مزارعو مصر يقدمون الذرة الأخضر علفاً ‏للمواشي بعد تفاقم خسائره

مزارعو مصر يقدمون الذرة الأخضر علفاً ‏للمواشي بعد تفاقم خسائره

25 اغسطس 2020
المحاصيل لا يجني من ورائها المزارع سوى ‏الخسائر (Getty)
+ الخط -

أكد حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن زراعة الذرة في مصر ‏أصبحت من الزراعات التي  لا يجني من ورائها المزارع سوى ‏الخسائر، لارتفاع تكاليف الإنتاج، وتراجع السعر نتيجة انخفاض ‏الطلب، لذلك يفضل المزارع إما بيعه مبكرًا قبل تمام نضجه لاستخدامه ‏كعلف للحيوان، أو فرمه وتخزينه بطريقة معينة ("سيلاج")، ‏لتقديمه علفًا لمواشيه.‏

ويضيف لـ"العربي الجديد": "من الحلول التي اقترحناها  مرات عدة ولم تجد آذانًا ‏صاغية، أن نطبق نظام الزراعة التعاقدية، إذ تتولى الحكومة ‏التسويق بسعر معلن قبل الزراعة، فلو زرعنا هذه المساحات ‏بالذرة الصفراء، لتوصلنا لاكتفاء ذاتي، وخاصة أننا نستورد كل ‏عام 9 ملايين طن".‏

ويرى نقيب الفلاحين أن سبب تعثر تطبيق هذا النظام كبار ‏المستوردين والتجار، إذ إن لهم من النفوذ ما يتيح لهم وقف أي ‏قرارات تحول دون تعظيم مكاسبهم.‏

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويقول خيري حسني: "زرعت حوالي فدانين ذرة هذا العام، و‏فضلت حصاد المحصول مبكرًا ( عيدان خضراء) لاستخدامه علفًا مخزنًا ‏للمواشي، عن طريق ما يسمى بـ(السيلاج)، إذ يتم فرم الذرة ‏الأخضر ميكانيكيًا، ثم تضاف إليه بعض المواد الكيميائية، كاليوريا ‏وكربونات الكالسيوم (بودرة البلاط)، وتغطى بأكياس محكمة من ‏البلاستيك لمدة شهرين، بعدها تصبح جاهزة للاستخدام".‏

ويشير إلى أنه يضطر لهذه العملية نتيجة تعرضه لخسائر أكبر ‏حال بيعه بعد تمام نضجه، وخاصة بعد انصراف الناس عن ‏صناعة الخبز المنزلي.‏

ويرفض المزارع إسلام أحمد بيع محصوله بعد تمام نضجه، إذ ‏إنه يخزنه بعد تمام جفافه كي يستخدمه علفًا لمواشيه.‏ ويلفت إلى أنه حال وصول سعر الأردب لـ400 جنيه (‏‏156كيلوغراما)، وبعد حساب تكاليف الزراعة، وجد المحصلة صفر، ‏دون حساب مجهود الزراعة، علماً أنه مالك الأرض.

ويفضل تاجر المواشي أحمد محمد زراعة الذرة كل عام لتقديمه ‏علفًا أخضر للمواشي، بعد فرم العيدان قبل تمام النضج، متوقعًا ‏تراجع أسعار بيع المحصول هذا العام إلى 300 جنيه للأردب، ‏بسبب زيادة المعروض وقلة الطلب، وخاصة أن تحويل الذرة ‏هذا العام إلى علف أخضر تراجع عن الأعوام السابقة، ربما ‏لتقلص عدد المربين بعد تراجع أسعار المواشي.‏

ويوضح أن بعض المزارعين يعرضون بيع محصولهم قبل تمام ‏النضج بسعر 200 جنيه للقيراط، إلا أن الطلب ما زال محدودًا.‏
‎ويبلغ إجمالي المساحات ‏المزروعة بالذرة حوالي 2.5 مليون فدان، تشمل  1.5مليون ‏فدان ذرة بيضاء، ومليون فدان ذرة صفراء.‏
وقدر تقرير لوزارة الزراعة الأميركية حجم واردات مصر من ‏الذرة خلال العام المالي الماضي 2019/ 2020 بنحو 9.5 ملايين ‏طن، بقيمة 1.5 مليار دولار.‏

وأشارت بيانات محلية إلى وصول واردات مصر من الذرة خلال ‏النصف الأول من 2020 إلى 3.9 ملايين طن، بزيادة 600 ألف ‏طن عن الفترة المماثلة من 2019، نتيجة ارتفاع عدد مصانع ‏الأعلاف في مصر من 630 في عام 2017 إلى 1500 في ‏نهاية الربع الأول من 2020، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة.