أحدثت مواقع الإنترنت ثورة هائلة في عالم الاتصالات، وأصبحت ملاذا للكثيرين في أوقات الفراغ، كما وجدها لاعبو كرة القدم وسيلة حيوية للتواصل مع معجبيهم، على الرغم من أنها تمثل صداعاً في رأس المدربين الذين يفضّل معظمهم حظر استخدام هذه المواقع، لتوفير أكبر قدر من التركيز للاعبين خلال البطولة.
ويعتبر مونديال 2010 الأول من نوعه الذي تطغى أجواؤه على صفحات المواقع الاجتماعية، خصوصاً "تويتر" و"فيسبوك"، حيث لم تلق هذه المواقع صدى كبيرا أثناء مونديال 2006 في ألمانيا. لكن في جنوب أفريقيا وجدها لاعبو كرة القدم وسيلة فعالة للتواصل مع محبيهم، إلى جانب نشر آخر أخبارهم، وبعدها امتد الأمر ليصل إلى ذروته في مونديال البرازيل.
ومن بين المدربين الذين أعلنوا الحرب على هذه المواقع، وتحديداً منذ مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، الإيطالي فابيو كابيللو، المدير الفني السابق للمنتخب الإنكليزي، وفيسنتي ديل بوسكي، مدرب منتخب إسبانيا السابق، ومارسيلو بييلسا مدرب تشيلي آنذاك.
وفي تقرير نشرته وكالة الأنباء الإسبانية، أرسل قلب الدفاع الإسباني، كارليس بويول، لاعب برشلونة، على صفحته في موقع "تويتر"، في الـ26 من مايو/أيار 2010، رسالة للجماهير يقول فيها: "مرحبا، بدءا من اليوم لن يكن بإمكاننا التواصل معكم عبر الإنترنت، سنسرد لكم كافة التفاصيل بمجرد عودتنا إلى الديار".
وودّع لاعب الوسط الإسباني، أندريس انييستا، معجبيه على "تويتر" قائلا حينها: "لقد طلب منا المدرب الامتناع عن استخدام فيسبوك أو تويتر أثناء البطولة، لذا نلقاكم بعد عودتنا من المونديال".
وعلى الرغم من اشتهار لاعبي المنتخب المكسيكي بالمواظبة على استخدام هذه المواقع، بمن فيهم المدرب خافيير أغيري، المدير الفني للمكسيك آنذاك، إلا أنه اضطر إلى حظر استخدامها قبل أيام من انطلاق العرس الكروي الكبير.
وقبلها، كان لاعبو المنتخب أندريس غواردادو وبلانكو وجييرمو أتشوا وجيراردو تورادو يكتبون عن خبراتهم في دول أوروبا، أثناء المباريات الودية التي خاضوها هناك استعدادا للمونديال، إلى جانب الأجواء التي صاحبت وصولهم وإقامتهم في جنوب أفريقيا".
وكتب المكسيكي المخضرم بلانكو، الذي خاض غمار مونديال جنوب أفريقيا حينها للمرة الثالثة في تاريخه بعد بطولات فرنسا 1998 وكوريا الجنوبية واليابان 2002 على نفس الموقع، في الخامس من يونيو/حزيران من عام 2010: "ها قد وصلنا إلى جنوب أفريقيا في كامل استعداداتنا النفسية والبدنية لنصنع التاريخ لبلادنا".
وعلّق مواطنه غواردادو، خلال تواجده في لندن، حيث لعبت المكسيك مباراة ودية مع إنكلترا حينها، على صفحته، بأنه عاش تجربة "ركوب الحافلة الحمراء ذات الطابقين" والتي اعتبرها رائعة.
ويعدّ الهداف الأوروغوياني السابق دييغو فورلان أحد رواد مستخدمي موقع "تويتر" و"فيسبوك" منذ البدايات، حيث واظب على تحميل أحدث صوره على الموقع. وعند وصول بعثة منتخب أوروغواي إلى جنوب أفريقيا، كتب فورلان "وصلنا إلى جنوب أفريقيا.. لقد كانت رحلة جيدة".
ويُعد الحساب الخاص للنجم الأرجنتيي سرخيو أغويرو على موقع "تويتر" من أشهر الصفحات التي يقبل عليها مستخدمو الموقع الاجتماعي، حتى يومنا هذا. وقد بدأ اللاعب الحالي لمانشستر سيتي الإنكليزي نشاطه على "تويتر" في 2010، وهي الوسيلة التي يفضلها أغويرو للتواصل مع الجماهير، منذ مايو/أيار عام 2010. ومثل أي مستخدم عادي، فإنها وسيلة للتعبير عما يجول في خاطره وكتابة آخر أخباره في بداية عهده مع التواصل.
الكشف عن منتحلي شخصيات اللاعبين
ساعد التواصل بين اللاعبين ومعجبيهم على إزالة الشكوك والالتباس في بعض الأمور. فعلى سبيل المثال، ومنذ عام 2010، أكد أغويرو على صفحته حينها أنه اللاعب الوحيد في صفوف منتخب التانغو الذي يملك حسابا خاصا على "تويتر"، ليكشف بذلك عن زيف بعض الصفحات الخاصة لعدد من نجوم المنتخب، مثل ليونيل ميسي الذي لا يملك صفحة "تويتر" حتى عامنا هذا، وهاينزه، وحتى أسطورة كرة القدم ومدرب المنتخب في جنوب أفريقيا حينها، مارادونا، حيث انتحل بعض الأشخاص شخصيات هؤلاء اللاعبين وتحدّثوا باسمهم.
وقال غويرو، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية قبل مونديال جنوب أفريقيا: "لقد أكد لي مارادونا أنه لا يملك حسابا خاصا على الموقع، ونفس الأمر ينطبق على جميع اللاعبين، وقد طلب مني المدرب أن أخبركم بذلك". وبفضل هؤلاء اللاعبين انتقلت أجواء المونديال من المستطيل الأخضر إلى شبكة الإنترنت، في تطور يضفي مزيدا من المتعة على الساحرة المستديرة حتى يومنا هذا.