مخيمات نازحي الشمال السوري في مهبّ السيول والأمطار العاصفة

مخيمات نازحي الشمال السوري في مهبّ السيول والأمطار العاصفة

27 أكتوبر 2018
المخيمات عشوائية ومنسية (Getty)
+ الخط -
ضربت السيول والأمطار مخيمات النازحين والمهجرين في الشمال السوري متسببة بأضرار كبيرة، ومثيرة الذعر لدى الأهالي، كونها كانت مصحوبة برياح قوية.

ليلة صعبة قضاها المهجر من ريف حمص الشمالي، كريم أبو عمر، الذي اضطر لمغادرة الخيمة التي يعيش فيها بـمخيم للإيواء قرب بلدة ترمانين بريف إدلب عند الساعة الرابعة من صباح الخميس، بعد أن اجتاحتها مياه السيول، واستطاع إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ملابس أطفاله وحاجيات العائلة داخل الخيمة.

يقول لـ"العربي الجديد": "نمنا على وقع المطر، لم يكن غزيرا وكانت السماء ترعد وتبرق، لكن لم نكن نعلم ما قد يحدث في الليل، حيث اشتدت غزارة الأمطار لتتطور إلى سيول تجرف معها كل ما في طريقها، استيقظنا على صراخ الناس في المخيم بأن نسرع بجمع الأغراض داخل الخيم كي لا تبتل وتجرفها المياه".

ويتابع:"المصيبة أن خيمتنا تقع بمجرى السيل كون المنطقة التي نحن فيها وعرة، حملنا ما يمكن حمله وغادرنا الخيمة، لنمضي ما تبقى من الليلة مع أقارب لنا بخيمة أخرى لم تتضرر، لقد تلقينا وعودا من إدارة المخيم بنقلنا إلى كرفانات لنقيم فيها، لكننا ما زلنا ننتظر".

من جهته، يلوم ربيع أسعد (34 عاما) إدارة مخيم دير البلوط، محملا إياها مسؤولية ما حدث في المخيم، إذ غمرت المياه كثيرا من الخيم، وذلك بعد هدم الإدارة بمعونة فصيل عسكري تابع للجيش الحر تصوينات كان الأهالي قد بنوها قبل مدة لخيامهم لمنع وصول المطر إليها.

ويشرح أسعد لـ"العربي الجديد" دور التصوينات في حماية الخيمة من الماء: "التصوينة التي بنيت على جوانب الخيمة هي عبارة عن لبنة واحدة بارتفاع 25 سنتمترا بحيث تمنع دخول المياه لأرض الخيمة، وأمام الخيمة تمت توسعة التصوينة بحوالي متر، ومنذ مدة قدم عناصر من فصيل عسكري ومعهم أناس من إدارة المخيم وبدأوا بهدمها، بحجة أنها مخالفة لقوانين المخيم، وقال لنا عناصر الفصيل حرفيا: "من لا يعجبه الأمر هنا في المخيم ليغادر من دون رجعة"، الآن هل يفرحهم ما حلّ بنا؟ و كيف نعيش بهذه الحالة، إلى من نشتكي؟".

وكانت أحوال النازحين في مخيمات "الجويد والهدى وأخوة السعد" غربي منطقة أطمة بريف إدلب قرب الحدود السورية التركية بالحالة ذاتها من السوء مع باقي المخيمات، حيث تعيش أكثر من 650 عائلة من أهالي بلدات وقرى ريف حماة واقعا صعبا، وازدادت معاناتهم مع الأمطار والرياح التي ضربت المنطقة.

ويقول زهري خليل لـ"العربي الجديد": "هذه المخيمات عشوائية ومنسية هنا، نحن بحاجة لخيم وعوازل لها، لأن غالبيتها لن تصمد خلال فصل الشتاء، ومع عاصفة أخرى مشابهة لتلك التي ضربت المنطقة الخميس الماضي وقبله، سيعيش النازحون هنا مأساة حقيقية... نناشد المنظمات الإنسانية التدخل وتدارك الأمر عسى أن يكون صوتنا مسموعا لديها".

المساهمون