مرشح ترامب لعضوية المحكمة العليا متهمٌ بـ"التحرش الجنسي"

نكسة جديدة... مرشح ترامب لعضوية المحكمة العليا متهمٌ بـ"التحرش الجنسي"

17 سبتمبر 2018
نفى كافانو الاتهامات الموجهة إليه (ملينا مارا/Getty)
+ الخط -

تعرّض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهزّة جديدة أصابت، مرة أخرى، ترشيحه القاضي بريت كافانو لعضوية المحكمة العليا، بعدما اتهمت سيدة الأخير بالتحرش بها، في حادثة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، كاشفةً عن هويتها للمرة الأولى، أمس الأحد، ما أدى إلى إرجاء موعد التصويت على تثبيت كافانو في المنصب.

وكان ترامب قد أعلن، في يوليو/تموز الماضي، اختيار القاضي المحافظ بريت كافانو مرشحه إلى المحكمة العليا، في خطوة من شأنها أن تكرّس هيمنة اليمين على أعلى هيئة قضائية في البلاد، تفصل خصوصاً في المسائل الأساسية التي ينقسم حولها المجتمع الأميركي، كمسألة الإجهاض وغيرها.

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، روت كريستين بليزي فورد (51 عاماً)، وهي ناخبة ديمقراطية مسجلة، تفاصيل واقعة التحرش، التي اتهمت فيها كافانو بمحاولة الاعتداء عليها عندما كانا في الثانوية العامة.

وأوضحت فورد أن كافانو وصديقاً له اعترضاها وهما "ثملان يترنحان" داخل غرفة، نوم خلال حفلة لطلاب ثانويين في منطقة مونتغومري على مشارف واشنطن، في ثمانينيات القرن الماضي. وتابعت أن كافانو ثبّتها على سرير بينما كان صديقه يتفرج، وحاول نزع ثيابها. ومضت تقول إن كافانو كمم فمها عندما حاولت الصراخ لطلب المساعدة. وقالت "خُيل إليّ أنه قد يقتلني عن طريق الخطأ. كان يحاول الاعتداء عليّ ونزع ملابسي". وروت أنها تمكنت، في النهاية، من الهرب عندما اندفع صديق ثالث باتجاههما، وأغلقت الباب على نفسها في الحمام قبل أن تغادر المنزل.

وأشارت فورد كذلك إلى أنها لم تخبر أحداً بالحادث حتى عام 2012، عندما كانت تتابع جلسات علاج نفسي للأزواج. ولم يشر المعالج النفسي في أوراقه التي اطلعت عليها "واشنطن بوست" إلى كافانو بالاسم، لكن تفاصيل التحرش متطابقة، وأنه تمّ من قبل طلاب "مدرسة نخبوية للفتيان"، أصبحوا بعدها "أعضاء محترمين ونافذين في المجتمع في واشنطن". وفي جلسة علاج نفسي تالية بعد عام، أشارت فورد إلى التحرش بأنه "محاولة اغتصاب".

وكانت فورد، الأستاذة في جامعة بالو التو، أوردت تفاصيل ادعائها ضد كافانو في رسائل سرّية إلى ممثلة منطقتها في الكونغرس، وبعدها إلى سناتورة كاليفورنيا دايان فاينستين، العضوة في اللجنة القضائية التي ستصوّت لتثبيته. وقالت فورد لـ"واشنطن بوست" إنها قررت كشف هويتها، لأنها شعرت بأن "من واجبها المدني" أن "تتغلب على القلق والخوف من الردّ" بعد أن تناقلت وسائل الإعلام الخطوط العريضة لقصتها.


وكان كافانو، وهو ثاني مرشحي ترامب لعضوية المحكمة العليا التي تستمر مدى الحياة، قد نفى، الأسبوع الماضي، الاتهامات الموجهة إليه بالتحرش بـ"شكل قاطع".

وقال المتحدث باسم اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، تيلور فوي، إن السناتور الجمهوري تشاك غراسلي، رئيس اللجنة، يعمل على الترتيب لاتصالات مع كافانو وفورد، قبل تصويت اللجنة المقرر بشأن اختياره يوم الخميس المقبل، وذلك في ضوء الكشف عن هوية فورد.

وفي ضوء أغلبية الحزب الجمهوري البسيطة في مجلس الشيوخ بواقع 51 أمام 49 مقعداً للديمقراطيين، فإنه لا يمكن للحزب الديمقراطي وقف ترشيح كافانو ما لم يتخذ بعض الجمهوريين قراراً بمخالفة حزبهم والتصويت ضد مرشح ترامب.

ورأى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أنه يتعين على اللجنة القضائية "تأجيل التصويت لحين تقصّي هذه المزاعم الخطيرة والقابلة للتصديق باستفاضة على الأقل".


ودعا عدد من أعضاء اللجنة القضائية إلى إرجاء التصويت بعد شهادة فورد، من بينهم الجمهوري جيف فليك، المعارض الشديد لترامب، والذي قال لصحيفة "واشنطن بوست" إنه "لا بد من الاستماع" إلى فورد.


ويُعتبر دعم فليك أحد الأعضاء الجمهوريين الـ11 في اللجنة مع عشرة ديموقراطيين، أساسياً للمضي قدماً في عملية التصويت.

ومن المقرر أن تصوّت اللجنة القضائية حالياً على تثبيت كافانو، في 20 أيلول/سبتمبر الحالي، على أن يليه تصويت في مجلس الشيوخ بحضور كامل الأعضاء في حال صادقت اللجنة على التعيين.

وقال فليك "لقد قلت بوضوح إنني لست مرتاحا للمضي قدما في عملية التصويت، الخميس، ما لم نستمع إلى روايتها ونوضح الأمور بشكل أكبر".

وأيّد السناتور ديك دوربن الموقف، مضيفاً أنه "علينا احترام فورد والاستماع إليها، فهي تتعرض لهجمات شخصية، لأنها تحلّت بالشجاعة وتكلمت".

وكتبت السناتورة فاينستين، التي رفعت رسالة فورد إلى السلطات الفدرالية على "تويتر": "أوافق السناتور فليك في ضرورة إرجاء التصويت هذا الاسبوع حول تعيين بريت كافانو".

من جهته، قال السناتور ليندساي غراهام إنه "سيستمع بسرور" إلى تعليقات إضافية من فورد حول القضية، لكنه نبّه إلى ضرورة أن يتم ذلك "على الفور حتى تستمر العملية وفق الجدول الزمني".


(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)