مدارس الفتيات قد تضرّ مستقبلهنّ المهني

مدارس الفتيات قد تضرّ مستقبلهنّ المهني

16 يناير 2016
هل تزول مدارس الجنس الواحد بشكل تدريجي؟ (Getty)
+ الخط -

ما زالت مدارس عديدة في بريطانيا تفصل بين الفتيات والفتيان، على الرغم من التحرّر الذي بلغته البلاد. ويُقابل هذا الفصل بين الجنسَين بانتقادات كثيرة، لا سيّما من قبل ريتشارد كيرنز، وهو مدير مدرسة على مستوى عال من التعليم المختلط (آل برايتون كوليدج). بالنسبة إليه، فإنّ الإناث اللواتي يتابعن تعليمهن في مدارس خاصة بهنّ، قد يواجهن عوائق كبيرة لاحقاً في عالم العمل، لأنّهن قد يعجزن عن التواصل مع الذكور.

ويتوقّع كيرنز زوال مدارس الجنس الواحد بشكل تدريجي، بسبب ما يشوبها من عيوب. يضيف أنّ تلميذات تلك المدارس ربّما يحصلن على أعلى الدرجات العلمية، لكن حين تنقصهنّ مهارات التواصل مع زملائهن الذكور في ميدان العمل، سوف يشكّل ذلك عائقاً كبيراً أمامهن.

إلى ذلك، يحاول كيرنز إيصال صورة نمطية عن الفتيات اللواتي يتخرّجن من مدارس غير مختلطة، إلا أنها قد لا تنطبق عليهن جميعاً. والدليل على ذلك وصول كثيرات منهن إلى مراكز مرموقة وتمتعهن بشخصيات فذّة، مثال إيما واتسن نجمة هاري بوتر، الشخصية الخيالية التي جذبت ملايين أطفال العالم لمشاهدتها، والممثلة جودي دنش الفائزة بجائزة أوسكار، ومارغريت هودج السياسية في حزب العمال البريطاني والنائبة السابقة في البرلمان.

كثر هم أهالي التلميذات الذين لم يتأثروا بتلك الانتقادات، وأصرّوا على تعليم بناتهنّ في مدارس خاصة بهن، بيد أنّ بعض وسائل الإعلام البريطاني تناولت المسألة وناقشتها. وقد ظهرت وجهات نظر متباينة حولها، بعضها مؤيد وآخر معارض.

علّقت إحدى الأمهات على الموضوع بالقول إنّ الفتيات في مرحلة النمو يشعرن بعدم الارتياح في المدارس المختلطة، لذلك تؤيّد فصلهنّ عن الفتيان. ودعمت كلامها بمثال عن ابنتيها اللتين فضّلتا الالتحاق بمدرسة للفتيات بسبب الإحراج، الذي شعرتا به في المرحلة العمرية حين يبدأ الفتيان بمراقبة التغيّرات التي تطرأ على مظهر الفتاة. وأشارت إلى أنّ الوضع يختلف بالنسبة إلى الفتيان، ولا يضرّهم الاختلاط من عدمه.

لا يقتصر انتقاد كيرنز لمدارس الفتيات على ما سبق ذكره، بل يضيف أنّ تلك المدارس تتراجع وتتقلّص عمّا كانت عليه قبل 20 عاماً، مؤكداً أنّ العدد يستمرّ في الانخفاض. وكتب على أحد المواقع الإلكترونية أنّ "الفتيان في مدارس الجنس الواحد يميلون إلى خلق هرميات مصطنعة. وفي المقابل، تعاني تلميذات مدارس الفتيات من مشاكل عاطفية قد تؤدّي إلى التنمّر بينهنّ". وشدّد على أنّ المدارس المختلطة تذيب الحاجة العاطفية ويتصرّف الفتيان والفتيات على طبيعتهم.

نينا (19 عاماً) تلميذة تخرّجت من مدرسة للفتيات في لندن قبل نحو عامين، تقول، لـ "العربي الجديد"، إنّها في البداية كانت تشعر بالتوتّر لدى تواصلها مع الجنس الآخر في الجامعة، إذ لم تعتد على ذلك. لكن بعد عام، باتت الأمور طبيعية ولم تعد تجد غرابة. تضيف أن صديقتها ما تزال تضطرب كلّما تحدّث معها شاب، حتى أنّها تعجز أحياناً عن التركيز خلال الحصّة لشعورها بأنّ شاباً يراقبها، وتتجنّب المشاركة الصفيّة كي لا تخطئ وتحرج أمام زملائها الذكور. وترى نينا أنّها "تبقى مسألة وقت، قد تطول لكنّها لا بدّ من أن تزول نهائياً بعد الاعتياد على الصفوف المختلطة". من جهتها، تقول يارا (15 عاماً) وهي تلميذة في مدرسة مختلطة، إنّها حين جاءت إلى البلاد من دولة عربية، كانت في الحادية عشرة، وكان من الصعب عليها التحدّث إلى الفتيان، على الرغم من أنها كانت تتابع تعليمها في مدرسة مختلطة. وتشرح لـ "العربي الجديد" أنّ الفتيات لم يعتدن اللعب مع الفتيان في الملعب في بلدها الأصلي، وكان التلاميذ ينفصلون تلقائياً خلال الاستراحة. لكنها لا تجد أي حرج أو صعوبة اليوم في التواصل مع الفتيان.

اقرأ أيضاً: مجلة أسبوعيّة لمساعدة المشرّدين في بريطانيا