مدوّنون فلسطينيون يفضحون للعالم مخطط تهجير قرى في النقب

النقب
نايف زيداني
نايف زيداني
صحافي فلسطيني من الجليل، متابع للشأن الإسرائيلي وشؤون فلسطينيي 48. عمل في العديد من وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة والمرئية، مراسل "العربي الجديد" في الداخل الفلسطيني.
23 مايو 2015
A0750091-1292-44FC-B132-3240A6C36BEF
+ الخط -

شارك عشرات الناشطين، من مدونين ومصورين، في الداخل الفلسطيني، بزيارة إلى قريتيّ أم الحيران وعتّير في النقب، لتوثيق قضيتيهما، وإيصالها إلى العالم أجمع، بعد صدور قرار إسرائيلي، يقضي بإخلائهما وتهجير سكانهما العرب للمرة الثالثة منذ النكبة، واستقدام إسرائيليين يستوطنون المكان، في مستوطنة ستحمل اسم حيران. كما وثّق الناشطون هذه الجولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

تحدث أهالي القريتين أمام الناشطين، عن معاناتهم منذ 60 عاماً، وقيام المؤسسة الإسرائيلية بطردهم من أراضيهم التي كانت في ملكيتهم، حتى عام 1955، لينتهي بهما الأمر في إقامة عتير وأم الحيران، بموافقة المؤسسة الإسرائيلية في تلك الفترة، بيد أن المحكمة العليا الإسرائيلية، قضت قبل أيام بطردهم مرة أخرى، لتلتحقا بركب القرى العربية المهددة بالتدمير في النقب، الأمر الذي ينظر إليه فلسطينيو الداخل على أنه جزء من سياسة التطهير العرقي.

تعقيباً على قرار الترحيل وهدم قرية أم الحيران، تحدث الحاج محمد سلامة لـ "العربي الجديد"، معرباً عن دهشته من قرار المحكمة، متسائلا: "وين نروح؟ سبق أن طردونا من أراضينا ونفونا الى صفد في محاولة للضغط علينا لنقبل بترك ملكيتنا والسكن هنا. اليوم يريدون طردنا من جديد. هل هناك حكومة أو اثنتان في إسرائيل؟! لا نفهم هذا القرار. لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، حتى لو انتهى الأمر بأن يدفنونا هنا ولن نرحل".

اقرأ أيضاً: إحياء ذكرى "مجزرة الطنطورة" لأول مرة منذ النكبة الفلسطينية

وأضاف سلامة "هذه بلوة كبيرة"، مستدركاً: "عمري أكبر من عمر إسرائيل ولم أسمع بقرارات من هذا النوع في أي مكان. إلى أين يريدون ترحيلنا؟! إلى أين نذهب؟َ! نحن هنا  قبلهم".

من جانبه، قال علي فرهود، أبو القيعان، من قرية عتير في حديث لـ"العربي الجديد" إن "هذه البلدة قامت عام 1955. كنا نتواجد في مكان آخر في منطقة وادي زبالة، وأرغمتنا المؤسسة الإسرائيلية على الخروج من الأراضي التي كانت في ملكيتنا والنزوح الى هذا المكان بالقوة، واستخدمت أساليب ضغط كثيرة اضطرتنا الى الرحيل في حينه إلى هنا حيث أرادت هي. ورغم أننا نقيم هنا بأمر منها، ورغم كل المعاناة التي نعانيها منذ نحو 60 عاماً، قررت المحكمة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، طردنا مجدداً لصالح مخطط زرع أشجار".

وأضاف: "هذا أمر لا يقبله العقل ولا المنطق، ولم نسمع عنه في أي دولة.  يريدون اقتلاعنا لزراعة أشجار في مكاننا تشكل متنزهاً للمستوطنين الذين سيقيمون في المستوطنة التي تخطط إسرائيل لبنائها مكان قرية أم الحيران، بعد تهجير أهلها العرب، أيضاً، واستقدام يهود في مكانهم. ولكن مهما حاولوا لن نخرج من أراضينا، أبداً، حتى لو هدموا بيوتنا فوق رؤوسنا".

في ظل الخطر الداهم الذي يتهدد القريتين، أخذت بعض الجهات الفاعلة في الداخل الفلسطيني على نفسها، مسؤولية رفع الوعي، على المستويين المحلي والعالمي، من خلال حملة منظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تنطلق من أراضي القريتين.

وقال الناشط نديم ناشف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن زيارة الناشطين لأم الحيران وعتير تأتي بالتنسيق ما بين "حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي"، ومركز "عدالة" الحقوقي، تهدف إلى رفع الوعي في صفوف الشباب، حول قضيتي القريتين المهددتين بالهدم والتهجير، وخلق حراك تضامني مع الأهالي. عملية التهجير التي تقوم بها إسرائيل، تستهدف جميع المناطق الفلسطينية، بما في ذلك الداخل الفلسطيني". 

وذكر ناشف أن "الناس بشكل عام لا يعرفون بوجود هذه القضية، حتى اليوم، رغم أنها  قضية عامة لجميعنا وليست قضية خاصة لأهالي القريتين، ولذلك من المهم خلق وعي في مجتمعنا ومن ثم خلق حراك تضامني يؤثر على حكومة إسرائيل ومتخذي القرارات. وبيننا اليوم ناشطون أجانب يساهمون في إيصال القضية بلغات عديدة الى كل العالم".

بدورها، تحدثت الناشطة، حنان حبيب الله لـ"العربي الجديد"، عن أهمية دور الشباب في مختلف قضايا الداخل الفلسطيني، بما في ذلك الحملة الخاصة بقضيتيّ أم الحيران وعتير.

وأوضحت أن "الشباب يشكلون أكبر الشرائح المستخدمة لشبكات التواصل الاجتماعي، وهنا تكمن أهمية أخذ دورهم، لفضح قرار المحكمة الإسرائيلية الذي جاء بعد 13 عاماً من المداولات، وقضى بطرد أهالي أم الحيران وعتير. المصورون والمدونون والكتاب، ومختلف الناشطين، يساهمون، من خلال حملة اليوم، في إيصال الرسالة الى مختلف أرجاء العالم".

ذات صلة

الصورة
صندوقة خاض تجربة مريرة بسجون الاحتلال في مقتبل العُمر (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى المدرب الفلسطيني أيمن صندوقة، صاحب الأكاديمية الرياضية التي دمرها الاحتلال في منطقة شمال غرب القدس، لـ "العربي الجديد"، تجربته القاسية مع حلمه.

الصورة
الطبيب الأميركي طلال علي خان (الأناضول)

مجتمع

أعلن الطبيب الأميركي من أصول باكستانية طلال علي خان، الذي عمل لفترة في قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية، أن نظرته للحياة تغيرت جراء ما شاهده من أهوال
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون