مسؤول أميركي: البيت الأبيض أمرني بالكف عن إعداد تقارير بشأن روسيا

مسؤول أميركي: البيت الأبيض أمرني بالكف عن إعداد تقارير بشأن التدخل الروسي في الانتخابات

10 سبتمبر 2020
طُلب من المسؤول نفسه التركيز على التهديدات التي يشكلها التدخل الصيني والإيراني (Getty)
+ الخط -

كشف مسؤول أميركي سابق، في شكوى نشرت يوم الأربعاء، أن القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي، تشاد وولف، طلب منه الكف عن تقديم تقييمات استخباراتية بشأن خطر تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية المقررة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال نائب وكيل وزارة الأمن الداخلي السابق، بريان مورفي، في شكواه إن وولف طلب منه في منتصف مايو/ أيار البدء بدلا من ذلك في تقديم تقارير عن التهديدات التي يشكلها التدخل الصيني والإيراني.

ونسب مورفي إلى وولف قوله إن هذه التعليمات جاءت من مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، روبرت أوبراين، فيما نفت وزارة الأمن الداخلي والبيت الأبيض هذه المزاعم.

وكانت هناك تقييمات استخباراتية بأن عملية اختراق روسية سعت إلى التأثير على انتخابات 2016 لصالح الجمهوري دونالد ترامب، وقد ألقت هذه التقييمات بظلالها على جزء كبير من فترة رئاسته وقادت إلى سلسلة من التحقيقات رفضها ترامب معتبرا أنها لا تقوم على أساس من الصحة. وعبر ترامب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي نفت حكومته أي تدخل في الانتخابات.

ويقول مسؤولون إن روسيا والصين وإيران تعمل على التأثير على انتخابات 2020 بين ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.

وجاء في وثيقة مورفي أنه رفض الامتثال لأمر وولف لأن هذا "سيعرض البلاد لخطر حقيقي وواضح".

وفي مناسبة ثانية في يوليو/ تموز، قال مورفي إن وولف أخبره أنه ينبغي "حجب" إشعار استخباراتي عن جهود روسية لنشر معلومات مغلوطة لأنه "جعل الرئيس يظهر بمظهر سيئ".

ذكر مورفي أنه تلقى تعليمات من مسؤولين كبار بوزارة الأمن الداخلي بضمان أن تدعم التقييمات الاستخباراتية التي قدمها للوزيرة السابقة كيرستشن نيلسن مزاعم الإدارة بأن أعدادا كبيرة من الإرهابيين المشتبه بهم يدخلون البلاد من المكسيك


ووفقا لما ورد في الشكوى فقد قال مورفي إنه "اعترض مشيرا إلى أنه من غير اللائق حجب معلومات استخباراتية تم التأكد منها لأسباب تتعلق بالحرج السياسي. وردا على ذلك، اتخذ السيد وولف خطوات لاستبعاد السيد مورفي من الاجتماعات التالية ذات الصلة بالموضوع".

وذكر مورفي أنه تلقى تعليمات من مسؤولين كبار بوزارة الأمن الداخلي بضمان أن تدعم التقييمات الاستخباراتية التي قدمها للوزيرة السابقة كيرستشن نيلسن مزاعم الإدارة بأن أعدادا كبيرة من الإرهابيين المشتبه بهم يدخلون البلاد من المكسيك.


وقال مورفي إنه رفض فرض رقابة على المعلومات أو التلاعب بها، معتبرا ذلك "إدارة غير لائقة لأي برنامج استخباراتي" وإنه حذر أحد المسؤولين من أن فعل ذلك قد يخالف القانون.

ووفقا لمورفي، قال المسؤولون إنهم سيتحفظون على تقييم للتهديدات الداخلية بعدما عبر وولف وكذلك كين كوتشينيللي، وهو مسؤول كبير بوزارة الأمن، عن قلقهما من كيفية "انعكاس ذلك على ترامب".

وقال مورفي إن قسمين من تقييم التهديد أثارا قلق المسؤولين بوجه خاص، أحدهما عن المتطرفين المؤمنين بتميز العرق الأبيض والآخر عن النفوذ الروسي.

وأضاف أن كوتشينيللي طلب منه تعديل القسم الخاص بمتطرفي العرق الأبيض "بطريقة تجعل التهديد يبدو أقل خطورة بالإضافة إلى تضمين معلومات عن ظهور جماعات يسارية عنيفة".

وذكر مورفي أنه رفض إجراء التغييرات المطلوبة ونصح كوتشينيللي بأن القيام بذلك سيكون بمثابة رقابة على المعلومات الاستخباراتية.

وتم تقديم شكوى مورفي لدى المفتّش العام في وزارة الأمن الداخلي، لكنّ لجنة الاستخبارات في مجلس النواب نشرت الشكوى واستدعت مورفي ليدلي بشهادته أمامها في 21 سبتمبر/ أيلول الجاري.


وقال رئيس اللجنة آدم شيف إنّ الشكوى تتضمّن "مزاعم خطيرة ومثيرة للقلق بشأن سعي ملتوٍ لمسؤولين كبار في البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي لتسييس معلومات استخباراتية والتلاعب بها وحجبها خدمة لمصالح الرئيس ترامب السياسية".

وأضاف شيف إنّ "هذا الأمر يعرّض بلادنا وأمنها لخطر بالغ".


(رويترز، فرانس برس)

 

المساهمون