مدينة السلط الأردنية تتحدى قرار ترامب بجدارية

مدينة السلط الأردنية تتحدى قرار ترامب بجدارية

01 يناير 2018
يتوقع أن تكون الجدارية الأضخم للقدس (العربي الجديد)
+ الخط -

يعمل رسامٌ هاوٍ يعاونه متطوعون من كلية الفنون في الجامعة الأردنية، على إنجاز جدارية بعنوان "من السلط الأبية إلى القدس العربية" التي يعتقد أنها ستكون أكبر جدارية في العالم لمدينة القدس، في تحدٍ لاعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة إسرائيلية.

اختار  الرسام محمد القاسم، ابن مدينة السلط، الواقعة غربي العاصمة عمّان، والمطلة على فلسطين المحتلة، جداراً استنادياً في شارع الستين، الذي غيرت بلدية السلط اسمه مؤخراً ليصبح شارع " القدس عربية" لإنجاز الجدارية.

يقول "اخترت هذا المكان لأنه يقابل مدينة القدس المحتلة، كما أن الشارع يشهد حركة مرور نشطة ونقطة جذب للمتنزهين".

وعندما تكون الأجواء صافية مساءً يتمكن المتنزهون على الشارع من مشاهدة أضواء مدينة القدس بالعين المجردة.

ولدت الفكرة بعد القرار الأميركي، يقول القاسم "بعد خطاب ترامب فكرت بعمل شيء لمعارضة القرار وقررت أن أرسم"، فخطط لرسم لوحة بالقرب من منزله قبل أن يقع اختياره على شارع الستين.

طرح الفكرة عبر صفحته على "فيسبوك"، طالباً الدعم لإنجاز الجدارية، ليلاقي تفاعلاً كبيراً من المؤسسات الرسمية في المدينة والمجتمع المحلي والمتطوعين من طلبة كلية الفنون في الجامعة الأردنية.

الناشط مثنى عربيات التقط الفكرة وعرضها على رئاسة البلدية، التي قررت دعمها وتوفير سبل تنفيذها، يقول عربيات "عندما قرأت ما كتبه القاسم على صفحته الشخصية، أخبرت البلدية التي قررت دعم إنجاز الجدارية، فتبرعت بمواد الرسم كما وفرت رافعة لتسهيل العمل".

وتنفذ الجدارية على مساحة 200 متر مربع ( ارتفاع 10 أمتار وعرض 20 مترا)، وتظهر فيها ظلال لمعالم مدينة القدس، وتوسطها بشكل بارز مسجد قبة الصخرة تحتضنه يدان.

يقول القاسم " اليدان رسالة أننا كأردنيين وفلسطينيين متحدون في الدفاع عن مدينة القدس"، وهو يأمل أن تصبح الجدارية معلماً من معالم المدينة، ونقطة جذب للزوار من خارجها.

أما عربيات فيعبر عن سعادته بإنجاح الفكرة، ويؤكد "الجدارية تمثل موقف السلط، هي تعبير صادق عن عشقنا لفلسطين والقدس، ودفاعنا عن القضية الأطهر على وجه الأرض"، وتابع " أشعر بالفخر أن تحتضن مدينتي أكبر جدارية للقدس".

وتوافد إلى المكان العديد من أهالي مدينة السلط، لتقديم المساعدة للرسام والمتطوعين، ومنهم من جلب وجبات الطعام والفواكه والعصائر، فيما توافد آخرون للاحتفال بالعمل عبر بث أغان وطنية من أجهزة التسجيل في سياراتهم ورقص الدبكة.

الطالب في كلية الفنون في الجامعة الأردنية، قيس عنكير، تطوع مع مجموعة من زملائه لإنجاز الجدارية، يقول "تربطنا صداقة قديمة مع محمد القاسم، وعندما أخبرنا عن فكرته تطوعنا للمساعدة، هذا أجمل مشروع أشارك فيه، هو أكثر من رسمة، هو موقف نتضامن فيه مع القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضيتنا".

وبدأ القاسم وفريقه العمل بالجدارية، يوم الجمعة الماضي، ويطمحون لإنجازها الإثنين، أول أيام العام الجديد، لتكون الجدارية احتفالهم الخاص، وهديتهم للمدينة كما يقولون.




 

المساهمون