مراقب "إخوان" سورية: ندعو لدولة مدنية مرجعيتها إسلامية

17 مارس 2015
وليد: تركيا الرئة التي تتنفس بها الثورة (العربي الجديد)
+ الخط -
أكد المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في سورية، محمد حكمت وليد، أن جماعته تدعو لدولة مدنية في سورية تكون مرجعيتها إسلامية، مطالباً السعودية والإمارات بمراجعة قرارهما اعتبار الإخوان حركة إرهابية، مشيراً إلى أن السعودية صديقة للإخوان منذ زمن بعيد لأن بلدان الخليج عموماً والسعودية على وجه التحديد، هي عمق المسلمين الاستراتيجي، متمنياً أن تشهد المرحلة المقبلة بعهد الملك سلمان بن عبد العزيز انفتاحاً على حركة الإخوان.

وأضاف وليد خلال لقائه ممثلين عن وسائل إعلامية في اسطنبول اليوم الثلاثاء، "ندعو لدولة مدنية في سورية تكون مرجعيتها إسلامية لأن الإسلام يتبرأ مما تفعله الحركات والمتطرفون في سورية، ونحن كإخوان مسلمين وكل الوسطيين في مواجهة مع فكر (داعش) وأي فكر متطرف إقصائي، لأننا نعتبره فكر أزمات نشأ وتطور نتيجة ظلم النظام وتخلي المجتمع الدولي عن السوريين وثورتهم".

وتابع "نحاول من خلال استراتيجيتنا بالداخل السوري الاعتماد على الالتحام بالثورة وخاصة عبر الشباب، وقد أوصى مجلس الشورى تخصيص 75 في المئة من نشاط الجماعة للداخل والاعتماد أكثر على فئة الشباب، لأن أكثر من 50 في المئة من كادرنا شباب".

وحول موقف تركيا من الثورة السورية، أوضح وليد أن "أصدقاء الشعب السوري أكثر من 107 دول، لكن من يدعم الثورة يعدون على أصابع اليد الواحدة وتركيا هي أهمهم"، مشيراً إلى أن "تركيا هي الرئة التي تتنفس بها الثورة".

واعتبر تركيا "البعد الاستراتيجي للثورة السورية وللشعب وما يربطهما علاقات وثيقة، وإذا نجح المشروع التركي بإحداث منطقة آمنة سيوفر على السوريين الوقت والدم، وتكون المنطقة الحدودية ملاذاً للسوريين من موت طائرات بشار الأسد وبديلاً عن تشردهم إلى دول الجوار أو الهروب عبر المحيطات".

وفي حين عارض المراقب العام وليد، ما تقوم به قوات التحالف من ضرب "داعش" فقط، وترك التطرف الذي يمثله النظام والمليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانبه، وخاصة ما تقوم به إيران من نشر مشروعها المذهبي الذي سيشكل خطراً على المنطقة برمتها، رحّب بما يقال عن انفصال "جبهة النصرة"، عن تنظيم "القاعدة"، وفرّق حول مفهوم الخلافة الذي يعتمده تنظيم "داعش" لأن الخلافة وفق فكر ومفهوم "داعش" ليست من الفكر الإسلامي، كما أن الخلافة مفهوم تاريخي استمر لقرون، لكن الحكم فيه هو الأداء "الحكم بالإسلام مضمون وليس شكلاً" كما أن أصل الحكم عدل ومساواة.

ولفت وليد إلى أن دخول القاهرة على خط الثورة لم يكن في صالح السوريين، لأن مصر وروسيا "تريدان بشار الأسد جزءاً من الحل وهو جزء من المشكلة".
وكانت جماعة "الإخوان المسلمين" في سورية وصفت تصريحات وزير الخارجية، جون كيري الأخيرة بأنها انكشاف الأستار الرقيقة من الدبلوماسية الغربية الكاذبة وهي تعد السوريين بالأمل الخادع والشعارات البراقة خلال سنوات ثورتهم.

وأوضحت الجماعة، أن المستهجن في تصريح كيري، ومن قبله مدير الاستخبارات الأميركية جون برينان، ليس مصادفته العمياء مع مقتل نحو أربعين سورياً في دوما جراء قصف حاقد شنته طائرات الأسد الآثمة على المدنيين هناك، أو استخدامه غاز الكلور في سرمين بريف إدلب، ما أوقع قتلى وجرحى بالعشرات، وليس كذلك فجاجته الجارحة واستهتاره بالدماء المسفوحة، إنّما المستهجن هو محاولات الترقيع التي يمارسها السياسيون الأميركيون، والتي كان آخرها تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض ماري هارف، حيث تقول إنّ سياسة الولايات المتحدة لا تزال على حالها، فلا مستقبل للأسد في سورية.

وأكدت الجماعة أنه من غير المقبول مطلقاً أن يعرض سياسيون سوريون معارضون، ممثّلون لأكبر تجمّعات المعارضة السورية؛ الموافقة على مبادرات مشبوهة، تتنازل عن سقف مطالب الشعب السوري الثائر، وتقبل بالفُتات الذي تلقيه أطراف مشبوهة كذلك، فيظهرون أمام الناس بعرض يقبل ببقاء الأسد عامين يحكم فيهما السوريين، مكافأة له على قتل ربع مليون سوري.

اقرأ أيضاً: واشنطن تجمّل زلة كيري: الأسد ليس طرفاً للتفاوض
المساهمون