مدير معهد "باستور": تونس ضمن سباق لقاح كورونا

مدير معهد "باستور": تونس ضمن سباق لقاح كورونا

01 سبتمبر 2020
البحث مستمر في "باستور" (جديدي وسيم/ Getty)
+ الخط -

بدأ معهد "باستور" تونس، منذ مارس/ آذار الماضي، في العمل على تطوير علاجات ولقاحات محتملة لفيروس كورونا الجديد، ويؤكد مدير المعهد استعداد فرق "باستور" لإجراء أول اختبارات اللقاح على الحيوانات

يعمل فريق من الباحثين التونسيين من معهد "باستور" الحكومي على تطوير لقاح لـ فيروس كورونا الجديد بالاعتماد على تكنولوجيا الحمض النووي، التي تعدّ من أحدث التقنيات في تطوير اللقاحات، بحسب تأكيد مدير المعهد، الدكتور هاشمي الوزير.
يؤكد الوزير في حديث إلى "العربي الجديد" أنّ فريق بحث متخصصاً في تطوير الأمصال واللقاحات دخل منذ بدأت جائحة كورونا في سباق لإنتاج لقاح يساعد البشرية في القضاء على الفيروس، معتبراً أنّ هذه التجربة مهمة جداً لتونس في مواكبة جميع المستجدات العلمية والبحثية المتعلقة بكورونا. يقول الوزير إنّ الفريق المشرف على تطوير اللقاح يعتمد على تقنيات الحمض النووي، وسيبدأ قريباً في تجربة التركيبة التي تم التوصل إليها على الحيوانات، في انتظار بلوغ مراحل متقدمة من التجارب السريرية التي قد يحتاج فيها المعهد إلى شراكة أجنبية وفق قوله.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

يكشف الوزير أنّ اللقاحات التي تستعمل تقنية الحمض النووي متطورة على العكس من الكلاسيكية التي تعتمد على البروتينات الفيروسية، متوقعاً تحقيق المعهد نتائج جيدة في هذا الصدد، وإن توقفت الأبحاث لاحقاً من دون بلوغ مرحلة متقدمة لسبب أو لآخر، بحسب تقديره. يتابع أنّ البحث جارٍ حالياً في مرحلة ما قبل التجارب السريرية، وهي مرحلة تتنافس فيها تونس مع نحو 140 بلداً يعمل على تطوير اللقاح، فيما دخل 35 بلداً فقط مرحلة التجارب السريرية.
ولا تقف المساعي التونسية لإيجاد لقاح للفيروس عند "شرف المحاولة" بحسب الوزير، الذي يقول إنّ للمعهد كفاءات وإمكانات تسمح له ببلوغ مراحل متقدمة من البحوث، خصوصاً أنّه قد سبق له النجاح في تطوير أمصال ضد داء الكَلب اعتماداً على تقنيات الحمض النووي. يضيف أنّ الدخول في سباق البحث يسمح للفريق التونسي المشرف على هذه التجربة بمواكبة جميع التطورات في العالم حول اللقاح المرتقب، والاطلاع على النشرات العلمية التي تصدر حوله، مشيراً إلى أنّ هذه التجربة المتراكمة ستسمح مستقبلاً للأطباء والباحثين التونسيين بحسن اختيار اللقاحات التي قد تطرح قريباً في الأسواق واختيار أجودها وأكثرها تأقلماً مع خصوصيات الفيروس الذي انتشر في تونس، مؤكداً أنّ اختيار اللقاح المناسب للسوق التونسي يحتاج إلى دراية شاملة بتركيبة وفاعلية اللقاحات التي ستوزع في الأسواق العالمية. ويقول إنّ أساس كلّ هذا هو نجاح أطباء وباحثين تونسيين في التقطيع الجيني لسلالات فيروس كورونا.
يؤكد الوزير، في سياق آخر، أنّ معهد "باستور" وفريق البحث يتلقيان دعماً من وزارة التعليم العالي لتوفير الإمكانات المادية واللوجستية لإنجاز البحث. ويضيف أنّ فريق البحث الذي يشرف عليه الدكتور شكري بهلول، يواكب جميع التفاصيل حول تقدم البحوث في هذا الشأن سواء في ما يتعلق بالمرحلة البحثية التي بلغتها تونس أو المراحل المتقدمة التي بلغتها ثماني دول. وحول كلفة البحوث التي يجريها المعهد لإيجاد لقاح فعال، يقول الوزير إنّها لم تتجاوز 60 ألف دينار (22 ألف دولار أميركي) في المرحلة الأولى، مؤكداً أنّ البحوث تصبح أكثر كلفة بعد بلوغ مرحلة التجارب السريرية، وهو ما قد يتطلب الدخول في شراكة أجنبية لمواصلة البحوث بسبب عدم قدرة المعهد على إجرائها بإمكاناته الذاتية.
بدوره، يؤكد المشرف على الفريق البحثي في معهد "باستور" الدكتور شكري بهلول، أنّ فريقه سيكشف خلال الأسابيع المقبلة عن نتائج البحوث التي توصل إليها، مفضلاً عدم الخوض في تفاصيل التجربة التي يشرف عليها إلى حين بلوغ نتائج مؤكدة وفق ما يقول لـ"العربي الجديد" .

معهد "باستور" تونس الذي يتطلّع فريقه البحثي، في الوقت الراهن، للتوصل إلى لقاح فعال يحمي من فيروس كورونا الجديد، مؤسسة حكومية تونسية للصحة والبحث العلمي، ويخضع لإشراف وزارة الصحة العمومية. ويتمثل دور المعهد في القيام بالبحوث الميدانية والتشخيصات البيولوجية وببحوث ذات صلة بالصحة البشرية والحيوانية. كذلك، يقوم المعهد بإعداد المواد البيولوجية مثل اللقاحات والأمصال التي تحتاج إليها البلاد. ويتعاون المعهد مع عدد من المؤسسات العلمية الأجنبية، كما أنّه عضو في الشبكة الدولية لمعاهد "باستور" التي تضم 32 معهداً حول العالم.
يذكر أنّه في إبريل/ نيسان الماضي تمكن فريق من الأطباء في المختبر المرجعي للتحاليل الجرثومية بمستشفى "شارل نيكول" الحكومي في تونس، من اكتشاف التسلسل الجيني للفيروس وتحديده. وقال فريق البحث حينها إنّ ما تم التوصل إليه ساعد في جمع معلومات لفهم نوعية الفيروس في البلاد، ومدى تغيره مقارنة ببقية دول العالم، وكيفية انتقال عدواه.

المساهمون