مدن مصر الغارقة: فنون آلاف السنين

مدن مصر الغارقة: فنون آلاف السنين

01 يوليو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

 

في عام 1994، بدأت البعثة الأثرية الفرنسية عملها في مياه الإسكندرية، حيث تم اكتشاف أكثر من ثلاثمئة كتلة ضخمة تمثّل بقايا فنار فاروس، التي كانت تعدّ واحدة من عجائب الدنيا القديمة، وتاج ضخم لبوابة تعود إلى العصر البطلمي، وتمثال لرمسيس الثاني على شكل أبو الهول.

ومثل غيرها من الأوابد المصرية القديمة، فإن معظمها محكوم بعمل بعثات أجنبية يصل عددها إلى المئات مقابل بضع فرق حفر مصرية، كما أن بعض هذه الآثار الغارقة تعرّضت إلى النهب على يد عصابات تقوم بتهريبها إلى الخارج، وفق وسائل إعلام محلية.

"كنوز مصر القديمة: المدن الغارقة" عنوان المعرض الذي يُفتتح مساء السبت المقبل، الرابع من الشهر الجاري، في "متحف فرجينيا للفنون الجميلة" بالولايات المتحدة، ويتواصل حتى الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير 2021، بعد تنظيمه في باريس ثم لندن ثم زيورخ.

(من الفيلم حول مدن مصر الغارقة)
(من الفيلم حول مدن مصر الغارقة)

يضم المعرض حوالي ثلاثمئة قطعة أثرية تم العثور عليها في مدينتي هرقليون وأبو قير اللتين دمرتهما الكوارث الطبيعية خلال القرن الثامن الميلادي، إلى جانب قطع استعيرت من "المتحف اليوناني الروماني" بالإسكندرية، ومن متحف مكتبتها، و"المتحف البحري" و"المتحف المصري" و"المتحف البحري" في المدينة.

تعكس المعروضات الحياة التجارية في مدن حيوية على حوض البحر المتوسط خلال مرحلة شهدت اندماجاً بين الثقافتين المصرية واليونانية، كما عبّرت عنها الفنون والعبادات والحياة اليومية في العصر البطلمي، والذي مثّلها الإله أوزوريس بمكانته المقدّسة لديهما.

وينقسم المعرض إلى خمسة أقسام، بدءاً من قصة هرقليون وكانوبوس، وجود اليونانيين في مصر ويسرد التبادل بين البلدين، مروراً بأسطورة الإسكندر الأكبر والبطالمة، وأوزوريس وإيزيس وابنهما حورس، وانتهاء بقسم حول مصر بعد غزو الرومان لها عام 30 ق. م.

ومن أبرز القطع الموجودة بالمعرض، تمثال صغير مصنوع من البرونز لأحد الفراعنة يبلغ ارتفاعه نحو 205 سم، عُثر عليه في الجهة الغربية الجنوبية من معبد آمون في هرقليون، والعديد من قطع المجوهرات والعملات المعدنية والتوابيت، إضافة إلى تمثال للإلهة تاورت يعود إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين (664 - 525 ق.م)، وعين حورس (الأوغات) من العصر البطلمي، من حفائر هرقليون، وتمثّل عين الصقر حورس الإله، ابن أوزوريس، الذي أصيب على يد عمه (ست) وشفي بقوى الإله إيبيس (تحوت).

بموازاة المعرض، هناك العديد من الصور الفوتوغرافية تبرز عمل حملات التنقيب تحت الماء على مدار ربع قرن، وفيلم يصور تفاصيل العثور على هذه المكتشفات، ويروي قصة الآثار المدمرة خلال حقب تاريخية مختلفة.

 

المساهمون