مدارس وجامعات أفغانستان تفتح أبوابها

مدارس وجامعات أفغانستان تفتح أبوابها

21 اغسطس 2020
غداً يعودون إلى المدرسة (وكيل كوهسار/ فرانس برس)
+ الخط -

تفتح المدارس الأفغانية أبوابها أمام التلاميذ يوم غد السبت، بعدما كانت الجامعات قد استأنفت الدراسة في الخامس من الشهر الجاري. وكانت العملية التعليمية قد توقفت واعتُمدت الدراسة عن بعد كأحد الإجراءات لمكافحة جائحة كورونا. ونتيجة لغياب التنسيق بين الحكومة وإدارات الجامعات والمدارس والمشاكل التي تواجهها العملية التعليمية، يجد التلاميذ والطلاب أنفسهم أمام صعوبات كثيرة. 
وكانت وزارة التعليم العالي قد قررت أكثر من مرة فتح المدارس والجامعات خلال الأشهر الماضية، بعدما ارتفعت الأصوات المطالبة بذلك، إلا أن وزارة الصحة حالت دون ذلك أكثر من مرة خشيةً من تفشي الجائحة.  
من جهتها، التزمت الجامعات والمدارس الحكومية الصمت طوال هذه الفترة، إذ إن الحكومة كانت تدفع رواتب الأساتذة والموظفين بشكل دائم، إضافة إلى توفير كل الاحتياجات. إلا أن الجامعات والمدارس الخاصة واجهت ظروفاً صعبة، ما دفع نقاباتها إلى مطالبة الحكومة بفتحها أو اللجوء إلى الاحتجاجات الشعبية في حال تأخرت الحكومة في اتخاذ القرار لأن معظمها كانت على شفير الانهيار، ما سيؤثر على الأساتذة والطلاب. 

كوفيد-19
التحديثات الحية

في هذا السياق، يقول المدرّس في إحدى الجامعات الخاصة كفايت الله، لـ "العربي الجديد": "أثّر كورونا سلباً على وضع إدارات الجامعات الخاصة، ودمّر حياة الأساتذة. كنت أعمل في مؤسسة غير حكومية وأتقاضى راتباً لا يكفيني. كما أدرّس في جامعة خاصة لزيادة دخلي الشهري. لكن بسبب الإجراءات التي اتخذتها البلاد لمكافحة كورونا، توقف التدريس في الجامعة وبالتالي تأثّرت حياتي. واليوم، لن أتمكن من العودة إلى العمل لأن وضع الجامعة المالي لا يسمح. حرمت من الراتب الذي كان يعينني على تدبّر أموري". 
على غرار كفايت الله، حُرِم عشرات الأساتذة من العمل في الجامعات الخاصة بعد توقف العملية التعليمية، خصوصاً المتعاقدين. أما المتفرغون منهم، فقد حصلوا طوال فترة الإجازة على 30 في المائة من راتبهم الشهري، ما أثّر على أوضاعهم الاقتصادية. ويقول المدرّس خالد أحمد لـ "العربي الجديد" إنّني "أصبحت مديوناً لأكثر من شخص. ما كانت تدفعه لي الجامعة لم يكن كافياً لتأمين احتياجاتي. بالتالي، اضطررت إلى الاستدانة من الناس". 
لا تقتصر المشاكل على حياة الأساتذة بل حتى العمال في الجامعات الخاصة تأثروا من جراء توقف الدراسة، ومعظمهم توجهوا إلى السوق من أجل العمل وكسب لقمة العيش. صفي الله كان يعمل حارساً في إحدى الجامعات الخاصة في مدينة جلال أباد. وبعدما توقفت الدراسة وخسر راتبه، نزل إلى السوق وبات يبيع الخضار على الرغم من الحر الشديد. الآن، "ومع استئناف الدراسة، أصبحت أكثر سعادة". إلا أن الكثير من أقرانه باتوا مديونين لأنهم فقدوا أعمالهم. 
ويواجه بعض المدرسين مشاكل من نوع آخر، إذ أعطت الوزارة فرصة ثمانية أسابيع فقط للعمل وإكمال الفصل الدراسي، علماً أنه يمتد في العادة إلى 16 أسبوعاً في الأوقات العادية. كما أن الكثير من التلاميذ والطلاب لم يشاركوا في الدراسة عن بعد.
في هذا الإطار، يقول الأستاذ عبد القادر لـ "العربي الجديد" إن "المشكلة الأساسية تكمن في أن آلية الدراسة عن بعد لم تكن ناجحة في بلادنا، والجو لم يكن مهيأً لها. بالتالي، نركّز الآن على إكمال دراسة فصل كامل خلال وقت قصير وهذا أمر صعب".

من جهة أخرى، اختار بعض الطلاب عدم التسجيل في هذا الفصل. من بين هؤلاء نجيح الله من إقليم وردك، الذي كان يدرس في جامعة دعوت وفضّل إرجاء دراسته للفصل المقبل. 
ويقول نجيح الله لـ "العربي الجديد": "أنتمي إلى أسرة فقيرة ودفع الرسوم صعب جداً بالنسبة لنا. لم أستفد من الدراسة عن بعد، وظننت أن هذا الفصل قد ضاع وبالتالي لجأت إلى إرجاء الدراسة. وسأدفع الرسوم في الفصل المقبل". 
إذاً، ستفتح المدارس الخاصة (الصف الأول وحتى 12) أبوابها، في وقت حصرت تلك الحكومية استئناف عامها الدراسي بالمرحلة الثانوية. ويبقى مصير الصفوف الأخرى مجهولاً، بعدما قررت الوزارة إرجاءها لأجل غير معلوم خشية تفشي الجائحة.  
وتعليقاً على سياسة الحكومة في التعامل مع المدارس والجامعات، يقول الناشط إنعام الله لـ "العربي الجديد" إن المشكلة الرئيسية تكمن في أنه ليست لدى الحكومة آلية شاملة للتعامل مع المؤسسات التعليمية منذ البداية. كما أن جائحة كورونا فرضت اتخاذ قرارات استثنائية.

المساهمون