بسيطة تضم موظفا واحدا وزياراته محدودة إلى منطقة واحدة، تطور خلال السنوات الماضية وأصبح مؤسسة رسمية، تضم 15 موظفا من كافة مدن الضفة الغربية المحتلة.


دلالات

المساهمون