مرشحو تونس للرئاسة يختتمون حملاتهم الانتخابية: رسائل اللحظات الأخيرة

مرشحو تونس للرئاسة يختتمون حملاتهم الانتخابية: رسائل اللحظات الأخيرة

13 سبتمبر 2019
ساعات على انتهاء الحملات الانتخابية(ياسين قايدي/الأناضول)
+ الخط -

يختتم، اليوم الجمعة، مرشحو تونس للرئاسية، حملاتهم الانتخابية بعد 11 يوماً قضاها غالبيتهم يجوبون المحافظات ويعرفون بأنفسهم ويروجون لبرامجهم.

ويكثف المرشحون، في الساعات الأخيرة، حملاتهم لكسب مزيد من الأصوات قبل الدخول في الصمت الانتخابي غداً السبت.

واليوم، اختار كل مرشح أن يختم حملته بحسب الرسائل التي يريد إطلاقها أو لرمزية المكان الذي تم عليه الاختيار. وفي الوقت الذي اختار بعضهم أن يعود إلى شارع الحبيب بورقيبة نظراً لأهميته في استمالة التونسيين ورمزيته الكبيرة، اختار بعضهم الآخر مسقط رأسه أو منطقة شعبية لضمان مزيد من الحظوظ ولتكوين حزام شعبي حوله، حتى لو كان ذلك في اللحظات الأخيرة.

ويختتم وزير الدفاع الأسبق والمرشح المستقل عبد الكريم الزبيدي، حملته الانتخابية في الحي الأولمبي بالمنزه في تونس العاصمة، بحضور أحزاب داعمة له ومنظمات وشخصيات سياسية ورجال أعمال، وسيتولى الزبيدي التذكير ببرنامجه وأبرز تصوراته للمرحلة المقبلة.

بينما اختار عدد من المرشحين، مساء اليوم، شارع الحبيب بورقيبة لاختتام حملاتهم، بينهم المرشح عن حركة "النهضة" عبد الفتاح مورو، الذي اختار ساحة 14 جانفي، لإقامة بعض الاحتفالات والخطابات التي يحضرها أنصار الحركة ومساندو مورو في محاولة لاستمالة مزيد من الناخبين.

كذلك اختار مرشح ائتلاف "الجبهة الشعبية" حمة الهمامي، ختم حملته الانتخابية في شارع الحبيب بورقيبة، تحديداً أمام المسرح البلدي، وفي الشارع نفسه، وغير بعيد عنه يختتم أيضاً مرشح حزب "الجبهة الشعبية" منجي الرحوي باحتفال حملته الانتخابية.

بدوره، اختار مرشح حزب "تحيا تونس" يوسف الشاهد، شارع بورقيبة للتذكير ببرنامجه ووعوده للتونسيين.

في حين يختتم مهدي جمعة، مرشّح "البديل التونسي"، حملته باجتماع شعبيّ في قصر المعارض في سوسة بالساحل التونسي. ومن المقرر أن يلقي كلمة حول الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي وتصوّراته للمرحلة المقبلة.

وأوضحت منسقة حملة جمعة، هالة الجبري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ اختيار منطقة سوسة يعود لرمزيتها ولأنها منطلق أنشطة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وتحمل تاريخاً بالغ الأهمية ولذلك تم التركيز على اختتام الحملة فيها، مبينةً أنّ "مرشح حزب البديل اختار أن يذكر ببرنامجه الانتخابي ويخاطب الشباب والفئات الشعبية التي ستواكب اختتام الحملة".

ومن المنتظر أن يتم أيضاً بالقرب من محطة تونس البحرية، في شارع بورقيبة، اختتام حملة المرشح الموقوف بالسجن عن حزب "قلب تونس"، نبيل القروي، حيث سيتولى مناصروه والقائمون على الحملة الانتخابية إلقاء كلمة نيابة عنه.

وفي وقت سابق اليوم، نظم المرشح للانتخابات الرئاسية المستقل حاتم بولبيار، تجمعاً شعبياً في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، حيث التقى ببعض المواطنين وأجاب عن بعض تساؤلاتهم محاولاً التعريف بنفسه وبمهام رئيس الجمهورية. وأبرز المرشح أهم نقاط برنامجه الانتخابي.

واختار مرشح "التيار الديمقراطي"، محمد عبو، اختتام الحملة الانتخابية بساحة القصبة، التي عرفت العديد من المحطات الهامة منذ الثورة إلى اليوم، كما أنها كانت منطلق العديد من الاحتجاجات والوقفات وملجأ المحتجين والمدافعين عن العديد من القضايا.

وأوضح المحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي، أنّه مثلما كانت بداية الحملة برسائل وأماكن لها رمزية فإن لكل مكان في ختام الحملة دلالة ورمزية أيضاً، واختياره من قبل بعض المرشحين يكون لعوامل ذاتية أو اجتماعية وسياسية، فالبعض يعود إلى مسقط رأسه، خاصة إن كانت هذه المناطق توجد فيها حاضنة شعبية وعشيرة المرشح أو لعلاقات اجتماعية كونها هناك، في حين يعود آخرون إلى شارع الحبيب بورقيبة على أساس رمزية المكان.

ورأى أن "آخر يوم في الحملة الانتخابية له أهمية، حتى لو كانت محدودة نسبياً، لمزيد من التذكير بالبرامج وبالمرشحين".

ولفت الحناشي إلى أنه "بعد 11 يوماً قضاها المرشحون في الحملة الانتخابية فإنهم منهكون، ومرافقوهم والساهرون على الحملة تعبوا، وبالتالي لا بد لهم في اختتام حملاتهم أن يذكروا الناخبين بواجبهم ويوجهوا لهم بعض الرسائل بعد أن حاول كل طرف منهم تجربة حظه والتعريف ببرنامجه".

وأشار إلى أنه "تبين خلال متابعة غالبية الحملات أن التركيز كان بشكل أساسي على وسائل الإعلام أكثر من الشارع سواء القنوات الفضائية أو الإذاعية. إذ تحرك المرشحون كثيراً عبر وسائل الإعلام التي لعبت دوراً مميزاً في التعريف بالمرشحين".

ورأى أنّ "الشارع كان محفوفاً ببعض المخاطر بالنسبة للبعض حيث برزت بعض المشاكل منها عمليات طرد بعض المرشحين أو بروز أعمال عنف تجاههم أو تجاه أنصارهم".

ولفت إلى أنّ "بعض المرشحين لم يكونوا حاضرين كفاية، سواء في الشارع أو عبر وسائل الإعلام"، مبيناً أنه "من إجمالي 26 مرشحاً فإن حوالي 10 فقط تمكنوا من القيام بحملاتهم الانتخابية كما يجب"، موضحاً أن "بعضهم ولعوامل عديدة، مالية وذاتية، عجز عن القيام بأي نشاط، حتى التفاعل مع خطاباتهم لم يكن جيداً".

المساهمون