مرضى السرطان في غزة يرسلون معاناتهم عبر البحر

مرضى السرطان في غزة يرسلون معاناتهم عبر البحر

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
04 فبراير 2016
+ الخط -

لم يمنع مرض السرطان الفلسطينية، أماني القصاص، من ممارسة عملها كمنشطة للأطفال المصابين بذات المرض، ومشاركتهم آلامهم وأوجاعهم اليومية، الناتجة عن المرض، في ظل عدم قدرة كثيرين منهم على تلقي العلاج اللازم، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

وقالت القصاص، لـ"العربي الجديد"، على هامش فعالية نظمتها جمعية "نسيم الأمل" لرعاية مرضى السرطان في القطاع، اليوم الخميس، والتي تصادف اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان، إن تجربتها في العمل كمنشطة للأطفال المصابين بالسرطان جاءت نتيجة رغبتها بتوفير الرعاية اللازمة، في ظل غياب الاهتمام الكافي من قبل المؤسسات الصحية والرسمية بالمصابين.

وتأمل الثلاثينية الفلسطينية أن يسمح لها الاحتلال بإجراء عملية جراحية في أحد المستشفيات الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، في ظل عدم تمكنها من السفر عبر معبر رفح البري، نتيجة إغلاقه بشكل شبه دائم من قبل السلطات المصرية.

وتشير القصاص إلى أنّ مرضى السرطان في القطاع يعيشون أوضاعاً مأساوية، نتيجة عدم توفر العلاج اللازم وعجز المستشفيات الغزية عن إجراء العمليات الجراحية المتخصصة لافتقارها إلى التجهيزات، والحصار المفروض على القطاع منذ عشر سنوات.

وتطالب الممرضة الفلسطينية المؤسسات، التي تعنى بمرضى السرطان على مستوى العالم، بالعمل على توفير الاحتياجات اللازمة للمرضى الغزيين، والسماح لهم بحرية التنقل من أجل تلقي العلاج، وإجراء العمليات الجراحية.

وشارك في الفعالية عشرات الأطفال والنساء المصابين بالسرطان في قطاع غزة، والذين أرسلوا نحو 200 رسالة عبر زجاجات ألقوها في بحر غزة، تدعو العالم والمؤسسات الدولية للتحرك لتوفير الرعاية للمرضى.


أما الغزية، آمنة فروانة، وابنتها الأصغر، حلا، وبعد إغلاق السلطات المصرية معبر رفح أمام المسافرين الغزيين ورفض الاحتلال الإسرائيلي مرورهن عبر معبر بيت حانون الذي يربط القطاع بالأراضي المحتلة عام 1948، فلم تتمكن من إتمام مراحل العلاج وإجراء عدة عمليات عاجلة، لمنع تفشي المرض بشكل أكبر.

وتوضح فروانة، لـ "العربي الجديد"، أنها حاولت عدة مرات الحصول على تنسيق للدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948، والوصول إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج وإجراء عملية عاجلة لها ولطفلتها، التي لم تتجاوز عامها الخامس، إلا أن الاحتلال رفض منحها الموافقة تحت ذرائع أمنية.

وتشير إلى المعاناة اليومية التي تواجهها برفقة ابنتها، بسبب عدم توفر العلاج في المستشفيات الحكومية بشكل دائم، وعجزها عن توفيره بسبب ارتفاع تكلفته المادية، وعدم مقدرة كثيرين من مصابي المرض على توفيره.

وتطالب فروانة المؤسسات الصحية الحكومية والدولية بالعمل من أجل توفير كافة الاحتياجات الخاصة بمرضى السرطان في القطاع، والضغط على الاحتلال لإدخال الأدوية، والسماح للمرضى بالسفر عبر المعابر الإسرائيلية لاستكمال العلاج في الخارج.

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد حالات السرطان الجديدة، التي تم رصدها وتسجيلها في القطاع في الفترة ما بين 2009-2014، 7069 حالة، وفي عام 2014 وحده تم تسجيل 1502 حالة جديدة.

بدوره، دعا المدير التنفيذي لجمعية نسيم الأمل لرعاية مرضى السرطان، أحمد البنا، منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة التدخل والعمل على توفير كافة الاحتياجات الخاصة بالمرض، في ظل انتشاره بشكل كبير في الأعوام الأخيرة.

وقال البنا، لـ"العربي الجديد"، إن مرض السرطان شهد انتشاراً كبيراً في السنوات الأخيرة في ظل الحروب الإسرائيلية المتلاحقة على القطاع، وغياب التجهيزات الطبية الخاصة بالكشف المبكر عن السرطان، وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الخاصة بالمرضى.

ولفت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إنشاء مشروع لقرية ترفيهية وعلاجية متخصصة لمرضى السرطان في القطاع، تعمل على توفير الرعاية اللازمة لهم من قبل مختصين في ظل عجز المؤسسات الحكومية عن توفير الرعاية الكاملة للمرضى.

المساهمون