مسارح لندن تصارع من أجل البقاء

مسارح لندن تصارع من أجل البقاء

17 يونيو 2020
مسارح لندن مغلقة منذ مارس/آذار (جاستن تاليس/فرانس برس)
+ الخط -
لطالما جذبت وِست إند في لندن أشخاصاً من أنحاء العالم كافة لمشاهدة عروضها، لكن المسارح اضطرت إلى تجديد نفسها والتكيف بسبب تفشي وباء "كوفيد ــ 19".

تباع 15 مليون تذكرة كل عام لعروض بما فيها "فانتوم أوف ذي أوبرا" و "لي ميزيرابل" و"ذا ماوس تراب" وهي مسرحية بدأ عرضها في العام 1952. لكن الوباء تسبب في إسدال الستائر منذ مارس/آذار، تاركاً المسارح تواجه مستقبلاً غامضاً، فيما تهدد إجراءات التباعد الاجتماعي وجودها.

لويس هارتشورن وبراين هوك، المؤسسان المشاركان لـ "هارتشورن-هوك برودكشنز"، كانا من بين الأوائل الذين تكيّفوا مع الواقع الجديد، وأعلنا عن إعادة فتح أبواب مسرحهما في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعرض "ذا غريت غاتسبي".

وقال هوك لوكالة "فرانس برس" إنه "سيعاد تصور العرض كحفلة تنكرية". والمتفرجون مدعوون لوضع الكمامات التي يمكنهم اعتبارها جزءاً من أزيائهم والقفازات إذا رغبوا في ذلك. كما سيخفض عدد الحاضرين إلى 90 بعدما كان 240، وعدّل الجدول الزمني للسماح بالقيام بعمليات تطهير شاملة. وأضاف هوك أن الخبر السار هو أن التذاكر "تباع والناس يريدون العودة".

هناك تحد مباشر آخر يتمثل في عدم وجود عدد كبير من السياح، مع إغلاق الفنادق والمطاعم والمتاحف حتى أوائل يوليو/تموز على الأقل. كما أدى فرض الحجر الصحي لمدة 14 يوماً على معظم المسافرين الذين يصلون إلى البلاد، بدءاً من 8 يونيو/حزيران، إلى إضعاف الآمال في التعافي السريع لقطاع السياحة.

وقال رئيس "اتحاد المسارح" في المملكة المتحدة، جوليان بيرد، أمام لجنة برلمانية عقدت حديثاً إن "نحو ثلث الحضور في مسارح لندن هم من السياح الأجانب... وفي الوقت الراهن، هناك بالطبع احتمال ضئيل جداً بوجود زوار من الخارج". وحذّر من أن ما يصل إلى 70 في المائة من المسارح قد تفلس بحلول نهاية العام.

خلّفت الأزمة الحالية فجوة في عائدات المسرح هذا العام قيمتها 3 مليارات جنيه إسترليني، وهو انخفاض بأكثر من 60 في المائة عن العام الماضي، وفقاً لدراسة أجرتها شركة "أكسفورد إيكونوميكس" للإحصاءات لصالح "ذا كرييتف إندستريز فيديريشن". لكن هذا التقرير لا يأخذ في الاعتبار الإحجام المحتمل للجمهور عن العودة إلى المسارح عند السماح بذلك، مع تحذير الاتحاد من أن هناك 200 ألف شخص سيسرَّحون من وظائفهم إذا لم تتدخل الحكومة.

ومن أجل البقاء والاستمرار، تقدم بعض المسارح منتجات وحلولاً بديلة. في مسرح "أولد فيك" في لندن، ستؤدي الممثلة كلير فوي ومات سميث، نجما مسلسل "ذا كراون" التلفزيوني، مسرحية "لانغز" من دون جمهور، مع الحفاظ على مسافة بينهما. وسيصوّر كل عرض، وسيبث مباشرة إلى ألف شخص اشتروا التذاكر بالأسعار العادية التي تتراوح بين 10 جنيهات إسترلينية و65 جنيهاً، رغم أن الجميع سيستمتعون بالعرض نفسه.

ويعتبر هذا الأمر مقامرة جريئة، إذ نشرت العديد من المسارح الأخرى مثل "المسرح الوطني" في لندن عروضاً مجانية عبر الإنترنت صُوّرت قبل تفشي الوباء. وسيبدأ "وان نايت ريكوردز" مشروعاً مشابهاً في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، وسيأخذ حاملي التذاكر في رحلة عبر الأنماط الموسيقية من العشرينيات إلى الخمسينيات، في مكان سري يطلق عليه "لوكداون تاون".

في عالم المسرح التقليدي، تعتبر إجراءات التباعد الاجتماعي مشكلة حقيقية. ومع اضطرار الجمهور للبقاء على مسافة مترين بموجب القواعد الحالية، قالت شركة "رويال شكسبير" إنها لا يمكنها استيعاب سوى 20 في المائة من جمهورها المعتاد. وأوضحت المديرة التنفيذية لهذه الشركة التي تتخذ في ستراتفورد أبون إيفن مقراً لها، كاثرين ماليون، أن الأمور على هذا الشكل "غير قابلة للاستمرار مادياً". وأضافت "كيف نؤدي العروض في ظل تدابير التباعد الاجتماعي؟ من الصعب تخيل روميو وجولييت على مسافة مترين".

(فرانس برس)

المساهمون