مزحة الاستثمار في سورية

مزحة الاستثمار في سورية

27 نوفمبر 2015
الأسد يتحدث عن إعادة إعمار سورية التي سوّاها بالأرض(الأناضول)
+ الخط -

من حين لآخر لا يتوقف النظام السوري عن إطلاق النكات السخيفة والسمجة التي لا تتفق مع الكارثة التي وضع بلاده ودول المنطقة فيها، وآخر هذه النكات دعوة المستثمرين الأجانب للاستثمار في سورية وذلك على غرار ما قامت به الشركات الإيرانية والروسية والصينية.

وخلال زيارته العاصمة الروسية موسكو أمس الخميس قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن دمشق تجدد دعوتها للشركات الروسية للمشاركة في إقامة المشاريع الاقتصادية في بلاده، خاصة النفطية منها، بهدف تطوير حقول النفط والغاز، وكان الوزير أكثر تحديدا لمناطق جذب الاستثمارات حينما قال إن سورية تعول على مشاركة الشركات الروسية في تطوير الحقول النفطية على الساحل السوري، واستعداد بلاده منح هذه الشركات مزايا.

وسبق هذه المزحة السخيفة دعوة بشار الأسد الشركات الروسية وغيرها، بما فيها النفطية، ضخ استثمارات في بلاده والتعاون بنشاط مع حكومته لإقامة مشروعات استثمارية مشتركة، ومساعدة روسيا في إعادة إعمار سورية.

بشار يتحدث عن إعادة إعمار سورية التي سوّاها نظامه وجيشه بالأرض، وخلط ترابها ومياهها بدماء آلاف الأبرياء والمدنيين من الأطفال والنساء، ووليد المعلم يتحدث من موسكو عن خطة بلاده لجذب استثمارات خارجية.

بشار يدعو المستثمرين للقدوم لبلاده والمشاركة في إعادة إعمارها، وكأنه باق في السلطة لأبد الدهر، بل ومهيمن على مقاليد الحكم بها.

عن أي بلد بالضبط يتحدث هذا الجزار السفاح الذي قتل مئات الآلاف من السوريين وهجر الملايين خارج بلدانهم وجعل أطفال سورية لقمة سائغة لأسماك وظلمات وبرد ورياح البحر المتوسط في رحلة البحث عن موطن يبحثون فيه عن الأمن والحماية من الجوع وبرد الشتاء.

بلد يسيطر تنظيم داعش والجماعات المعارضة المسلحة على أكثر من نصف أراضيه، وتحتل الطائرات الروسية أجواءه، ولا يستطيع رمز نظامه التحرك من مدينة لأخرى ..أي استثمارات ينتظرها هذا النظام الفاشي؟

بلد محتل اقتصاديا وسياسيا وعسكريا من إيران وروسيا وحزب الله، هل هو قادر على توفير ضمانات ومناخ آمن للمشروعات والاستثمارات الأجنبية حتى ولو تقرر إقامتها في العاصمة دمشق أو في الساحل حيث دولة عائلة الأسد الجديدة.

بلد غير قادر على توفير النقد الأجنبي لاستيراد سلع رئيسية منها الغذاء والأدوية، هل هو قادر على توفير دولارات لتحويل أرباح المستثمرين إلى الخارج.

سورية تنهار كدولة، فتركيا تسعى لاقتطاع جزء منها في الشمال كمنطقة آمنة لإيواء اللاجئين السوريين فيها، وروسيا حولت سورية إلى مسرح لاستعراض قوتها العسكرية وسحق المطالبين بالحرية والعيش الكريم، ومع ذلك يتحدث النظام عن الاستثمار.

اقرأ أيضا: إعادة إعمار سورية.. تمدد إيراني ودعاية لنظام الأسد