مركز بونجي-ري... تفاصيل موقع التجارب النووية الذي سيغلقه كيم

مركز بونجي-ري... تفاصيل موقع التجارب النووية الذي ستغلقه كوريا الشمالية

29 ابريل 2018
+ الخط -


العرض الذي قدمه الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بحسب ما أعلنت سيول، لإغلاق الموقع الوحيد المعروف للتجارب النووية في مايو/ أيار، يسلط الأضواء على مركز بونجي-ري، المنشأة السرية الواقعة قرب الحدود مع الصين. هذا الموقع تحت الأرض كان مسرح ست تجارب نووية أجرتها بيونغ يانغ آخرها في سبتمبر/ أيلول.

وتتركز الأنظار الآن لمعرفة إذا ما كانت تلك التجارب ستكون الأخيرة، فيما يتصاعد الضغط الدبلوماسي قبل قمة مرتقبة بين كيم والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من أجل تحقيق هدف تخلي بيونغ يانغ عن أسلحتها النووية.

جو مثالي

الموقع محاط بجبال عالية في إقليم شمال هاميغيونغ (شمال شرق) على حدود الصين، وهو محفور بعمق تحت جبل غرانيت يناهز ارتفاعه ألفي متر. ومعروف بأنه المكان المثالي للتصدي للقوة الناجمة عن انفجارات نووية.

وكشف عن وجوده في أكتوبر/ تشرين الأول 2006 مع أول تجربة نووية كورية شمالية في ظل حكم الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي. ومنذ ذلك الحين يراقب بالأقمار الاصطناعية.

تمكن رؤية أنفاق لها مداخل إلى الموقع من اتجاهات مختلفة. تمت التجربة الأولى في النفق الشرقي والثانية والثالثة في النفق الغربي والتجارب الأخرى في النفق الشمالي، بحسب مسؤولين من أجهزة الاستخبارات.

انفجار قوي

التجارب التي أجريت في هذا الموقع أظهرت التقدم السريع للبرنامج النووي الكوري الشمالي، خصوصاً منذ وصول كيم إلى السلطة في 2011، إذ أشرف على أربع تجارب نووية خلال ست سنوات.

التجربة الأولى التي اعتبرت عموماً فاشلة بلغت قوتها كيلوطن فقط (ألف طن) مقارنة مع 250 كيلوطن للسادسة في 3 سبتمبر/ أيلول 2017، أي أنها تفوق بقوتها 16 ضعفاً قوة القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما في 1945.

لكن قرب بونجي-ري من الصين أصبح يشكل مصدر قلق لبكين. شعر السكان على الجانب الآخر من الحدود بالتجربة السادسة، ما دفع العديد من الصينيين إلى الفرار بعدما أصيبوا بالذعر.



أنباء عن انهيارات

الأثر المتزايد للتجارب أدى إلى مخاوف متنامية على أمن الموقع مع تحذيرات وجهها علماء صينيون من تهديد إشعاعات كبير لكل المنطقة.

تجدّد الجدل حول أضرار محتملة لحقت بالموقع في إبريل/ نيسان، بعد إعلان كيم إغلاق الموقع.

وبحسب سيول، فإنّ كيم قال إنه يريد القيام بهذا الإغلاق في مايو/ أيار، ودعا خبراء أميركيين وكوريين جنوبيين إليه. ورأى بعض الخبراء أنه مجرد تنازل شكلي من جانب بيونغ يانغ لأن الموقع قد يكون غير قابل للاستخدام بعد الآن وأصبح قديماً.

وأظهرت دراسة أجراها خبراء زلازل في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، في الآونة الأخيرة، أن التجربة النووية الأخيرة تسببت بانهيار صخور داخل الجبل.

لكن جيفري لويس، من معهد ميدلبري للدراسات الاستراتيجية، يرفض هذه الفرضية باعتبار أنه "لا أساس لها".

ونقلت سيول عن كيم رفضه فكرة أن الموقع أصبح غير قابل للاستخدام، متحدثاً عن "نفقين إضافيين أكبر حجماً" و"في حالة جيدة".

مخاوف من إشعاعات

أعلن الشمال منذ فترة طويل أن تجاربه لا تهدد البيئة ولا تتضمن "أي تسريبات إشعاعية". لكن وسائل إعلام كورية جنوبية ويابانية تنقل عن منشقين كوريين شماليين وباحثين تعرض العاملين في الموقع أو السكان في الجوار لإشعاعات، مع تسجيل إصابات بمرض السرطان أو ولادة أطفال يعانون تشوهات.

وهذا القلق أقنع وزارة التوحيد الكورية الجنوبية بأن تجري السنة الماضية فحوصاً طبية لـ30 كورياً شمالياً انشقوا أو يأتون من المنطقة التي يفترض أنها معنية بهذه الإشعاعات.

وظهرت على أربعة منهم أتوا من منطقة كيلجو التي تضم بونجي-ري، عوارض يمكن أن تفسر بتعرضهم لإشعاعات. لكن الباحثين المشاركين في الدراسة اعتبروا أنه لا يمكن استخلاص أي نتائج لربط هذه المشاكل الصحية بتجربة نووية.


(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
دمرت الفيضانات أحياء كاملة في درنة (فرانس برس)

مجتمع

لكل ناجٍ من فيضانات درنة المروعة قصة، لكن قصص الناجين تشترك في وصف هول ما عايشوه خلال تدفق السيول عقب انفجار السد، وتكشف حجم مصابهم بعد فقدان عائلاتهم ومساكنهم، ومستقبلهم
الصورة
مخاوف كبيرة من مخاطر تقلبات الطقس في المناطق المنكوبة بالزلزال (فاضل سنّا/ فرانس برس)

مجتمع

أطلقت حركة "مغرب البيئة 2050" نداء للسلطات من أجل توخي الحذر من احتمال أن تتسبب تساقطات الأمطار المرتقبة في سيول وانجراف للتربة في الأماكن المنكوبة بالزلزال
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.
الصورة

سياسة

ظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إلى جانب ابنته للمرة الأولى في صور رسمية نُشرت اليوم السبت، تؤكد مجدداً رؤيته لاستمرارية سلالة كيم في حكم البلاد، وفق الخبراء، وهي واقعة نادرة جداً.