مزارعو إدلب السورية يجنون المحاصيل باكراً خشية تجدّد المعارك

مزارعو إدلب السورية يجنون المحاصيل باكراً خشية تجدّد المعارك

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
09 يونيو 2020
+ الخط -
تشتهر منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، شمال غربي سورية، ببساتين الكرز بمختلف أنواعه، وهي مصدر رزق رئيسي لمعظم أهالي الجبل، وهذا السبب دفع الأهالي إلى المخاطرة والعودة إلى أراضيهم بعد النزوح إلى المناطق الحدودية مع تركيا، بسبب القصف والعمليات العسكرية من قبل النظام السوري وحلفائه قبل اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في المنطقة في الخامس من مارس/ آذار الماضي.
"العربي الجديد" التقى يونس الحسن، وهو تاجر في جبل الزاوية يُسّوق منتجات المزارعين في المزاد العلني، فقال إن المزارعين اضطروا إلى جني محاصيلهم، من كرز ومشمش ومحلب، باكراً قبل أوان نضجها التام، خوفاً من تجدد العمليات العسكرية في منطقة جبل الزاوية، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في الإنتاج.
ويضيف الحسن أن تصريف المنتجات يقتصر على السوق المحلية بسبب إغلاق جميع المعابر مع مناطق النظام السوري ومناطق "قسد" وعدم تصديرها إلى تركيا ودول أخرى، ما أدى إلى تدهور سوق جميع المنتجات وخاصة الكرز، وما زاد هذا التدهور هو الانخفاض الكبير في سعر الليرة السورية مقابل باقي العملات الأجنبية.
أبو فراس، أحد مزارعي منطقة جبل الزاوية يعتمد على أرضه المزروعة بأشجار الكرز والوشنا والمحلب كمصدر للدخل، لفت في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "صعوبات كبيرة تواجهني في عملي، أولها تسويق المنتجات، فسعر الكرز حاليا في السوق المحلية لا يتناسب مع تكاليف الإنتاج بفارق كبير، والسبب الرئيسي هو عدم تصدير فاكهة الكرز خارج مناطق سيطرة المعارضة وتكاليف الإنتاج العالية".
وقدّم أبو فراس تفاصيل حول تكلفة الإنتاج، فقال إن "تكلفة سقاية الأرض في الساعة الواحدة ليتر ونصف مازوت بسعر 2000 ليرة سورية (0.6 دولار) مع ارتفاع أجرة الصيانة وسعر قطع الغيار، بينما لا يتجاوز سعر كيلو الكرز 900 ليرة سورية (0.2)، أي أقل من نصف دولار أميركي، وهو فاكهة تقطف مرة واحدة في العام على خلاف العديد من الخضراوات والفواكه.
وفي نهاية حديثه، قال أبو فراس: "كنت آمل في أن يكون مردود المزرعة أفضل، لكنه في كل عام أكثر سوءاً، ومع ذلك سأبقى مهتماً بأرضي حتى لو دفعت من جيبي لأن أرضي هي كل شيء في حياتي".
ويُزرع في أراضي محافظة إدلب نحو 20 نوعا من الأشجار المثمرة، في مقدمتها أشجار الزيتون التي بلغ عددها نحو 13 مليون شجرة قبل عام 2011، إضافة إلى التين والفستق الحلبي وشجر الكاكي والمشمش، بينما قُدّر عدد أشجار الدراق في المحافظة بنحو 158 ألفا، أضافة لأشجار الأكي دنيا والجنارك والكرز الذي تُقدر أعداد أشجاره في المحافظة بنحو 103 آلاف، فضلا عن المحلب والرمان والسفرجل والتفاح واللوز وأشجار الحمضيات والإجاص.

المساهمون