مذيع يستقيل من تلفزيون لبنان على الهواء: سأغادر مقبرة الأحلام

مذيع يستقيل من تلفزيون لبنان على الهواء: سأغادر مقبرة الأحلام

17 اغسطس 2020
وسيم عرابي خلال آخر نشرة إخبارية له (تويتر)
+ الخط -

استقال المذيع اللبناني، وسيم عرابي، من تلفزيون لبنان (القناة الرسمية الوحيدة في البلاد)، مباشرةً على الهواء، بعد 11 عاماً من العمل فيه، معلناً قراره الهجرة من لبنان الذي قال إنّه بات "مقبرة الأحلام"، مضيفاً للطبقة السياسية اللبنانية: "قرفت منكم".

وقدّم عرابي استقالته بخطابٍ على الهواء بدأه بـ"دايماً بالآخر في آخر" (جملة من أغنية لفيروز)، مشيراً إلى أنّه غطّى أحداثاً "أغلبها حزين" من تفجيرات واغتيالات واعتداءات على الحدود وحروب داخلية... وأشار إلى أنّ المؤسسة لم تستغنِ عن خدماته وليست مشكلته في إيجاد فرص عمل، إنما في الأرض التي هي مقبرةٌ للأحلام. وأضاف: "أنا أغادر لأني قرفت منكم. أو بالأحرى لأني لا أجد وطناً. لقد فصّلتموه على قياسكم أنتم".

وأمل عرابي في كلمته الأخيرة على الشاشة أن يصبح لنا وطن نعيش فيه بكرامة لا بذلّ، وألا تكون عودتنا رفاة كي ندفن في هذه الأرض فقط.   

وتمنى صحافيون التوفيق لعرابي الذي شارك الفيديو على صفحته على تويتر، مشيرين إلى أنّهم جميعاً يشعرون بهذا الحال. ويعرب لبنانيون كثر عن رغبتهم في الهجرة أو الخلاص، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

يُذكر أنّ تلفزيون لبنان، وهو الرسمي الوحيد، يعاني من صعوبات مالية منذ سنوات، كما من السيطرة السياسية عليه، فلا يخرج على تلك الشاشة سوى بعض المسلسلات اللبنانية القديمة والأخبار التي تنقل بغالبها تحركات الطبقة السياسية وبياناتها ولا تقترب كثيراً من معاناة المواطنين.

ويعاني اللبنانيون من انهيار اقتصادي ومالي نتيجة عقود من الممارسات الفاسدة، بالإضافة إلى مصادرة حقوقهم وحرياتهم عبر ممارسات عدة تقوم بها الطبقة الحاكمة وأجهزتها. وللصحافيين نصيبٌ كبير من القمع والاعتداءات، خصوصاً خلال العام الأخير، وتحديداً لموثقي انتهاكات حقوق الإنسان في لبنان.

وأتى انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب ليزيد مفاقمة الأزمات بعدما دمّر المدينة وهدد إرثها وآثارها، بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية الفادحة. وتحاول السلطات اللبنانية أن تضيّع الوقت، فيما يغيب الانفجار والتحقيق فيه عن خطابات مسؤولين كبار، في محاولةٍ لتمييع هذه القضية بدورها وعدم كشف حقيقة المسؤولين عن هذه الجريمة أيضاً.

المساهمون